بعد 48 سنة من الثورة والجمهورية عادت إلينا الكيانات القبلية والعرقية كعناوين بديلة عن الوطن والجمهورية بكل ما تحمله هذه النزعات الجاهلية من دعوى للتعالي والتمايز الطبقي والتعصب والفتنة (النائمة) والفوضى العارمة؟! وهي انتكاسة للجمهورية وتعثر للثورة والوحدة!! وأعفن من هذا هو المكابرة الغبية والإدعاء بأن لا شيء سيء يجري ولا مساوئ في بلادنا تنبت مثل رؤوس الشياطين، مشتلها الخصب هو الفساد الجاري والعودة إلى الأسرية والاستحواذ العائلي من بوابة الجمهورية والثورة والوحدة والديمقراطية؟! للأسف الشديد هناك من يظن أن الأشياء الجميلة والعناوين الفاضلة تكفي كي تكون ساترا للعفونة السياسية والاستحواذ المقيت طالما وهي تجري تحت اسم الجمهورية والثورة والوحدة.. أو الدين؟! إنها جريمة لا تغتفر بحق التاريخ والشهداء والشعب والأجيال ما يجري من هرولة وراء إنشاء الكيانات العشائرية والعرقية سواء كانت باسم القحطانيين أو الهاشميين وهي نذير شؤم وخراب ودليل على فقدان الهوية الوطنية الجامعة والمسئول عنها هو من أضعف دور الأحزاب المدنية وأغلق بوابة التداول السلمي للسلطة وطمس أهداف الثورة وأزهق روح الجمهورية التي ضحى شعبنا من أجلها بدماء خيرة أبنائه وبعمر جيل كامل عاش يجري بعد السراب غارقا في وحل التيه ليجد نفسه محاصرا بين مخالب التفرد والاستحواذ الأسري القائم والتكتلات العرقية والمطامع الأسرية المرتدة والتوريثات المتعددة التي تجعل من اليمن غابة بشرية مفخخة بالضغائن وأحقاد المطامع والتكتلات العرقية والعشائرية التي تستدعي طبائع السباع وتحيي قيم التخلف العنصري والمذهبي كي تنهض في مهمة تاريخية للدمار الشامل الذي لن يستثني أحدا ولن يرحم أحدا. المخرج هو مراجعة صادقة والإسراع نحو تسوية وطنية جمهورية وحدوية صافية تعيد لأهداف الثورة بهائها وللوحدة روحها وتجعل اليمنيين يعتصمون بحبل الله ويجتمعون على حب وطن واحد ويرفعون بكل فخر عنوانا واحدا هو اليمن بعيدا عن العناوين الشريرة التي تطرب الشيطان وحده وتجلب لهذا الوطن ويلات الماضي وشرور الحاضر وقتامة المستقبل.