خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربع نساء يخضن معركة حقوق الإنسان في اليمن!
نشر في التغيير يوم 29 - 12 - 2006


" التغيير" عبد الله الفقيه :
أمل الباشا، توكل كرمان، رحمة حجيرة، وسعاد القدسي هن أربع نساء يمنيات ربما مختلفات في أشياء كثيرة...ولكنهن متفقات في شيء واحد
وهو العمل من اجل تعزيز حقوق الإنسان في اليمن. ويتبدى اهتمام النساء الأربع بحركة حقوق الإنسان من خلال قيادتهن لأربع من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في البلاد وهي (ولا علاقة للترتيب بأهمية المنظمة) منتدى الشقائق، صحافيات بلا قيود، منتدى الإعلاميات، وملتقى المرأة للدراسات والتدريب، ومقر الأخيرة مدينة تعز. ومع ان هناك العشرات ، ان لم يكن المئات، من المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان في اليمن الإ ان ما يميز المنظمات الأربع المذكورة— بالإضافة إلى كونها أسست وتدار من قبل نساء— هو أنها تعطي في عملها أهمية بالغة للحقوق السياسية أو ما يسمى بالجيل الأول من حقوق الإنسان برغم ما يمكن ان يسببه الاهتمام بتلك الحقوق من مشاكل وخصوصا للنساء.
رحمة حجيرة
بدأت رحمة حجيرة رحلتها إلى حقوق الإنسان من خلال السياسة حيث التحقت في البداية بالحزب الحاكم لكن فساد الأوضاع سرعان ما جعلها تعيد النظر في قرارها وتلتحق بحزب اتحاد القوى الشعبية. وكانت أطول فترة قضتها في حزب من الأحزاب هي في التنظيم الناصري. وتكتب حجيرة في كتاب صدر عن منتدى الشقائق في سبتمبر 2005 بعنوان "النساء والأحزاب السياسية اليمنية" بسخرية لا تخلو من مرارة عن تجربتها مع الأحزاب فتقول:"المشكلة في الأحزاب أن صورة المرأة ودورها في الأسرة والبيت ينعكس داخل الأحزاب." وتوضح ذلك بإيراد بعض الأمثلة على ابرز الأعمال التي قامت بها عندما كانت عضوة في التنظيم الناصري والتي تمثلت، وفقا لحجيرة، في "تنظيف جدار غرفة الاجتماعات" و "غسل الصحون بعد الغداء" والبكاء في الصباح على عبد الناصر وفي العصر على شهيد التنظيم عيسى محمد سيف. وتلخص حجيرة تجربتها في الأحزاب بقولها بان الأحزاب توفر للمرأة دعما اجتماعيا وليس فكريا وسياسيا بدليل أن اغلب الحزبيات "يعملن في التطريز والحياكة وتنظيف الجدران."
أسست رحمة حجيرة منتدى الإعلاميات في 14 فبراير 2004 ليكون بذلك أول منظمة تهتم بحقوق النساء العاملات في مختلف وسائل الإعلام وتضم في عضويتها أكثر من 100 صحفية بارزة من مختلف مناطق اليمن. ومنذ إنشاء الملتقى ارتفع عدد المنتميات إلى أكثر من 200 عضوة. وتنشط المنظمة في مجالات مختلفة أهمها تطوير مهارات العاملات في مجال الإعلام، توعية المجتمع بأهمية دور الإعلاميات في عملية التنمية الشاملة، مساعدة العاملات على التعبير عن أنفسهن وإيصال رسالتهن إلى المجتمع، تنمية المهارات القيادية لدى الإعلاميات حتى يصبحن قادرات على تولي مراكز قيادية في مواقع عملهن ، وزيادة مشاركة النساء في عملية التنمية والتحديث.
