المحامي يحيى غالب احمد عدن " التغيير" خاص: يساهم الباحث عبد الله مسعد عبد الله في إرساء حرية الرأي والتعبير بشجاعة وجرأة حتى في ظل حرية رأي شبه موجودة في عدن حينها فكانت له كتابات مبكرة في السياسية والاقتصاد وغيرها في الصحف رغم محدوديتها . ونتابع كتابات الأستاذ عبد الله على موقع " التغيير " التي يقدم فيها مساهمات قيمة في الشأن السياسي اليمني . وما كتبه أخيرا من موضوع حول دفاتر الإجرام والنهب ..... الخ الذي كانت الجنوب مسرحاً له حسب تعبيره ونحن لا ندافع عن احد ولا ينكر المتابع السياسي حدوث أي أخطاء حصلت في اليمن سوى قبل الوحدة السلمية أو بعد وأثناء الوحدة المفروضة بالقوة التي استباحة الجنوب وخلفت مآسي وويلات وجروحاً دامية والتي أضرت بالوحدة السلمية التي يناضل الشرفاء في كل مكان بحسب تخصصاتهم إلى عودتها ومنهم الأخ عبد الله مسعد . والنضال السلمي لاستعادة الوحدة ليس بنبش ملفات المآسي السوداء ولا بمحاولة الإرهاب النفسي والضغوط المصطنعة من الخيال على من تبقى يدعي شرف الانتماء إلى الحزب الاشتراكي ولن تجدي إلا الأعمال الوطنية الشجاعة الغيوره على تراب الوطن والانتماء . أما لغة التهديد ولي الذراع فلن تكون وسيلة لمزيد من التلاحم والوحدة . ويصعب علي الحديث مع الأخ عبد الله إلا بلغة الود والاحترام والتقدير وما دفعني التعقيب عليه هو حرصي الشديد على عدم انزلاق الأخ عبد الله وخوضه فيما لا يخدم وحدة الصف ونهج عبد الله مسعد المتسامح والذي ينبذ العنف والأحقاد وتكريسها وما كتبه من موضوع في لحظة قد تكون رد فعل غاضبة لا ينسجم مع ما نعرفه عن ثقافة الحوار وحرية الرأي ونبذ الأحقاد والضغائن التي تتجلى بشخصيته كباحث ومثقف سياسي وشاب ناضج فكرياً وثقافياً . ومن وجهة نظري أن فتح ملف مثل هذا لا يشرف الأخ عبد الله الكتابة والخوض فيه وهذه النصيحة تنطلق من ثقة وأصالة متجذرة متبادلة تاريخياً مع الأخ عبد الله مسعد ومتوارثة سلفاً أو كما يقو المثل (( يد ما تسرق ما تخاف )) . ولكوننا بحاجة الأخ عبد الله للتعبير عن القهر والممارسات المذلة لإخوانه وأهله ورفاقه في المحافظات الجنوبية الشرقية وعلى وجه الخصوص في مدينة عدن التي نواجه فيها أبشع وأقذر أساليب القهر والإذلال وسلب الحقوق والنهب المستمر لأرضها وتشريد أبنائها بعد أن أصبحت عدن محكومة بنظام عسكري استخباراتي لقمع الحريات وتكميم الأفواه والإرهاب النفسي للمعارضين السياسيين ولمن تشبثوا وصمموا على البقاء في عدن والنضال في سبيل الحياة الحرة الكريمة . أخي عبد الله نكتب إليك من مدينتك عدن التي تشهد تحضيرات مؤتمر الحزب الحاكم ليعقد فيها . وأرجو أن لا تفهم أنها تحضيرات تنظيمية للمؤتمر بل أنها إحضار مزيد من العساكر وانتشار الوحدات وإقامة الثكنات العسكرية وتهيئة المدينة لاستقبال مشائخ القبائل والقادة العسكريين وحصار مفروض بطريقةً أو بأخرى على أبناء المدينة وخصوصاً لمن لم يكن تابعاً أو مخبراً أو عضواً في المؤتمر . لكن ذلك لن يزيدنا إلا رسوخاً وثباتاً ضد الفساد والإرهاب النفسي والمعنوي وضد قمع الحريات وإجراءات التعسف التي تمارس ضد أبناء المحافظات الجنوبية وبالذات من ينتمي إلى الحزب الاشتراكي . ولن تؤثر فينا تلك الممارسات بل ما يحز في النفس أن يشارك فيها أدعياء الثقافة والمدنية . لذلك فإن موقعك الطبيعي تاريخياً إلى جانب الظلم والقهر فأنت وأسرتك من دفعوا تضحيات في كل منعطفات التاريخ في الجنوب وما كانت حرب 1994م الظالمة إلا كارثة بمعنى الكلمة لنا ولكم فقدنا فيها الأخ والأب والأم والصديق وفقدت عدن تاريخها وثقافتها المتنورة التي تعتبرون جزءا منها وشربتم من مناهلها . إنها فرصه لدعوتك لأداء الواجب الحقوقي والإنساني نحو الأرض والتاريخ . وان لا تكون كتاباتك إلا فيما يخدم ذلك كما عهدناك . دعوة من القلب . دعوة لإزالة كل ما علق بالنفس من احتقانات فرضت نفسها . دعوة صادقة بدون خوف أو وجل أو مصلحة شخصية لي وراء ذلك سوى مصلحة التوحد والقضية والانتماء.