يوم تلو الآخر يزداد الأمر سوءً بالنسبة للنظام الذي يحاول بشتى الطرق وقف الفعاليات الاحتجاجية التي تطالب بإسقاطه ويمارس بحق المحتجين سلمياً أساليب قمع تزيد من غضب الجماهير التي تتدفق يوماً بعد إلى ساحات التغيير والحرية وميادين الشعب في صنعاءوعدنوتعزوالحديدةوالبيضاءوإبوشبوةوالمحويتوحجةوحضرموت، ويزيدهم صموداً الاستقالات التي تقدم من الحزب الحاكم والمظاهرات التي تخرج بالعشرات والمئات والآلاف والمؤيدة لهم في دول مختلفة من العالم.. استقالات.. عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، ورجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية ومؤثرون في الحزب الحاكم قدموا استقالتهم من الحزب الحاكم بسبب ممارسات القمع للاحتجاجات السلمية في كافة المحافظات واستشراء الفساد.. وفي بادرة رحب بها شباب الثورة أعلن مؤخراً سكرتير تحرير صحيفة "الميثاق"- لسان حال الحزب الحاكم – محمد صالح الجرادي- عن تقديم استقالته من موقعه في الصحيفة، وانضمامه ثورة الشاب الطامحة للانتقال إلى نظام حكم مدني ديمقراطي حقيقي يحقق الفائدة لكل فئات الشعب والانتقال من الحكم الفردي والعائلي وحكم القلة إلى حكم يشترك فيه كل أبناء اليمن.. بادرة أخرى قام بها إحدى عشر برلماني من كتلة المؤتمر الشعبي العام البرلمانية أعلنوا عن تشكيل كتلة جديدة باسم كتلة "الأحرار للإنقاذ الوطني" وذلك احتجاجاً على قمع الإعتصامات الشعبية واستخدام البلاطجة لمجابهة المعتصمون.. وكان تسعة برلمانيون في الحزب الحاكم قدموا استقالاتهم رسمياً لرئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر النائب سلطان البركاني، احتجاجا على ما وصفوه ب "نهج القمع والقتل الذي أعلنته السلطة وحزبها ضد التظاهرات السلمية المطالبة بتغيير النظام" في حين أعلن وكيل وزارة الإدارة المحلية "أبو الفضل الصعدي" استقالته من الحزب الحاكم وكذا عضو محلي ريمه "أحمد الأباره" احتجاجا على أعمال البلطجة وقتل المتظاهرين". الشيخان عبدالله بن ناجي القوسي وكيل محافظة البيضاء وجبران باشا عضو محلي إب أعلنا عن تقديم استقالتهما من المؤتمر الشعبي العام احتجاجا على الفساد وقمع المتظاهرين.. وقال موقع "الصحوة نت" أن الشيخ جبران باشا انضم للمعتصمين بخليج سرت.. سياسيون وأكاديميون اعتبروا أن استقالات رموز بارزة في الحزب الحاكم دعوة صريحة لرئيس الجمهورية للتنحي عن السلطة وتسليمها سلميا للشعب، وتوقعوا في تصريحات صحافية سقوط النظام الحاكم من الداخل أولا في حال عدم استجابته سريعا لمطالب الشعب. قمع في الحديدة.. أكثر من عشرين معتصما في الحديدة المعتصمون بساحة الشعب أصيبوا إثر اعتداء نفذته عصابات من البلاطجة والجنود الذين يرتدون الزى المدني داهموا ساحة الاعتصام أثناء تأدية المعتصمين لصلاة الظهر الأربعاء الماضي.. شهود عيان قاولوا أن البلاطجة أمطروهم بالحجارة وقوارير زجاج فارغة بينما كان رجال الأمن يوفرون الحماية الخلفية، فيما كان عدد من قيادات الحاكم يوزعون على المعتدين المسلحين ذخائر "الرصاص الحي" لقتل المعتصمين. المعتصمون