شهدت عدد من المدن اليمنية تظاهرات حاشدة في جمعة "الوفاء للشهداء" نددت باستمرار المجازر الدموية التي يرتكبها نظام صالح بحق المتظاهرين السلميين في مختلف المحافظات. وندد المسيرات التي خرجت صباح ومساء اليوم في (المهر، ولحج، وعدن، والمكلا، وعدن، والبيضاء، وتعز، وصعدة، وزنجبار بأبين) بإساءات صالح المتكررة لدولة قطر الشقيقة وقناة الجزيرة، مطالبة برحيل فوري ومحاكمة عاجلة لصالح وأقاربه. ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات عبرت عن رفضهم للمبادرة الخليجية التي اعتبروها التفافا مطالبهم ومحاولة لاجهاض أهداف ثورتهم السلمية. ذمار نددت مئات الآلاف شاركوا بمسيرة حاشدة في ذمار بالجريمة البشعة التي ارتكبها علي صالح وأعوانه في صنعاء الأربعاء الماضي وسقط فيها 12شهيداً ومئات الجرحى. وقال مراسل الصحوة نت في ذمار "عبد الله المنيفي" إن المسيرة انطلقت من المدخل الجنوبي للمدينة وجابت شوارعها، مرددة هتافات تندد بجرائم النظام التي كان آخرها مجزرة صنعاء والتي ذهب ضحيتها 12شهيداً اثنين منهم من أبناء محافظة ذمار هم محمد علي راشد العنسي، وعبد الرحمن محمد عمران. ورفعت المسيرة شعارات جددت رفض أبناء ذمار لأي اتفاقات لا تنص صراحة على الرحيل الفوري لصالح دون أي شروط، كما رفضوا منحه أي ضمانات أو حصانة من المحاكمة على ما اقترفه من جرائم قتل وسفك لدماء شباب الثورة. ووصلت المسيرة إلى ساحة التغيير التي اكتظت بالمواطنين الذين توافدوا إلى ساحة التغيير لإحياء جمعة الوفاء للشهداء استجابة لدعوة شباب الثورة، ما اضطر اللجنة المنظمة للاعتصام لنقل صلاة الجمعة إلى الساحات المجاورة لساحة التغيير. وندد خطيب جمعة الوفاء للشهداء في محافظة ذمار الشيخ أحمد الهلماني بما ارتكبه علي صالح من مجزرة بشعة في صنعاء ضد المسيرة السلمية، واعتبرها جريمة ضد الإنسانية يجب أن يحال مرتكبيها ومن يقفون وراءها إلى العدالة. وتطرق إلى المآسي التي عاشها اليمنيون في ظل نظام صالح، موضحاً أن الشباب اليوم بإرادتهم قد اسقطوا هذا النظام الفاشي، وهو اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولذلك يلجأ إلى ارتكاب المجازر البشعة ليرضي غروره، ولكنها لن تنقذه من السقوط، وأن الشباب كانوا يريدون لصالح أن يخرج خروجاً مشرفاً، ولكنه اصر على ان يسقط سقوطاً مدوياً. ودعا من تبقى من أبناء المحافظة إلى اللحاق بركب الثورة، حتى لا يندمون كما ندم من تخلف عن اللحاق بثورة سبتمبر. وبعد أداء صلاة الجمعة وصلاة الغائب على أرواح الشهداء ردد المصلون هتافات طالبت بإسقاط النظام والرحيل الفوري لصالح، ومحاكمته وكل القتلة من أتباعه، كما طالبت المعارضة إلى عدم الانجرار في مفاوضات مع النظام بعدما ارتكب من مجازر في صنعاء وعدد من المحافظات ضد الشباب المعتصمين والمتظاهرين سلمياً.
