شهدت محافظة الضالع يومي الثلاثاء والاثنين مسيرات جماهيرية ومهرجانين حاشدين في مديريات جبن ودمت وقعطبة والحشاء للمطالبة برحيل النظام والتنديد بأعمال القتل والبلطجة التي تمارسها السلطة وحزبها الحاكم ضد التظاهرات والاعتصامات السلمية في ساحات الحرية بمحافظات صنعاء وعدن وتعز والحديدة وإب والبيضاء وعمران . ففي مدينة دمت جاب عشرات الآلاف من المتظاهرين صباح الثلاثاء شوارع المدينة ذهابا وإيابا في مسيرة سلمية حاشدة هي الأولى في تاريخ المدينة للمطالبة بإسقاط النظام والتغيير رافعين العلم الوطني وهم يهتفون برحيل النظام والمطالبة بالتغيير. وقد قام محافظ المحافظة "علي قاسم طالب" ومدير مكتب التربية "محسن الحنق" ومدير عام دمت ومديرا الأمن العام والأمن السياسي بزيارة مدارس المدينة ثانوية قتيبة و"زيد" و"الوحدة" و"البشائر" حيث قاموا بجمع الطلاب في ساحات المدارس وفي قاعات الدراسة وإلقاء المحاضرات التحذيرية عليهم من مغبة المشاركة في المسيرات والتظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. وقال مدرسي قتيبة إن المحافظ "على قاسم طالب" ألقى كلمة للطلاب سفه خلالها المتظاهرين من شباب الثورة المطالبين بالتغيير واصفا إياهم بالعملاء والمأجورين. وخاطبهم بقوله "حينما يهتف هؤلاء بقولهم يرحل، يرحل من ؟ نرحل الأب حقنا، الذي يريد أن يرحل الرئيس فعليه أن يرحل هو" ثم هتف بالروح بالدم نفديك يا يمن .. ليهتف الطلاب ورائه، فيما كان من خلفه يهتفون بالروح بالدم نفديك يا علي.. " إلا أن الطلاب كانوا يهتفون بفداء اليمن ولا سواه .. وفي "مدرسة زيد بن حارثة" طلب مدير عام التربية من المدرسين العاملين في المدرسة إبراز بطائهم الشخصية للتأكد من هوياتهم ومقارنتها في حافظة الدوام غير آبها بتأكيدات مدير المدرسة ووصفه له بقلة الأدب، فيما وجه بتغييب أحد المدرسين رغم تواجده بذريعة أن هندامه ليس مناسبا بصورة أثارت استياء الحاضرين واستنكارهم من هكذا تصرف . غير أن الطلاب وبمجرد خروجهم من ساحة المدرسة هتفوا في وجه المحافظ ومدير التربية " الشعب يريد إسقاط النظام " يأتي ذلك في وقت قام مدراء المدارس بإجبار الطلاب على المشاركة في المسيرة المؤيدة للرئيس التي دعا الحزب الحاكم يوم الأحد، وحشد لها الموظفين في مختلف القطاعات والأجهزة الرسمية، وقامت قوات الأمن بمرافقة المسيرة والعمل على حمايتها. وفي عاصمة المحافظة قامت قوات اللواء 135 مدرع المرابط في المدينة بإعادة انتشار قواتها في أجزاء مختلفة من المدينة تحسبا لخروج تظاهرات. وأكد شهود عيان أن العديد من الدبابات والسيارات المدرعة شوهدت في مداخل ومخارج المدينة وعلى الطريق العام في منطقة خوبر ومدخل الحصين والشعيب وفي مدينة جبن خرج الآلاف من أبناء المديرية في مسيرة جابت شوارع المدينة للمطالبة برحيل النظام وقد ألقيت عقب المسيرة العديد من القصائد الشعرية والزوامل المعبرة عن نفاد صبر أبناء الشعب من هذا النظام الفاسد والظالم والمنادية بضرورة رحيله من حياة اليمنيين ليحيوا حياة حرة وكريمة. كما شهدت المسيرة إعلان عدد من قيادات الحزب الحاكم استقالاتهم من عضوية الحزب وكان أبرزهم الشيخ "قاسم عبد الرحمن العمري" والشيخ "مقبل زبيد" والشيخ "عبد الحكيم العمري" والشيخ "نصر صالح زين حميسان" والشيخ "محمد حسين الضباني" وغيرهم . وفي مديرية الحشاء اعتصم الآلاف من أبناء المديرية أمام مبنى إدارة الأمن للتعبير عن رفضهم للنظام الحاكم القائم على الفردية والأسرية والمطالبة برحيله. وطالب المعتصمون في بيان لهم رئيس الجمهورية بالتنحي عن السلطة احتراما لإرادة الجماهير التي قبلت بقائه في السلطة