خرج منتخبنا الوطني من بطوله خليجي20 التي تستضيفها بلادنا حاليا من الباب الخلفي, وأصبح أول منتخب يودع البطولة وهو مستضيفها, بعد أن كان بمقدوره أن يدخل التاريخ من أوسع الأبواب, وليس الخروج من الباب الضيق, مثقلا بالهزائم والأهداف. نجحنا في الاستقبال والاستضافة بشهادة الوفود المشاركة, رغم التحديات التي كانت تعصف بنا وهي ذاتها التي كانت ستذهب بالبطولة إلى مكان أخر. وتبددت المخاوف وزالت الهواجس المختلفة التي ساورت البعض, بيد أن أداء المنتخب كان مخيبا للآمال, وباعث للحزن والاستفهام حول ما حصل. ويبدو أن ضبابيه الصورة القاتمة التي ارتسمت ملامحها حول بقاء أو تأجيل البطولة, حال دون رؤية المعنيين بأمر الكره ببلادنا لحال المنتخب ومدى استعداده لخوض غمار المنافسة, وكتابه فصل جديد في البطولة يختلف عما تركناه في البطولات والمشاركات الأربع السابقة. ومن ذلك أن الشارع الرياضي كان يأمل من منتخبه أن لا يخذله كثيرا بنتائج اعتاد تكرارها, وان يقدر الحضور الجماهيري الكبير الذي كان يزحف خلفه, ولم تتسع له مدرجات استادي22مايو بعدن والوحدة بابين, والتشجيع الواسع الذي قدم من كل المحافظات لمساندته ومؤازرته لكي يقدم لهم هديه مناسبة. لكن تلك الآمال العريضة التي رسمها هؤلاء تبخرت عندما شاهدوا المنتخب السعودي يستبيح شباكنا برباعيه نظيفة,دون مقاومه تذكر, أو رده فعل تقلل خسارتنا, وتبرر رهبه البداية وتشفع للمنتخب من كون خصمه فريق قوي ومتمرس وان لم يعد بذات الصورة. المشكلة لا زالت هي ذاتها التي يعاني منها المنتخب, وهي أن الدفاع ضعيف لا يستطيع تامين مرماه ولا يعرف التعامل مع الكرات العرضية, والأدهى من ذلك, ارتكاب المدافعين لأخطاء فادحه دفعنا ثمنها باهظا أمام السعودية وقطر. لا نريد أن نجلد لاعبينا وان كان ينالهم جزءا من المسؤليه جراء الانهيار البدني والنفسي الذي يلحقهم عقب تلقيهم للأهداف, وعدم استثمار عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة أفضل تذهب بنا بعيدا في البطولة, وليس التتويج بالطبع. أما أن يحدث مالم يكن يأمله الجميع, فذلك أمر مؤسف, وهذا يقودنا للحديث عن حكاية الاستعدادات قبل البطولة والمباريات الودية التي خاضها المنتخب, فضلا عن الستة المليارات التي قيل أنها أنفقت في سبيل إعداده من اجل الدفع به لمجاراة المنتخبات المنافسة, وهو يتمتع بخبره وحضور أفضل. غير أن النتيجة كما يعلم الجميع ثلاث هزائم وتسعه أهداف في شباكنا, وهدف يتيم أحرزناه, وضياع حلم النقطة الوحيدة التي كان يتركها لنا الآخرون في المشاركات السابقة, وخروج مبكر من البطولة, وما حصل كان مجرد أوهام ومسكنات للشارع الرياضي بحكاية المباريات الودية التي يثار حولها كلام عن حدوث صفقات وضياع أموال دون جدوى أو فائدة ملموسة. بعد كل ذلك نريد توضيحا قبل كل شئ من قياده وزاره الشباب والرياضة واتحاد الكره عن أسباب الفشل والخروج المبكر بهذه النتائج الكارثيه, فضلا عن الأموال التي صرفت, وكيف أنفقت, خاصة وان هناك من يقول من المحللين الرياضيين بان المنتخبات التي لعبت أمام منتخبنا لم تكن تشارك بلاعبيها الأساسيين, وإنما بالفرق الرديفه, وهي عاده ما تكون أشبه بفرق الحارات المتواضعة. كيف يقنعنا المسؤلين عن جدوى34مباراه ودية, كانت اكبر من استعدادات المنتخبات الأخرى وحتى يمكن من البرازيل التي تدخل كاس العالم ولا تصل إلى نصف هذا العدد, وبعد ذلك تكون النتيجة عكس ذلك تماما, وما هي الطريقة التي سيبرر بها هؤلاء فشلهم وإخفاقهم المدوي. ثمة حاجه لوقفه محاسبه تشمل الجميع واقل الواجب الآن تجاه المصلحة الوطنية العليا, أن يقدموا استقالاتهم ويعترفوا بتحملهم المسؤليه بشجاعة, بدلا من الهروب إلى القول أن الأهم هو الاستضافة, وليس المشاركة والمنافسة, وعدا ذلك فان الفشل سيتوالى في مناسبات أخرى ولن نشهد تطورا وتقدما على سلم البلدان المتفوقة كرويا. بل إن القادم دائما هو إنتاج الفشل الموجود ما دامت الرياضة تدار بعقليه من غير جلدتها, وأبناء جنسها وباختصار لكي يرضى الجمهور اليمني عما حدث ويبتلعه بمرارة لا تطاق, مطلوب تقديم الاستقالة عقب الخروج والخسارة.