ويضم مجلس أمناء المركز نخبة من النساء اليمنيات (وغير اليمنيات) واللاتي يمثلن مختلف ألوان الطيف وفي مقدمتهن عاشقة التراث اليمني أروى عبده عثمان، ورئيسة تحرير الصحيفة اليمنية الوحيدة الخاصة بالمرأة وهي سيدة الهيلمة، ونادية السقاف رئيسة تحرير اليمن تايمز وغيرهن. وكما يحرص الرجال عند تأسيس الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني على إعطاء تمثيل، رمزي في الغالب، للنساء فكذلك تفعل النساء. فبالإضافة إلى 11 امرأة في مجلس أمناء المنتدى، يمنيات وعربيات، هناك خمس رجال في مقدمتهم الأستاذ عبد الباري طاهر النقيب السابق للصحفيين، نصر طه مصطفى النقيب الحالي للصحافيين والدكتور عبد الله الزلب عميد المعهد الإعلامي، والأستاذ علي الجرادي عضو مجلس نقابة الصحافيين رئيس تحرير مجلة نوافذ.
وخلال عمر الملتقى القصير تمكن من تنفيذ عدة مشروعات صغيرة درب من خلالها 320 عاملة ونفذ 500 ساعة تدريب بواسطة خبراء محليين وإقليميين ودوليين. وتركزت أنشطة الملتقى على رفع الوعي القانوني للعاملات في المجال الإعلامي، تعزيز مشاركة المرأة في نقابة الصحفيين وفي إبداء وجهات النظر بشأن قانون الصحافة والمطبوعات، وغير ذلك من أنشطة التشبيك والمناصرة. كما قام المنتدى بتنفيذ دراسة حول أوضاع الإعلاميات ونفذ دورات لشحذ مهارات الإعلاميات في مجالات التحقيق والتحرير الصحفي، القيادة والاتصال، فن التحرير التلفزيوني، مهارات الإنترنت وتصميم المواقع الإلكترونية. ويعمل الملتقى من خلال الشراكة مع العديد من الأطراف المحلية والخارجية بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الوقفية الأمريكية للديمقراطية، مؤسسة فريدريتش ايبرت الألمانية، الوقفية الأمريكية للديمقراطية، وزارة الاتصالات ومدينة التكنولوجيا. وللمنتدى موقع على الشبكة العالمية، وعنوانه هو www.yfmf.org
توكل كرمان
في مطلع مارس 2005 كانت الصحفية والناشطة الحقوقية توكل ، ابنة السياسي اليمني المخضرم والوزير السابق عبد السلام كرمان، تحضر احدى جلسات المحكمة الإستئنافية التي كانت مخصصة للنظر في قضية سجين الرأي الصحفي عبد الكريم الخيواني..ووفقا لما نشر في صحيفة الأمة فان كرمان عندما رأت الجنود يصوبون أسلحتهم نحو المحامي جمال الجعبي، بعد توجيه من القاضي بطرد المحامين من المحكمة، تقدمت من الصفوف الخلفية نحو الصفوف الأمامية لتقف حاجزا بين فوهات البنادق وبين المحامي المستهدف.
كانت كرمان الحاصلة على عضوية نقابة الصحافيين اليمنيين واتحاد الصحافيين العرب، واتحاد الصحافيين الدوليين قد أنهت دراسة الثانوية العامة في عام 1995. والتحقت بعدها بالجامعة لتحصل على بكالوريوس في إدارة الإعمال في عام 1999. وأسست كرمان، التي عملت ككاتبة في العديد من الصحف المحلية وناشطة في العديد من المنظمات الحقوقية منظمة باسم "صحفيات بلا حدود" في مارس 2005 كمنظمة غير حكومية تسعى لتبني ومناصرة الحقوق والحريات وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والحقوق الديمقراطية. وحيث أن كرمان عضوة في التجمع اليمني للإصلاح المعارض وصاحبة قلم قوي وكلمة جريئة فقد سعت السلطة إلى استنساخ منظمتها والسماح بتأسيس منظمة بنفس الاسم وهو الأمر الذي دفع كرمان إلى التخلي عن "حدود" واستبدالها ب"قيود" ليصبح اسم المنظمة الجديد "صحافيات بلا قيود." والاسم الأخير أكثر تعبيرا عن دور المنظمة وعن حاجات المجتمع اليمني وعن توجهات توكل ومنظمتها.
