وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الثلاثاء الى صنعاء في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي لليمن منذ نحو 20 عاما . ومن المتوقع ان تبحث كلينتون مع قادة الأحزاب في اليمن الأزمة السياسية وإمكانية العودة الى الحوار للخروج بتوافق حزبي يفضي إلى إجراء انتخابات برلمانية مصحوبة بإصلاحات سياسية. وقالت كلينتون للصحفيين قبل هبوط طائرتها في العاصمة اليمنية صنعاء حيث من المقرر أن تجري محادثات مع الرئيس اليمني علي بعد الله صالح "لا يكفي أن تكون هناك علاقات عسكرية بين الجانبين. "نحن بحاجة الى توسيع الحوار. نحتاج لفتح هذا الحوار مع الحكومة." وقال أحد مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما الشهر الماضي ان رغبة واشنطن في الاسراع من خطى الاصلاحات الاقتصادية والسياسية سببت توترا في العلاقات الامريكية اليمنية وهي الاصلاحات التي تأمل أن تساعد على الحد من أعداد المنخرطين في صفوف المتشددين. وقالت كلينتون ان واشنطن واليمن لديهما الان "شراكة قوية للغاية" في مكافحة الارهاب. وقال مسؤول بالحكومة اليمنية ان المحادثات مع الرئيس اليمني صالح ستركز على القضايا الامنية والعسكرية والسبل التي يمكن أن تدعم بها واشنطن صنعاء في معركتها ضد القاعدة. وافصح حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) عن تلقي أمينه العام محسن محمد أبو بكر بن فريد دعوة من السفارة الأمريكية لحضور الاجتماع والذي يضم قادة الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات مجتمع مدني مع كلينتون غدا الثلاثاء بصنعاء. وكانت هيلاري كلينتون قالت إنها بصدد شن مزيد من الضغوط على الدول العربية من أجل إصلاح أنظمتهم السياسية، مشيرة إلى أن وزارتها قامت بالكثير من الضغوط من أجل دفع بعض الدول في اتجاه الإصلاح السياسي، إلا أن تلك المطالب لم تلق أذانا صاغية، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتوقف عن الضغط على هذه الدول من أجل الإصلاح السياسي. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن تلك الدفعة الجديدة في جهود الإصلاح الديمقراطي التي تتبناها الولايات المتحدة تأتي وسط تزايد مؤشرات الركود السياسي في عدة أجزاء من الشرق الأوسط. وكانت الخارجية الأمريكية دعت أواخر ديسمبر الماضي مجلس النواب الى تأجيل التصويت على التعديلات الدستورية التي اقرها الحزب الحاكم في اليمن بصورة مبدأية وأحالها إلى لجنة خاصة بعد الدعوة الأمريكية بيوم واحد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر في بيان "لقد قمنا باستمرار في السابق بالترحيب ودعم التزامات كل من الحكومة والمعارضة لمعالجة القضايا المتعلقة بالإصلاحات الدستورية وإصلاحات انتخابية أخرى عبر الحوار الوطني ". وتابع "لا نزال نعتقد انه سيتم خدمة مصالح الشعب اليمني بافضل صورة عبر عملية المفاوضات ونرحب في هذا السياق بالتقارير التي تشير إلى ان الرئيس (اليمني علي عبدالله) صالح قرر تعيين فريق جديد من الحزب الحاكم لإعادة الانخراط مع المعارضة في جهد جديد للتوصل إلى نتيجة مقبولة من الجانبين". وشدد على انه "لهذا السبب فإننا ندعو بصورة ملحة كافة الأطراف إلى إرجاء التحرك البرلماني والعودة الى طاولة المفاوضات للتوصل الى اتفاق يرحب به كل من الشعب اليمني وأصدقاء اليمن. وكانت المعارضة اشترطت إلغاء الإجراءات المنفردة التي أقدم عليها المؤتمر والمتعلقة بإقرار قانون الانتخابات وتشكيل لجنة الانتخابات للعودة إلى طاولة الحوار الأمر الذي يرفضه المؤتمر بصورة قطعية.