صعدة في إطار الرد الشعبي الواسع على المبادرات التي تقوم بها بعض الأطراف، خرج مئات الآلاف من أبناء (محافظة صعدة) في مسيرة جماهيرية حاشدة صباح اليوم في "جمعة الوفاء للشهداء". وفي المسيرة الجماهيرية رُفِعت اللافتات التي تعبر عن موقف الشعب اليمني الرافض للمبادرات التي لا تلبي مطالب وطموح الشعب اليمني بأجمعه، كما هتفت الجماهير بالشعارات التي ترفض كل أنواع المبادرات والالتفافات على ثورة الشعب اليمني ومن تلك الهتافات ( يكفينا ذُلاً ومجازر، قد آن رحيلُك يا فاجر .. الشعب يريد إسقاط النظام .. إرحلوا نحو الجحيم، والحياة ستستقيم). وتقدم المسيرة عدد من الضيوف من بعض محافظات الجمهورية منهم عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي "محمد المقالح" والعقيد الركن / نجيب محفوظ المنصوري من أبناء محافظة تعز وعدد آخر من الصحفيين والمهتمين بالثورة الشعبية في اليمن . وقد ألقى بعض الضيوف كلمات تعبر عن تضامنهم مع أبناء (محافظة صعدة مدينة السلام) مؤكدين أنهم مع هذه المحافظة ومع معاناتها التي خلفها النظام الظالم، مشيدين بالتلاحم الشعبي العظيم بين أبناء اليمن في هذه الثورة المباركة ومشيدين بالوعي السياسي لدى أبناء (محافظة صعدة) الذين وقفوا بكل وفاء وصدق مع أبناء الشعب اليمني كافة في مطالبه وهمومه. وعبر المتظاهرون في بيانهم عن رفضهم الكامل لأي مبادرة أو حوار مع نظام ظالم وطاغية يرتكب المجازر ويقتل أبناء الشعب فيما البعض يحاوره غير مدركين ولا ملتفتين إلى مواقفه المجرمة بحق أبناء الشعب اليمني وتعامله الدموي قبل هذه الثورة وحتى خلال تفاوضه معهم. وأشار البيان إلى أن الثورات الشعبية لا تنتهي بالحوار ولا تعترف بنظام ثار الشعب عليه فلا شرعية له ولا قبول على الإطلاق، مؤكدا بان الشعب اليمني لن يقبل "ثورة يتم من خلالها تثبيت النظام وتعميد ركائز الظلم والقمع والجبروت من خلاله، وأن هذا هو ما يطمح إليه النظام الفاسد فهو يسعى بكل جهوده ومن يقف خلفه إلى الإلتواء على مطالب الشعب وإدخاله في دوامة من الحوار والتفاوض التي يستفيد من خلالها المزيد من الوقت وإدخال الثورة في دوامة من الحوارات التي لا ولن تنتهي عند حد". ودعا بيان الجماهير كل الأطراف التي تقدم المبادرات "أن تضع في حسبانها مطالب الشعب وعدم تجاهلها لأن الشعب اليمني هو من تحمل ويتحمل عناء هذا النظام الطاغوتي الذي تعامل مع أبناء شعبه كقطيع من الحيوانات وليس من البشر لهم كرامة وحقوق"، داعيا الجميع إلى أن يقفوا مع الشعب لا ضده في مطالبه وأن حقوق الشعب هي أهم من حقوق شخص أو مجموعة فاسدة فالشعب هو من يملك مستقبله وله أن يقرر مصيره ولن يتحقق غير ما يريده الشعب اليمني". وأكد بيان الجماهير على استمرار التصعيد في النضال السلمي حتى إسقاط النظام ومحاكمته وتحقيق أهداف الثورة الشعبية ومطالبها.
