تشهد ساحة التغيير بصنعاء وكل ساحات الحرية في أغلب محافظات الجمهورية حراك فني فقد تمكّن المنشدون بألحانهم وأصواتهم الصداحة والفنانين والمسرحيين بكلماتهم المقاتلة المدوية والساخرة والحركات الكوميدية، من النهوض بالملايين من الجماهير التواقة إلى الخلاص من الذل والاستعباد من ظلم وقهر الأسرة الحاكمة، وتعبئتهم والشد من أزرهم وإشعال فتيلة الحماسة والهمم في قلوبهم وتذكي لهيب الثورة في نفوسهم، حتى تتحقق غايتهم، ويصلون إلى مايصبون إليه في إسقاط النظام وبناء وطن جديد ينعم بة كافة أبناء الشعب بخيراته وموارده. جولة سريعة في أوساط المنشدين والكوميديين لمعرفة موقفهم من الثورة انطباعاتهم عن شبابها ورؤيتهم لها المنشد عصام الحميدي الذي يعرفه الجميع بظهوره على شاشات التلفزة وبأشرطته وألبوماته المتميزة لكنه لم يستطيع خلال مرحلة الاعتصام أن يقدم ألبوماً أو أنشودة تغني للثورة والثوار مرجعاً السبب لتواجده المتواصل في الساحة وارتباطه الكبير في صفوف المعتصمين وهو يفضل أن يجلس مع الجمهور أكثر من أي عمل آخر. وعن دور الإنشاد في الثورة قال الحميدي بأن الإنشاد مرافق للثورات ويقوم بدور التوعية وتحميس الشباب وللمنشدين اليمنيين خطوات صائبة في خدمة الفن الهادف، وبحسب الحميدي فإن نظام علي استحقر الفن الهادف ولم يعط للأناشيد الوطنية أي اعتبار وعمل على تهميش الفنانين والمنشدين بينما قبل الأناشيد المادحة والممجدة وقرب من الفنانين الخادمين للنظام لكننا إذا نشدنا لم نجد أي تفاعل منهم إلا إذا كانت لصالحهم.
إذا لم نقدم أصواتنا سنقدم أرواحنا المنشد والمبدع صالح المزلم اعتبر الأيام واللحظات التي يقضيها في ساحة التغيير من أفضل أيامه وأحسن لحظاته في حياته وتستحق بأن تكتب بماء الذهب وعن دوره في تقديم الأناشيد للمعتصمين قال: إذا بخلنا بأصواتنا فهو عار علينا ولم أقدم صوتي فقط فسأقدم نفسي لله وللوطن وقد قدمت أنشودة «ثورة.. ثورة» وفضلت الأداء المباشر والتفاعل مع المعتصمين. وأضاف المزلم بأن الفن بشكل عام له الدور الكبير في هذه الثورة فالزامل والشعر والمسرح كله يبعث في النفس دافع الحماسة ورباطة الجأش، وبقوة الكلمة والأداء المتميز فإنه يقع في النفس ويدخل القلب ويؤدي الدور السليم في أوساط المعتصمين. أما المنشد خالد مفلح فإنه اعتبر التواجد في الساحة من الواجب وأن الثورة لم تأخذ دورها ونصيبها من الفن لتقصير المنشدين وأيضاً للظروف المادية التي لا تسمح بتسجيل وإلقاء بعض المقاطع الإنشادية.. ودعا مفلح الشباب أن يقفوا صفاً واحداً ضد هذا النظام الفاسد وإسقاطه والمنشدين إلى التفاعل والوقوف بجانب الشباب صفاً واحداً مضيقاً «بأننا سنواجه كل الأسلحة بصدورنا ولن تخيفنا أو ترهبنا كل الإشاعات والترهيب. وقد أوضح المنشد حمدي العلايا بأن للإنشاد دور كبير في إثارة الحماسة وتهييج الشباب وإضفاء في روحه الثورة لإسقاط النظام وأضاف العلايا بأن للمنشدين في الساحة الدور الكبير وأن الساحة ولدت وجوه جديدة ومتألقة في الفن بعد أن عمل النظام على تهميشهم. ودعا المنشد نوح.. كل الفنانين والمنشدين إلى النزول في ساحة التغيير وأن يبعدوا الخوف من أنفسهم فهي أفضل أيام نعيشها ونشعر بالحرية الكاملة حسب قوله.
أعطني مسرحاً هادفاً.. أعطيك شعباً واعيا كما أن ساحة التغيير فتحت مجال الإبداع وأظهرت مواهب وقدرات فللمسرح دوره في صقل الثورة ومد المعتصمين بالمشاهد وقوة الخطاب الثوري من خلال بعض الأعمال المسرحية لفنانين كوميديين لهم تقل ووزن على الساحة الفنية وحتى في قلوب المواطنين كالفنان المبدع فهد القرني وصلاح الوافي ومحمد الأضرعي وخالد الجبري وعبد الكريم الشهاري ومحمد الحاوري وغيرهم من الفنانين المتألقين. فالممثل عبدالكريم الشهاري قدم مسرحية بعنوان «اللي بعده» والتي كانت كمقابلة تلفزيونية من الرئيس علي والقذافي وأوضح الشهاري بأن المسرح له دور كبير في إيصال الرسالة والفكرة للآخرين وهناك قضايا لن تستطيع طرحها وتوضيحها إلا عن طريق المسرح مشيراً إلى أن من وقف مع الثورة فهذا هو الفن ومن وقف محايد مع الثورة ليس من وأي فن لم يقف مع الثورة فهذا عفن. ونصح زملاؤه الممثلين بأن يقدموا أكثر وأن يكون لهم مسرحيات يومية وسيأخذ دوره الأكبر بعد إسقاط النظام إن شاء الله. أما الفنان والمسرحي خالد الجبري فقال بأنه أول مرة يجد هذا الشعور عندما يجلس مع الشباب وقال أنه يود تقبيل أيأيديهم ورؤوسهم وأرجلهم للنضال والكفاح والفداء والشجاعة النادرة التي أبدوها في هذه المعركة السلمية، وتمنى الجبري من زملاؤه بالتواجد في ساحة التغيير واللحق بركب الثورة والحضور إلى الساحة.
الأضرعي يصرخ: انتهى زمن الخوف بجوار المنصة في ساحة التغيير في خيمة الفنانين يجلس الفنان الكوميدي محمد الأضرعي الذي أنعش روح الحماسة والأمل في قلوب الشباب من خلال ألبوماته ومقاطعه المسرحية طالما كان يحلم من خلالها بوطن تزدهر فيه أحلامه منذ سنوات ماضية على أشرطة الكاسيت والقنوات الفضائية وقد القى في ساحة التغيير ألبوم متميز «ثورة يا شباب الثورة» إلى توعية الثوار وتشجيعهم إلى مواصلة مسيرة الثورة و إسقاط النظام وإنعاش الروح الثورية في قلوب ونفوس الشباب والمعتصمين في كل ساحات الحرية في الجمهورية.