الخطوة التي أقدم عليها الرئيس هادي من قبول استقالة الحكومة وتقديم استقالته إلى مجلس النواب بصفته المؤسسة الدستورية المخولة بالنظر فيها يضع اليمن أمام أعتاب مرحلة جديدة كل الأوضاع فيها ملتبسة وكل الاحتمالات واردة .. ما قام به الحوثي في 21 سبتمبر هو انقلاب بمعاونة صالح كانت فصوله الأخيرة تشديد الخناق على الرئيس والحكومة والقوى السياسية لتمرير طلبات الحوثي لإكمال أخر فصل في الانقلاب، كل الخطابات التي كان يلقيها الحوثي كانت مضللة ولا تحمل في ثناياها ما يمكن البناء عليه، كل الاتفاقات يخرقها الحوثي قبل أن يجف حبرها في سلوك تبريري تناقضي غريب وعجيب يناقض كل الاتفاقات، القرارات التي كان الحوثيون يضغطون على هادي لتمريرها كشفت بجلاء ووضوح العقلية التي يفكر بها الحوثي وسلوكه الإقصائي المتأصل، لقد كان الحوثي يسعى لكسب الوقت لإكمال الانقلاب والسيطرة تحت غطاء الشراكة مستغلاً المواقف العائمة التي يتخذها الرئيس هادي ،،لقد كان الحوثي يقول كلاماً ويسعى علي الأرض لفرض واقع آخر، ربما تكون الحسنة الوحيدة والخطوة الصحيحة التي تحسب للرئيس هادي أنه رفض الطلبات المقدمة له والضغوطات التي تمارس عليه في خطوة شجاعة إذا تم الاستجابة لها كانت ستقودنا الى استلام كامل للسلطة بما فيها الرئاسة والحكومة بغطاء من الرئيس هادي، بالرغم من خطورة الخطوة التي أقدم إليها الرئيس هادي بتقديم استقالته، وقبول استقالة حكومة الكفاءات، وترك البلد يعيش فراغاً رئاسياً في هذه الظروف الصعبة والحرجة إلاٌ أنه يمثل إدانة ورفض لكل الأساليب التي يقوم بها الحوثي ويضع الجميع أمام مسؤولياته، ربما أخطاء هادي عندما لم يوضح للشعب حقيقة الوضع الذي تعيشه البلاد ولم يشركهم في الخطوات التي يقوم بها مما جعل موقف الرئيس اليمني محيراً ولم يعطي فرصة للآخرين لتقييم ومعرفة ما يدور وهو ما جعل السهام تسدد عليه من أصدقائه قبل خصومه .. لقد أعطت استقالة الرئيس والحكومة معطى جديد وسحبت البساط من تحت يد الحوثي خصوصاً وأنه كان يستظل بغطاء الدولة ويتحرك باسمها الآن الحوثي، مجرداً من الغطاء ولا شرعية لجميع تحركاته فهو مجرد مليشيا تحتل صنعاء بقوة السلاح وتفرض نفسها بالقوة، بتقديم هادي استقالته فإن جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشعب اليمني بكافة فئاته مسؤول مسؤولية مباشرة عن رفض الانقلاب ورفض كافة الخطوات التي أقدم عليها الحوثي وسحب مليشياته المسلحة من العاصمة وإعادة السلاح المنهوب من الدولة والخروج الى الشوارع للتعبير عن حالة الرفض التام لتصرفات المليشيات الحوثية، كما نطالب الإقليم والمجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وعدم خذلانه وتجاهل مطالبه في إعادة بناء الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار..