هناك مثل يقول من يدق الباب يجد الجواب...وبالفعل , الصحافيون الذين ظلوا في دق الباب وكتبوا الانتقادات عن الحكومة وعن شخص الرئيس .. وجدوا الجواب...ولست فرحه بهذا فأنا أيضا صحفية ولا يرضيني هذا التصرف المعنف الذي هو موجه ضدهم ...ولكن فلنسأل أنفسنا بصراحة : "هل يحق لنا أن نوجه اللوم للآخر ونحن ملامون ...بصراحة أكثر وبالأمانة أن الكثير الذين يوجهون اللوم لشخص الرئيس عبر الصحف لا يحق لهم باللوم لأنهم لا يطبقون ما يقولونه عبر الصحف على أنفسهم ...يدعون للإصلاح وهم لم يصلحوا من أنفسهم .."إن الله لا يغيرما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وبالأمانة ,كم واحد من هؤلاء الذين يدعون إلي الإصلاح مصلح , بدأ بنفسه ثم بمن حوله قبل أن يقفز إلى البعيد (إلى شخص الرئيس)....؟؟؟ وقفة صغيرة مع أنفسنا وسنكتشف أن الكثير منهم لا يحق لهم أن يمسكوا القلم وينتقدوا لأنهم سيجدون أنفسهم أول من يأكل حق الأخر سوى كان زميله أو من يعمل عنده أو اقرب الناس إليه زوجته , أخته ...الخ , وسيجد انه أول شخص يحتاج أن يصحح من سلوكه ......مسألة حقوق الأفراد واسعة وكبيرة وهي لا تتجزأ في نفس الوقت ...فمن منا قدر أن يوفي حقوق اقرب الناس إلية سوى كانت زوجته أم أمه أم أخته أم ابنه ...إلى أخره ...ثم بعد ذلك حقوق من يعمل لديك ..وحقوق زميلك في العمل ...وحقوق الناس عليك. واعتقد أننا كصحفيين هناك حقوق الناس علينا ..هي قلمنا تجاه هذا المجتمع الجائع الأمي الذي لا يعرف كيف يأخذ حقه ..فلنسأل أنفسنا, كم صحيفة تناقش قضايا المجتمع بأمانة دون فرقعة صحفية ...وكم صحيفة تقوم بدور التوعية لإزالة جهل المجتمع ...كم صحيفة توجه رسالة إعلامية صادقة توجه فيها سلوك الفرد ؟؟ كم صحيفة تقوم بمتابعة القضايا التي ناقشتها لتكون وسيلة ضغط على الحكومة ...كم كاتب صحفي أصبح قدوة لقرائه عما يكتبه للمجتمع ؟؟؟وكم وكم ....للأسف سنجد الكم الهائل من الصحف اتجهت نحو المهاترات السياسية والشخصية ...وابتعدت عن هذا المجتمع الذي يزداد يوما بعد يوم جهل ومرض وأمية ( برغم وجود كم من المتعلمين...بس على الورق !!! !! وسؤال أخر ...لماذا لا يشتري الناس الصحف ..؟؟؟ سنجد كما هائلا من الصحف مرمية في الأكشاك..تعرفون لماذا ؟؟ لأنها ابتعدت عنهم .....يبدوا أن انفعالات مجتمعنا في المظاهرات وكيف يكسر الأشياء يشبه كثيرا انفعالات الصحفيين على الورق دون فعل جااااااااااد... المشكلة أننا جميعا أصبحنا على الورق ....ثقافتنا على الورق , سلوكنا على الورق , بطولاتنا على الورق , تداعيتنا عن الحقوق والواجبات على الورق ...وللأسف الجواب يكون بالعصا , بالضرب والخطف والاهانه من الحكومة ...لأن أفراد الحكومة هم أيضا جزء من هذا المجتمع ( على الورق)الذي لا يجيد التلميع إلا على الورق ....ولكن الورق تتطاير ويبقي الجد الجد ...الأخلاق الصادقة ,والسلوك الصحيح ....أما البقية فتطير مع الهواء ......؟ فهل ألان سنلحق أنفسنا فبل أن تأخذنا الرياح ونحن لم نثبت أقدامنا في الأرض , هذه الغرض , هذا الوطن الذي يحتاج منك أن تدافع عنه ..ولكن قبل أن تدخل المعركة تعرف إمكانياتك...فالضرب ليس حلا ...ولكن وراءنا مجتمع يغرق بجهله ...فهل نبدأ بالقاعدة السفلي ونعمل من إحياء الروح فيه ...فالشعب هو الذي ينتخب ...ليست الحكومة من تنتخب ..... أما اللوم الموجه للشخص الرئيس , لا داعي منه ...فلا اعتقد أن واحد ممن لامه يقدر أن يكون أفضل منه ...(عفوا) ولكنها الحقيقة .....مشكلتنا تبدأ من أنفسنا..مشكلتنا الحقيقة هي القات وليس شخص الرئيس....وإذا كنا بالفعل نريد أن نصلح أنفسنا والمجتمع .. فلنبدأ بآفة القات , إن كنا صادقين,...و إلا فلنكف عن الانتقادات غير المجدية ولندع الجميع يغرق بالقات وبفقرة وجهلة , وتظل أوضاعنا كما هي , وتستمر المعركة ورق وقلم وعصا..,, ودموع الأبرياء ........... [email protected]