البيضاء وفي مدينة البيضاء توافد إلى ساحة أبناء الثوار بمدينة البيضاء وساحة الحرية أمام محكمة رداع الابتدائية اليوم عشرات الآلاف للمشاركة في جمعة الوفاء للشهداء للمطالبة برحيل النظام ومحاكمة (صالح) وأزلام حكمه كمجرمي حرب. وفي ساحة أبناء الثوار بمدينة البيضاء قال خطيب الجمعة الداعية "محمد أحمد البرهمي" أيها الثوار يا شهداء الحرية والكرامة الإنسانية أيها الأبطال أيها الرجال عهداً إليكم ألا نقيل ولا نستقيل ولا نميل ولا نحيد فنحن ماضون فهنيئاً لكم هذا الاختيار الرباني "ويتخذ منكم شهداء " باعوا النفوس لربها وتذوقوا طعم الشهادة فهو حلو مذاقِ فازوا بها ". وعقب انتهاء صلاة الجمعة أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال هذا الأسبوع ثم وقف المصلون في صف واحد مرددين هتافات هزت أرجاء المدنية (جمعتنا جمعة وفاء، والوفاء للشهداء، يا لله اسقط علي عبدالله .. يا علي زيد زيد .. منتظر الف شهيد .. ارحل ارحل .. الشعب يريد إسقاط النظام)، بعدها جابت شوارع البيضاء مسيرة حاشدة تطالب بمحاكمة السفاح ونظامه. وفي مدينة رداع توافد الآلاف من أبناء رداع والمديريات المجاورة إلى ساحة الحرية بجوار محكمة رداع الابتدائية، وبعد الخطبة جابت مدينة رداع مسيرة حاشدة تطالب بمحاكمة السفاح. وكانت البيضاء شهدت صباح اليوم الخميس 28/4/2011م مظاهرات ومسيرات غير مسبوقة في تاريخها حيث توافدت إلى "ساحة الاعتصام" (ساحة أبناء الثوار) الآلاف من جماهير البيضاء من مختلف مديريات البيضاء . وندد المتظاهرون بالمجازر الدموية التي ارتكبها نظام "علي صالح" في صنعاء والعريش بعدن، مؤكدين رفضهم لأي مبادرة لا تنص على التنحي الفوري للمجرم "علي صالح". وقد شيعت المسيرة الحاشدة الشهيد/علي عبدالقوي موسى الحميقاني من ثلاجة مستشفى الثورة العام وسارت به في شوارع البيضاء حتى عادت إلى ساحة أبناء الثوار حيث تم الصلاة عليه في الساحة، ثم تم تشييعه إلى مسقط رأسه بمديرية الزاهر ال حميقان.
عدن وفي مدينة عدن، شيع الآلاف بعد أداء صلاة (جمعة الوفاء للشهداء) جثمان الشهيد غسان عبدالقوي (شهيد اللجان الشعبية) في جنازة مهيبة بدأت بالصلاة عليه أمام منزله في الشارع الرئيسي لمدينة المعلا ثم انطلقت جموع المشيعين وسط زغاريد النساء في جنازة ضخمة شهدت حضورًا كبيرًا لشخصيات ووجهات أبناء عدن ومحبي الشهيد يتقدمهم شباب الثورة. وكان الشهيد (غسان عبدالقوي) قد أُصيب في يوم الأربعاء 13 أبريل أثناء سريان العصيان المدني في عدن ثم عاش مع الإصابة حتى وافته المنية في 24 أبريل. جدير بالذكر أن الشهيد غسان هو أصغر إخوته وهو من مواليد مدينة المعلا 1978م، حاصل على دبلوم عالي تربية إسلامية من المعهد العالي للمعلمين خريج العام 2002م ( بدون وظيفة ). وعصر اليوم، خرجت مسيرة حاشدة في كريتر وفاء لشهداء الثورة السلمية وتنديدًا بالمجازر التي يرتكبها نظام صالح. وقد طافت المسيرة شوارع كريتر الرئيسية حتى وصلت إلى ساحة الحرية والتغيير بكريتر بجانب البنوك. وقد رفع المتظاهرون صورًا للشهداء ولافتات تعبر على مطالب الثورة وشعارات لإسقاط النظام ومحاكمته على جرائمه ورفضًا للمبادرة الخليجية. وردد المشاركون شعارًا يطالب بمحاكمة نظام صالح السفاح وتترحم على أرواح شهداء اليمن جميعًا. كما رفع المتظاهرون علمًا للجمهورية اليمنية بطول خمسون مترًا وقد تميزت المسيرة بحضور كبير للأطفال بزينتهم الوطنية وبالرسوم المعبرة على وجوههم المطالبة برحيل النظام.
