ظلت الفضائية اليمنية ولا زالت تحتل المرتبة الأولى في تغيرها لواقع اليمن اعلاميا ونقلها لمجريات الأحداث التي يريدها النظام وتزييفها لحقائق تكاد تنفظ من الغيض لولا أن من الله على اليمن بقنوات ومواقع الكترونية تنقل أحداثها بمصداقية. فمنذ عهدنا الفضائية اليمنية وهي تصور اليمن وكأنها جنة خضراء وبساتين فيها كل ما لذ وطاب مبدلة الجوع والفقر والبطالة والخوف إلى غنى وأمن وسكينة واستقرار، وغالبا ما تراها تردد وبكل جرأة تلك المشاريع اللامنتهية عبر شاشتها والتي يفتتحها إما فخامته متعدد المناصب أو رئيسا للوزراء لا يكاد يفقه ما يقول أو مسئولا يظهر للجميع أن هذا المشروع من ماله الخاص. وتستمر هذه الحكاية سنين بعد أخرى متنقلة بين أعياد للثورة والوحدة وبين احتفال بباني نهضة اليمن ورايته كما يقولون ، وتصور اليمن عبر شاشاتها أنه بلد الأمن والأمان بلد الأفراح الدائمة بلد الابتسامة التي لا تنطفئ.... وإلى الآن رغم أنها تلاحظ الشعب يتوجع ويتألم من ظلم طال أمده واستبداد عفى عليه الزمن تصر على تظليل الضعفاء من الشعب اليمني وعكس الحقائق بأن شباب التغيير في اليمن بأكمله بما فيها صنعاء والتي لا تبعد عنهم إلا بعض خطوات يحملون الأسلحة ضد الدولة ويريدون حرب أهلية ضد الشعب وتردد بكل خوف ما يقوله رئيسها وكأنها ملك له ولنظامه وليس ملكا لليمنيين.. وطبعا من هو خارج اليمن يجد اليمن بلد مختلفاً فيه كل شيء يتمناه الفرد أن يتحقق ببلده وعندما يعود يجد اليمن الحقيقي بمآسيه وأوجاعه يئن من كل مفصل لا تكاد ترى فيه شيء سليما فهو ما بين مكسور أو مرقع أو مشلول أو منقطع أو منتهي صلاحيته والشيء الوحيد الذي لا تغيير فيه هم المسئولون عنه الرئيس هو الرئيس والوزير هو نفسه والمدير هو بذاته إلا أنه تحول إلى مركز آخر، وكان ما شاهده حقيقة هو يمن عبر شاشاته الكاذبة يمن بالصورة فقط يمن مفصل على مقاس أشخاص بعينهم ومناطق بعينها، والأخرى تحترق بنار أشعلها مجموعة من الفسدة والمتنفذين والمقربين من النظام ومساعديهم ممن يأكلون الفتات ويقتاتون على لحوم الناس ويضحكون عن الملمات. إلى متى سيستمر هذا الكذب على الناس وإلى متى ستظل فضائيتنا تردد كالببغاء ما قاله الطاغية معتبرته كلامه كأنه وحي السماء، أليس هذا هو الوقت المناسب لمعرفة ما يقوله الشارع حقيقة، ألا تعرفون ما يقال عن الفضائية اليمنية بأنها القناة المقلدة فقط ويا ليت تقليدها يكون صحيحا، أصبحت الآن الفضائية عبارة عن منبر للصوص والفسدة لتبرير مخالفاتهم ولرؤية أنفسهم بالبدلات الفخمة والاستعراض الفاره لسيارات المسئولين ومقصاتهم المزخرفة لفتح المشاريع الوهمية، وساحة لمسرحيات مجلس النواب الغير مضحكة. وأخيرا وليس آخرا ما زالوا يتمتعون بجرأة قوية كي يواجهون الشعب اليمني بأكمله ليقولون إنهم مجرد عصابات مسلحة تريد تخريب اليمن لأنهم يطالبون برحيل الطاغية سيدهم ويطالبون بمحاكمة كل مجرم وسفاح وقاتل موجود على أرضنا الحبيبة، أهؤلاء هم العصابات المسلحة، ألم يجرب أحد من فضائيتنا النزول إلى ساحة التغيير ليرى ما يحمل هؤلاء الناس في أيدهم... ولكننا نقول إنكم أنتم عمالا ومسئولين في الفضائية مشتركون بجريمة هذا النظام العضمى لأنكم ساكتون عن الحق مروجون لأكاذيبه متناسين أن الفضائية ملك للشعب وليس للنظام.. واقول لكل من يرى اليمن عبر فضائيتها هذه ليست اليمن هذه يمن عبر الشاشة فقط.