وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون اليوم، الثلاثاء، إلى اليمن في زيارة غير معلنة هي الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى هذا البلد منذ عشرين عاما، كما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس". وستجتمع كلينتون مع الرئيس اليمنى على عبد الله صالح الذي يواجه في البلاد تهديد شبكة القاعدة، كما ستلتقي ممثلين عن المجتمع المدني وأحزابا سياسية من المعارضة. ووصلت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى اليمن قادمة من الإمارات، المحطة الأولى في جولة معلنة في الخليج ستقودها أيضا إلى سلطنة عمان وقطر. وأعلنت السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية صنعاء أن كلينتون وصلت إلى البلاد في زيارة تستغرق ساعات "وتحمل رسالة شراكة طويلة الأمد". وأضافت السفارة في بيان لها أن كلينتون ستلتقي الرئيس اليمني لكي "تتبادل معه وجهات النظر حول قضايا مستجدة وبحث مصالح مشتركة". وقالت كلينتون عقب محادثات مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استمرت نحو ساعتين: "نواجه تهديدا مشتركا يشكله الإرهابيون وتنظيم القاعدة، ولكن شراكتنا تتجاوز قضية محاربة الإرهاب، فنحن لا نركز فقط على التهديدات قصيرة الأجل بل كذلك على التحديات طويلة الأمد." ومضت للقول: "نحن ندعم عملية سياسية شاملة من شأنها التأسيس ليمن موحد ومستقر ومزدهر وديمقراطي." وكانت المسؤولة الأمريكية قد قالت قبيل وصولها إلى صنعاء: "ليس كافيا أن تكون العلاقات بين جيشينا قوية، بل علينا توسيع نطاق الحوار. يجب أن يكون حوارنا مع الحكومة اليمنية."
وأكدت أن المسلحين الذين يعملون من اليمن يمثلون مصدر قلق عاجلا بالنسبة للولايات المتحدة وان وقف تهديدهم يشكل أولوية. وأضافت في لقاء مع شخصيات من المجتمع المدني في صنعاء "أريد أن أكون صريحة. يوجد إرهابيون يعملون من الأراضي اليمنية اليوم وكثير منهم ليسوا يمنيين.. ويؤسفني القول أن بعضهم مواطنون أمريكيون. ولذلك فهذا مبعث قلق عاجل لكل منا." وأضافت "لقد سعوا لمهاجمة بلدنا... ولذلك فوقف هذه التهديدات سيكون أولوية لأي دولة.. وهو كذلك بالنسبة للولايات المتحدة." وتابعت "لا نركز على التهديدات قصيرة المدى فحسب بل على التحديات طويلة الأمد." وكانت هيلاري كلينتون قالت إنها بصدد شن مزيد من الضغوط على الدول العربية من أجل إصلاح أنظمتهم السياسية، مشيرة إلى أن وزارتها قامت بالكثير من الضغوط من أجل دفع بعض الدول في اتجاه الإصلاح السياسي، إلا أن تلك المطالب لم تلق أذانا صاغية، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتوقف عن الضغط على هذه الدول من أجل الإصلاح السياسي. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن تلك الدفعة الجديدة في جهود الإصلاح الديمقراطي التي تتبناها الولاياتالمتحدة تأتي وسط تزايد مؤشرات الركود السياسي في عدة أجزاء من الشرق الأوسط. وكانت الخارجية الأمريكية دعت أواخر ديسمبر الماضي مجلس النواب الى تأجيل التصويت على التعديلات الدستورية التي اقرها الحزب الحاكم في اليمن بصورة مبدأية وأحالها إلى لجنة خاصة بعد الدعوة الأمريكية بيوم واحد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر في بيان "لقد قمنا باستمرار في السابق بالترحيب ودعم التزامات كل من الحكومة والمعارضة لمعالجة القضايا المتعلقة بالإصلاحات الدستورية وإصلاحات انتخابية أخرى عبر الحوار الوطني ". وتابع "لا نزال نعتقد انه سيتم خدمة مصالح الشعب اليمني بافضل صورة عبر عملية المفاوضات ونرحب في هذا السياق بالتقارير التي تشير إلى ان الرئيس (اليمني علي عبدالله) صالح قرر تعيين فريق جديد من الحزب الحاكم لإعادة الانخراط مع المعارضة في جهد جديد للتوصل إلى نتيجة مقبولة من الجانبين". وشدد على انه "لهذا السبب فإننا ندعو بصورة ملحة كافة الأطراف إلى إرجاء التحرك البرلماني والعودة الى طاولة المفاوضات للتوصل الى اتفاق يرحب به كل من الشعب اليمني وأصدقاء اليمن. وكانت المعارضة اشترطت إلغاء الإجراءات المنفردة التي أقدم عليها المؤتمر والمتعلقة بإقرار قانون الانتخابات وتشكيل لجنة الانتخابات للعودة إلى طاولة الحوار الأمر الذي يرفضه المؤتمر بصورة قطعية. يذكر أن كلينتون أول وزيرة خارجية أميركية تزور اليمن منذ أكثر من عشرين عاما. ومن المتوقع أن تلتقي كلينتون عقب لقاءها صالح بقيادات أحزاب المشترك في اجتماع يعقد بالسفارة الأمريكيةبصنعاء.