اتهموا قيادات الحزب الحاكم بالمحافظة وقيادات أمنية بأعمال البلطجة بعد أن قبضوا على اثنين من البلاطجة أحدهم موظفا في الموانئ والأخر عاطل عن العمل واعترفا أن الشيخ قاسم مهدي والشيخ صالح سيف القياديين في المؤتمر هم من حرضوهم بعد أن وزعوا عليهم مبالغ مالية بالقرب من مكان الاعتصام.. وإثر ذلك أعلن عبد الكريم الشامي مدير مكتب محافظ الحديدة عن تقديم استقالته من العمل كمديرا لمكتب محافظ الحديدة ومن عضويته في الحزب الحاكم. وجدد المعتصمون في بيان لهم صدر عن حركة شباب التغيير "حصلت شباب الثورة على نسخة منه" دعوتهم لأعضاء مجلس النواب من أبناء المحافظة لتحديد موقفهم وانحيازهم إلى جانب صوت الجماهير المنادية بالتغيير أو انضمامهم إلى الحاكم الذي بات أقرب من قاب قوسين إلى السقوط.. وأعلنوا في البيان الصادر يوم الخميس الماضي موقفهم الرافض لأي حوار كما نادوا كافة قبائل تهامة الأحرار وفي مقدمتهم قبيلة الزرانيق الانضمام إلى ساحة الاعتصام ومساندة الشباب وحمايتهم من أي اعتداءات أو أعمال بلطجية تهدف إلى القضاء على ثورة أبناء تهامة. المحويتوحجة إعتصامات مفتوحة.. المحويت جمّعت المئات من الشباب والمشايخ والأعيان والأكاديميين والمثقفين مثلوا عدد من مديريات المحافظة وطالبوا برحيل محافظ المحافظة والأمين العام للمجلس المحلي بسبب "قضايا فساد.. وقال المشاركون أنهم سينفذون اعتصاما مفتوحا ولن يغادروا ساحة الاعتصام إلا بعد تنفيذ مطالبهم كاملة.. من جهة أخرى يواصل عشرات الآلاف من شباب محافظة حجة الاعتصام الشبابي في ساحة الحرية للمطالبة بإسقاط النظام, مرددين هتافات تندد بسياسات القمع والظلم والقهر والبلطجة.. وكان عشرات الآلاف من المصلين قد توافدوا لساحة الحرية في "جمعة التلاحم" لمساندة الشباب المعتصمين, مؤكدين بأنهم مع ملايين اليمنيين الذين يهتفون بسقوط النظام وتغيير رموزه الذين عانى منهم الشعب طيلة السنوات الماضية. من جهته وجه القيادي في اللقاء المشترك بالمحافظة الدكتور إبراهيم الشامي نداء للسلطة بأن الشباب المعتصمين لم يخرجوا إلا بعد أن أفسدت الحكومة بسياساتها الفاشلة كل شيء في حياة اليمنيين. قمع في إب وتصعيد في تعز.. وكغيرهم من الشباب يواصل شباب محافظة إب اعتصامهم في ساحة الحرية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.. ولكن الأمور تبدو متوترة للغاية بعد أن مارس النظام بحقهم ممارسات قمعية سقط فيها أكثر من خمسين جريحاً الأحد الماضي.. وفي تعز دخلت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الأسبوع الرابع بعد جمعة مليونية وبدأ المعتصمون يضغطون على القيادات الشبابية لتصعيد الاحتجاجات وسرعة الانتقال إلى المراحل المتقدمة من الاحتجاجات التي تشكل ضغط أكبر على النظام وتعجل بسرعة رحيله بعد دماء الشهداء والجرحى التي سقطت في تعز أثناء اعتصامهم.. الجنوب يريد إسقاط النظام.. قيادات الحزب الحاكم بعدن راهنت على اختلاف أهداف ورؤى وهتافات الجماهير المطالبة بتغيير النظام، ولكن برزت عدد من القيادات في الحراك الجنوبي داعية أنصارها