غاب الطالب محمد عبد الرحيم عن ميدان التحرير يوم الجمعة التي سميت بجمعة التسامح، لأنه لم يكن يعلم أن مدير المدرسة قرر أن يجعل مادة الوطنية عبارة عن مشاركة قسرية في مسيرة جمعة التسامح .. تلك الجمعة التي قال صالح للحشود التي كان يراها (جئتم بدون أن يدعوكم شيخ او محافظ ..) ونسي أن بعضهم أتى بهم مدراء المدارس، ولأن الطالب محمد عبد الرحيم غاب عمدا عن حضور مسيرة التسامح فقد تعرض لعقاب لا تسامح فيه، فصله المدير من المدرسة وهو يبحث عن سبب ليفصل أخاه من بعده.. يشك المدير أن هذه الأسرة قد تكون من الأسر التي يحضر أبناؤها مسيرات ميدان التغيير، ولذلك فليس لهم من الوطن ولا من الوطنية نصيب، وليذهبوا إلى الجحيم .. هكذا يفكر مدراء المدارس الذين وصلوا إلى الإدارة من كشوفات الأمن السياسي. مدير المدرسة ارتكب جريمة تخالف نص المادة (29) من دستور الجمهورية اليمنية التي نصت على أنه "لا يجوز فرض أي عمل جبراً على المواطنين إلا بمقتضى قانون ولأداء خدمة عامة وبمقابل أجر عادل" والمادة (42) والتي نصت على (لكل مواطن حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتكفل الدولة حرية الفكر والإعراب عن الرأي بالقول والكتابة والتصوير). كما ارتكب جريمة معاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات طبقاً للمادة (165) من قانون الجرائم والعقوبات التي نصت على ( يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بالغرامة الفقرة الأولى "كل موظف عام استعمل سلطة في تعطيل القوانين واللوائح والأنظمة" والفقرة الرابعة من ذات القانون "كل موظف عام استعمل وظيفته في تسخير الغير في عمل له أو لغيره على وجه مخالف للقانون" أي أن مدير المدرسة التي سميت على اسم الشهيد الزبيري سيتلقى عقوبة بالحبس لمدة قد تكون سنتين وعشرة أشهر على سبيل المثال . وبعثت هود بشأن هذا الطالب شكوى إلى وزير التربية والتعليم أكدت فيها أن ما قام به مدير المدرسة مخالفاً للقواعد والأسس التربوية وكذا الأعراف والقيم الإنسانية, واضعة الأمر بين يديه على أمل أن تتحرك مشاعر الخجل عند الوزير أو غيره من القائمين على أمر التعليم طالما أكدوا أن لا علاقة للتعليم بالمشاكل السياسية ودعوا الطلاب إلى الذهاب إلى مدارسهم . الوزير يدعوا الطلاب إلى العودة إلى المدارس .. ومدراء المدارس يوجهون الطلاب لحضور مهرجانات الحزب الحاكم .. تلك التي يظن الرئيس - أو يريد أن نظن أنه يظن - أن الناس يحضرون لها طواعية .. دون أن يهددوا بوظائفهم ومدارسهم .. ودون أن تصرف مليارات لجمعهم وتفريقهم.