أبشروا.. يا شباب أبشروا ورب الكعبة.. فها هو النصر يقترب منكم يكاد يصافحكم.. وينزل ساحاتكم أكتب.. وأنا عينٌ على الورقة التي أخطُّ بها هذه الكلمات, وعينٌ على "قناة الجزيرة" في تغطية خاصة وحية من ساحة الاعتصام في ساحة التغيير بصنعاء وفي جمعة الشهادة هي مجزرة.. والساحة سلخانة.. الفارق أن الأضاحي بشر.. آدميون من أبناء الشعب اليمني وليسوا أغنام أو كباش صدقوني.. المجزرة التي عشناها في جمعة الشهادة بصنعاء وقبلها مجزرة عدن.. وبينهما ما حدث في تعز وإب والحديدة والبيضاء هي كلها فواتير مستحقة الدفع لثمن التحرير والتغيير و"كنس" هذه المومياءات التي تربعت على حكمنا لثلاثة عقود.. وثلاثة أعوام!! وكل يوم ندفع فاتورة جديدة.. هو يوم نقترب فيه من مشارف الخلاص وشرفات الانتصار هي هكذا الثورات تتغذى بالدم وتنهض على جبال من الجماجم والأشلاء.. وفواتير الخلاص متراكمة عمرها بعمر هذا الكيان السلطوي الفاسد الذي سكتنا عنه.. وطال سكوتنا حتى صار أشبه بالسرطان الذي لا ينفع معه سوى البتر.. ولا شيء غير البتر رائد الحرية وشهيد الكلمة الأستاذ/ سيد قطب.. يقول: "إن للذل ضريبة كما أن للكرامة ضريبة.. لكن ضريبة الذل هي أفدح في كثير من الأحيان". ليس لنا من خيار إلا أن ندفع تلك المستحقات المتأخرة حتى نستلم النصر.. ناجزاً يغضب البعض.. ويفقد السيطرة آخرون وهم يرون إجرام هذه السلطة.. حد الجنون والشطط أتألم أنا.. أغضب وأبكي.. وأبكي.. وأبكي لكن في داخلي في الأثناء سعادة غامرة.. أننا لا نتقدم خطوة نحو غاياتنا إلا حين يتقدم المجرم ويقفز قفزات غير محسوبة.. أتذكر المقولة: "حين يدفعك خصمك من الخلف فتأكد أنك في المقدمة". الغضب المقدس.. مطلوب لكنه الغضب الذي يفضي إلى موقف إيجابي.. إلى فعل مثمر أما الغضب الذي لا ينتج فهو (فقاقيع هواء).. وإذا ما أنتج كانت نتائجه كارثية فهو غضب أحمق.. نزق لا يحتاجه طلاب التغيير ورواد الثورات أبشروا.. أقولها بروح عالية.. بنفس مطمئنة راضية نحن على بعد خطوات من استلام نتائج هذا الامتحان قليل من التضحية والفداء.. كثيرٌ.. كثيرٌ من الصبر والثبات ونفرح بالنصر النصر.. بمقابلنا.. على مرمى صبر (ويسألونك متى هو؟! قل: عسى أن يكون قريباً).. (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).. يا رب.