حجة توافد عشرات الآلاف من شباب محافظة حجة لأداء صلاة الجمعة (الوفاء للشهداء) وسط ميدان الحرية حوره ومن كافة المديريات منذ الصباح الباكر تضامنا مع دماء الشباب الشهداء الذين سقطوا في ساحات التغيير والحرية في صنعاء والمحافظات. وفي خطبة الوفاء للشهداء، دعا خطيب الجمعة الشيخ "كمال ألقدمي" النظام الحاكم إلى الاستجابة إلى مطالب الشعب لحقن دماء اليمنيين، داعيا الشباب المعتصمون في ساحات وميادين الحرية والتغيير في عموم محافظات الجمهورية إلى الاستمرار في اعتصاماتهم وفاء لتلك الدماء التي نزفت من أجل رسم مستقبل اليمن المشرق، داعيا في السياق ذاته أبناء حجة الأحرار والشرفاء ممن لا زالوا في منازلهم النزول إلى الساحات وإعلان الانضمام إليها وفاء للشهداء الذين كان لهم السبق في التضحية من أجل هذا الوطن الغالي. وندد ألقدمي بالمجزرة التي أقدم عليها النظام الأربعاء الماضي في صنعاء والتي سقط فيها أكثر من 12 شهيدا ومئات الجرحى إثر الاعتداء عليهم أمام المدينة الرياضية، مؤكدا أن هذا السلوك يكشف المراوغة التي يبديها النظام اتجاه المبادرة الخليجية، مطالبا دول مجلس التعاون الخليجي بسرعة إيقاف تلك الاعتداءات التي يمارسها النظام كل يوم بحق المعتصمين سلميا تحت غطاء الضمانة من عدم ملاحقته ومحاكمته ، داعيا إياهم إلى الوقوف إلى جانب أسر الشهداء والوطن لا إلى فرد لأن الشعب أغلى وأبقى من الفرد. وفي الحفل الذي أقامه شباب الاعتصام عصر اليوم حيا الدكتور عبد الوهاب المؤيد، عضو اللقاء المشترك بالمحافظة، جموع الشباب المعتصمين بساحة الحرية بحوره الذين يتوافدوا كل يوم ومن كافة قرى ومناطق المحافظة ليقولوا "لا للظلم ..لا للتسلط .. لا للاستبداد.. لا لمن قتل اليمنيين السلميين، نعم لإسقاط النظام الذي حول اليمن إلى ملك له ولنظامه ولأسرته نعم للعدل والحرية والمساواة، نعم للدولة اليمنية المدنية الحديثة". وأكد الدكتور المؤيد في كلمته أمام عشرات الآلاف من شباب المحافظة المعتصمين أن الوفاء للشهداء يقتضي مواصلة ما بدؤوه وما هدفوا إلى تحقيقه منذ أول يوم وهو سقوط هذا النظام الذي استباح دماؤهم وأهدرها ليس لشيء وإنما لأنهم وقفوا أمامه ليقولون له كفى عبثا بثرواتنا، كفى عبثا بمستقبلنا ومستقبل أجيالنا. وأشار المؤيد إلى أن النظام حرص على يجهل الشعب وراهن على ذلك لأنه لا يريد تعليما يفتح الأبصار والأسماع واعيا بما يدور حوله، إلا أن الشعب أثبت له غير ذلك وخرج إلى الميادين والساحات ليطالب بحقوقه التي صادرها النظام لمدة 33عاما، مشيرا بأن الأوراق التي راهن عليها وما زال يراهن ستتحطم على وعي أبناء الوطن وستسقط كل تلك الرهانات بعزيمة الشباب وصمودهم وثباتهم وطموحهم لتحقيق أهدافهم ومطالبهم . وأكد المؤيد أن الاسطوانة المشروخة التي يرددها ويتغنى بها النظام في خطاباته في أن اليمن قادم على أزمات وحروب أهلية ومجاعة وصوملة وانفصال كلها كذب وليس لها أي أساس من الصحة بل هي "خطط" للحاكم ظل يسوقها للخارج والداخل من البقاء فقط، مؤكدا بأن ملايين اليمنيين في الساحات أثبتوا وحدتهم وإخوتهم وسلميتهم واتحادهم وراء هدف واحد هو إسقاط النظام. إلى ذلك خرج أبناء عزلة بيت قدم بمديرية شرس في مسيرة جماهيرية كبير تقدمها وجاهات ومشايخ العزلة جابت شوارع مدينة حجة معلنين استقالتهم من عضوية المؤتمر الشعبي العام وانضمامهم لثورة الشباب ، مطالبين بمحاكمة النظام الذي استباح دماء اليمنيين تحت غطاء الضمانات الخليجية التي لا يحق لها مصادرة دماء اليمنيين وتقديم ضمانات لنظام علي صالح وأسرته، مناشدين دول الخليج بعدم تقديم أية ضمانات لعلي صالح ونظامه والوقوف إلى جانب الشعب اليمني وتلبية مطالبه في التغيير إلى شخص واحد على حساب ملايين اليمنيين. وأكد أبناء عزلة قدم وقوفهم ومساندتهم الكامل إلى جانب الشباب وثورتهم حتى تتحقق مطالبهم، مؤكدين بأن هذا النظام بات من الضروري رحيله لكي يهنأ اليمنيين بمستقبل مشرق.