علمت أن رئيس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الأستاذ الدكتور عبدالله البار قد قام مؤخراً بتقديم استقالته من وظيفته كنائب لعميد كلية الآداب لشؤون الطلاب بجامعة صنعاء، وهو لن يترك الجامعة فحسب، لكنه عازم على مغادرة صنعاء نهائياً، والعودة إلى مسقط رأسه في محافظة... حضرموت!. المعلومات التي بلغتني تشير إلى أن الاستقالة جاءت كاحتجاج حضاري لطيف على تعيين عميد جديد للكلية، دون وضع أدنى اعتبار لأحقية البار في تولي هذا المنصب الأكاديمي، وذلك بالاستناد إلى اللوائح الجامعية المنظمة لهذا الأمر، ولكونه أيضاً يحمل الدرجة العلمية التي تؤكد هذه... الأحقية!. والمؤسف أن رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم لم يكلف نفسه عناء مناقشة أسباب الاستقالة، بل قبلها على الفور، ودون... تردد!!. لا أعرف الدكتور عبدالله البار معرفة شخصية، ولم يسبق لي الالتقاء به، لكنني أدرك جيداً مكانته الأدبية، وأعلم أيضاً أن له إسهامات كبيرة في مجال تخصصه، ولا سيما ما يتعلق بالنقد الأدبي، الذي يعد أحد رجاله... المتميزين!. واستباقاً لأية تأويلات خارج سياق الهدف الذي أرجوه من وراء إثارة هذه القضية، أؤكد كذلك أنه لا علم لي بطبيعة التوجه السياسي للرجل، ولا يعنيني إن كان عضواً في حزب المؤتمر الحاكم، أو معارضاً، أو خلاف... ذلك!. الموضوع في واقع الأمر أكبر من ذلك بكثير، فاستقالة الدكتور البار ما هي للأسف إلا مثالاً صارخاً لما هي عليه حال البلد، حيث يجري بشكل شبه ممنهج تهميش الكفاءات الوطنية، وعدم الاستفادة من الطاقات العلمية والمهنية، وبالمقابل يفسح المجال أمام أشخاص أقل كفاءة ومقدرة، والنتيجة ما نراه أمام أعيننا من تخبط، وفوضى، وسوء... إدارة!!.
نقطة أخيرة: يحدث هذا في جامعة، كيف هي الحال في مؤسسات الدولة... الأخرى؟!. [email protected]