هؤلاء الزعماء أصحاب الفخامة والجلالة والسمو، الذين خلعتهم شعوبهم-أو ستخلعهم- ومنهم هؤلاء الذين يقتلون شعوبهم نهاراً جهاراً، ليسوا شياطين خُلِقَت من نار، وإنما بشر مثلنا، خُلِقوا من طين الأرض ومن نفخة روح الله، فيهم من فطرة الخير والإنسانية، وفيهم من نزعات الشر والطغيان، فما الذي صَيَّرَهم أبالسة وطواغيت يرتكبون كل هذه الجرائم بحق شعوبهم التي تحملتهم بتخلفهم وفسادهم عقوداً؟ وما العوامل التي أججت الشر والطغيان والاستبداد في نفوسهم؟ وما الأسباب التي صنعت منهم فراعنة يرددون علينا بلسان الحال والمقال:» ما علمت لكم من إله غيري «؟ span lang="AR-YE" style="font-family:" simplified="" arabic";="" mso-bidi-language:ar-ye"=""سؤال ينبغي أن نقف عنده كمثقفين وسياسيين ومهتمين وعلماء نفس واجتماع، خاصة أننا نعيش فترة تحولات كبرى ومرحلة خرجت فيها الشعوب مقدمة الغالي والنفيس وقوافل الشهداء والجرحى، بعد أن ضاقت بهؤلاء الطواغيت ذرعاً، وذاقت منهم الأمَرَّين، وتجرعت من سياساتهم وأنظمتهم ويلات الفقر والبطالة والتخلف والبطش وانتهاكات حقوقها وحرياتها، وحتى لا نستنسخ الطواغيت والفراعنة، ونظل نعيش رهن قوافل المستبدين، فكلما ولَّى طاغوت صنعنا ألف طاغوت، وكلما انتهت فترة مستبد، ولدت فترات لحكام مجرمين، يتعاقبون على حكمنا وقهرنا بشتى الصور ومختلف التسميات وتنوع الأيدلوجيات والأفكار.