لمدة ثلث قرن من الزمن مع تحملها كثيرا تبعات سياساته المعوجة، وأعلن المعتصمون تضامنهم مع الشباب المعتصمين في كل ميادين البطولة والإباء في صنعاء وعدن وتعز وإب وحضرموت وغيرها من المحافظات. كما طالبوا بسرعة تقديم البلاطجة المعتدين على الفعاليات السلمية ومن يقف ورائهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل. وكانت منطقة مريس في مديرية قعطبة قد شهدت يوم الاثنين الماضي مهرجان جماهيري كبير ألقيت فيه العيد من الكلمات والقصائد الشعرية التي كان في مقدمتها قصيدة رائعة الشاعر الشعبي "مجيب الرحمن غنيم" نالت أعجاب الحاضرين . وفي المهرجان الذي حضره الآلاف من أبناء المنطقة يتقدمهم المشايخ والوجهاء والأعيان قال الشيخ "عادل القاضي" إن هذا الحضور الكبير للمهرجان هو إدانة لكل أعمال البلطجة والعنف الذي يمارسه السلطة والحزب الحاكم ضد المتظاهرين سلميا وأن تلك الأعمال لا تزيد الشعب إلا إصرارا وعزيمة على المضي في التغيير مهما كلف ذلك من ثمن. واستنكر القاضي حادثة الاعتداء الهمجي الذي طال المسيرة الطلابية يوم أمس وأدى إلى إصابة 3 طلاب بالرصاص الحي ، معبرا عن أسفه وكل أبناء المنطقة لما وصفه سعي جهات في السلطة والحزب الحاكم الزج بأبناء المنطقة في أتون العنف وخلق الصراعات عبر تجنيد بعض البلطجية من أبناء المنطقة. وأكد القيادي الاصلاحي وقوف كل أبناء المنطقة بمختلف فئاتهم وشرائحهم إلى جانب شباب الثورة الشعبية المطالبة بالتغيير ورفضهم لأي خطوة يمكن من خلالها الانتقاص من مطالب الثورة الشعبية والنكوص عنها سواء كانت باسم الحوار أو غيره من المسميات التي ثبت كذبها وفشلها طوال الفترة الماضية في ظل نظام مخادع ولا يعط له قيمة أو زنا. وفي كلمة اللقاء المشترك قال سكرتير منظمة الاشتراكي بمريس "أحمد محمد سعيد" إن ما يجري اليوم من هبة شبابية شعبية في وجه الحكم الفردي الأسري الجاثم على صدور وطننا منذ عقود تحتم على الجميع أن يلتحقوا بركب المسيرة. مشيرا إلى أن ساعة التغيير والحرية اقتربت ولم يعد بالإمكان التأخر أو التخاذل بعد شوط طويل من الحوار مع هذا النظام العابث والمتغطرس الذي ينكث بكل وعوده وينقض العهود والمواثيق الموقعة . وقال سعيد إن ما قامت به مجموعة من البلطجة أصحاب السوابق والخارجين على القانون الذي دأب النظام الحاكم على استخراجهم بالاعتداء على شبابنا بالذخيرة الحية مما أدى إلى إصابة 3 طلاب، مشيرا إلى أنها جرائم لا تسقط بالتقادم وأن الجناة سينا لوا جزائهم عاجلا أم آجلا . وطالب الأجهزة الأمنية سرعة إلقاء القبض على وتقديمهم للعدالة محملا إياها كامل المسئولية عن أي نتائج قد تحدث نتيجة المماطلة في إيصال البلاطجة . وقال القيادي في المشترك إن 33 عاما من الظلم والتسلط أثمرت كلمة لا تحمل إلا معنى واحدا في كل القواميس اللغوية وهي " ارحل " والتي قال إنها جاءت كثمرة لما بذره النظام طوال تلك الفترة وما مارسه النظام من قمع للحريات والفعاليات السلمية وتكميم للأفواه ومصادرة لحقوق الشعب والالتفاف على الدستور والقانون. وعقب المهرجان خرج المشاركون في مسيرة حاشدة هي الأولى من نوعها في المنطقة جابت شوارع الجبارة وهي تردد الهتافات المطالبة برحيل النظام والتنديد بأعمال البلطجة بما شهدته المنطقة يوم أمس من استهداف للمتظاهرين بالرصاص الحي من قبل عناصر الحزب الحاكم وما تعرض له المعتصمين سلميا في مدينة إب . وكان المهرجان قد شهد قيام العديد من قيادات وقواعد الحزب الحاكم بالمنطقة بإعلان استقالاتهم من عضوية الحزب الحاكم احتجاجا على قمع التظاهرات السلمية واستخدام العنف ضد التظاهرات والاعتصامات السلمية.