انتقلت قطر من دعمها اللامحدود للشرعية في اليمن ومشاركتها في "عاصفة الحزم"، لاستعادة خيار الأمة اليمنية وإرغام المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح، على الانسحاب من كافة المدن اليمنية وتسليم أسلحتهم، انتقلت إلى مجال آخر تكتمل به الحقيقة الإنسانية للقيادة والشعب القطريين، برئاسة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وبدأت قوافل المساعدات الإنسانية لإغاثة أشقائنا في اليمن السعيد. وقد أكدت قطر منطلقاتها في السياسة الخارجية التي تعتمد الدفاع عن خيارات الشعوب ومحاربة الإرهاب والدفاع عن المظلومين، ودعم الامم والشعوب المقهورة سياسيا واقتصاديا، فكما دعمت قطر مبكرا الثورات العربية من تونس إلى مصر، إلى ليبيا وسوريا، ثم اليمن، ودعت العالم أجمع إلى دعمها، أثبت تاريخ الأحداث صحة سياستها ورؤيتها المستقبلية وقراءتها للأحداث، ولعل اليمن خير مثال على ذلك، ولعل العالم العربي أيضا مقبل على خريطة جديدة بعد استعادة الشرعية في اليمن قريبا، وستكون قطر رائدة في هذا التحول السياسي الذي قد يؤثر على العالم أجمع. لقد لعب المتمردون الحوثيون والمخلوع صالح دورا في تدمير اليمن سياسيا وإنسانيا، فبعد تدخل الدول الخليجية وتعديل موازين الوضع السياسي، لجأ المتمردون والمخلوع إلى حرق اليمن وإبادة المدنيين، بقصفهم في خطوة خبيثة لتحويل الرأي العام، ولكن باءت هذه الخطوة الخبيثة بالفشل، وهبت لقطر لتسيير قوافل إغاثية بدأت طلائعها تتحرك نحو اليمن عبر جيبوتي، وهي عبارة عن 70 طناً كدفعة أولى تليها دفعات أخرى، وأشاد بها وزير خارجية اليمن الدكتور رياض ياسين في مطار جيبوتي وعبر عن تقديره لموقف قطر أميراً وحكومةً وشعباً لدعمهم الدائم والمستمر للشعب اليمني. لم تكن قطر ولا الدول الخليجية تريد الدخول في حرب لاستعادة الشرعية، ولكن إصرار المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح على الاحتكام إلى قوة السلاح، اضطر القيادة الخليجية إلى مقارعتهم بنفس أسلوبهم، وهم يعلمون ما قد ينتج عنها من آثار إنسانية تصنعها قواعد المخلوع لخلط الاوراق وتغييب الحقائق، لكن وعي القادة الخليجيين أحبط محاولاتهم الموتورة.. ليبقى اليمن سعيدا كما كان.