إلى التوحد الهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام". مصادر صحافية كشفت عن اتفاق توصل إليه قادة في الحراك الجنوبي واللقاء المشترك في عدن لتوحيد المطالب والشعارات أثناء تنفيذ الفعاليات والمظاهرات المناوئة للنظام.. وكان الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق أبو بكر العطاس اقترحا في بيان صادر عنهما الجمعة الماضية توحيد أنصار الحراك السلمي الجنوبي والمتظاهرين.. واعتبرا "صنعاء بوابة النصر لاسترداد إرادة الشعب المغتصبة في الشمال والجنوب" وطالبا بتوحد النضال. وطالب البيان بمحاكمة مدير أمن عدن العميد عبدالله قيران ومحاسبة الذين تسببوا في قتل المواطنين الأبرياء العزل.. وغابت عن المظاهرات في المنصورة والشيخ عثمان وكريتر والمعلا والتواهي الهتافات المعتادة للحراك الجنوبي والمطالبة بفك الارتباط. ..المئات في حضرموت والآف في شبوة.. وفي حضرموت خرج المئات من شباب مديرية ساه بمحافظة حضرموت السبت الماضي في مسيرة احتجاجية طالبوا فيها برحيل النظام وتضامنوا مع المعتصمين في أنحاء الجمهورية المطالبين بتنحي الرئيس صالح عن كرسي الحكم الذي يجلس عليه منذ 33 عاما ، حيث جابت المسيرة شوارع المديرية واتجهت بعد ذلك لمبنى ثانوية ساه للبنين، التي توقفت الدراسة فيها اثر اقتحام المحتجين للمدرسة وإجبار المحتجين للطلاب على الخروج للمشاركة معهم في هذه الاحتجاجات. وفي شبوة خرج صباح السبت الماضي الآلاف في مدينة عتق في مسيرة جماهيرية وفقاً لدعوة وجهها شباب التغيير، حيث انطلقت المسيرة في حشود غفيرة تطالب برحيل النظام اليمني. أكبر تظاهرة في البيضاء.. وشهدت البيضاء أكبر مظاهرة شبابية انظم لها المئات من أبناء "الحد بيافع" منذ دخول المحافظة على خط الاحتجاجات نهاية الأسبوع قبل الماضي، فيما اعتبرها عديد من كبار السن بالأكبر على مر تاريخ البيضاء. أبناء الحد بيافع أعلنوا انضمامهم للمتظاهرين وهتفوا للوحدة ورحيل النظام، إضافة إلى تقديم عدد من أعضاء الحزب الحاكم استقالاتهم من المؤتمر من بينهم عضو المجلس المحلي بمدينة البيضاء علي أحمد البركاني الذي أعلن استقالته من عضوية المؤتمر والمجلس المحلي وانضمامه إلى المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، وأعلنوا استمرار التظاهر بشكل يومي حتى يسقط النظام الحاكم.. تظاهرات دولية.. ولاية ميتشغن بأمريكا نظمت لجنة المساندة الشعبية تظاهرة حاشدة مطالبة بإسقاط النظام اليمني ومتضامنة مع أسر الشهداء والجرحى، وقالت أنه يتم الاستعداد لمظاهرة واسعة في العاصمة الأمريكيةواشنطن خلال أيام بعد التنسيق مع باقي الولايات، كما قررت فتح صندوق للتبرعات من قبل أبناء الجالية لصالح أسر الشهداء والجرحى في اليمن وذلك إيمانا بواجبها وتقديرا لمن يضحون بأنفسهم من اجل وطن جديد خال من الاستبداد والظلم. هذا ويواصل اليمنيون والعرب والأجانب المؤيدون للاعتصامات اليمنية السلمية المطالبة بإسقاط النظام؛ تنظيم اعتصامات في مصر وتونس وألمانيا وبريطانيا وماليزية وأمريكا، أمام السفارات اليمنية في مدنهم..