وتسعى المنظمة لتحقيق أهدافها بالطرق والوسائل المشروعة بما في ذلك إجراء الدراسات وعقد البرامج والدورات التدريبية والتشبيك بين الناشطين والناشطات وبين المنظمة والمنظمات المحلية والدولية الأخرى العاملة في نفس المجال. وبرغم عمر المنظمة القصير الا أنها تمكنت من إثبات وجودها من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة مثل تنظيم عدة حلقات نقاشية حول حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، إصدار البيانات حول مختلف القضايا الحقوقية، قيادة الكثير من الفعاليات التضامنية والاحتجاجية، الرقابة على الانتخابات، وتوثيق الانتهاكات المختلفة ضد الصحفيين. وللمنظمة موقع على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) يعرف بالمنظمة وأنشطتها وبحقوق الإنسان ويقدم لرواد الشبكة العديد من الأقلام النسوية اليمنية بالإضافة إلى تغطية للأخبار المتعلقة بحقوق الإنسان وانشطة المنظمة. وعنوان الموقع هو www.womenpress.org.
وقد أصدرت صحافيات بلا قيود هذا العام وبالتعاون مع منظمة فريدريتش ايبرت الإلمانية كتابا يوثق لأوضاع الصحافة في اليمن من مختلف الجوانب.
سعاد القدسي
من بين الأربع منظمات التي يتم الحديث عنها يعتبر ملتقى المرأة للدراسات والتدريب، والذي أسسته سعاد القدسي في يوليو عام 2000، المنظمة الوحيدة التي يقع مركزها الرئيسي في مدينة تعز. وإذا كان وقوع المقر الرئيسي لأي منظمة مجتمع مدني خارج العاصمة اليمنية يمكن ان يتحول إلى نوع من التهميش ومن الحرمان من الكثير من الموارد كما هو الحال بالنسبة للكثير من منظمات المجتمع المدني الواقعة في عدن وغيرها من المحافظات، فان القدسي قد تمكنت وبالاعتماد على قدراتها الذاتية وخبرتها وعلاقاتها الواسعة من جعل مركزها معلما من معالم المدينة الحالمة.
وبرغم الحداثة النسبية للملتقى الذي يسعى إلى نشر الوعي بالحقوق (وحقوق المرأة على نحو خاص)، محاربة العنف ضد المرأة، والمناصرة والدفاع فقد تمكنت برامجه المتصلة بحقوق الإنسان (بناء القدرات، نشر الوعي، وتعزيز الحقوق) من ترك بصماتها الواضحة على الساحة الحقوقية. وإذا كانت القدسي هي الأقل استهدافا على الساحة السياسية من قبل صحف الأجهزة الأمنية مقارنة برحمة حجيرة، توكل كرمان، وأمل الباشا، فان ذلك لا يعني ان الأعمال التي يقوم بها الملتقى الذي تديره تتم في عالم بعيد عن السياسة. فالملتقى الذي يذكر في إحدى مطبوعاته بأنه "لا ينخرط في الأنشطة السياسية" سرعان ما يستدرك قائلا "باستثناء الجوانب وثيقة الصلة بمهمته، بما في ذلك نشر الوعي السياسي ومناصرة الحقوق السياسية للمرأة." وعبارة "لا ينخرط في الأنشطة السياسية" ربما قصد منها نفي صفة "الحزبية" عن المركز وليس صفة "السياسة" لان الأنشطة المختلفة التي يقوم بها هي في عمق السياسة!
"تكمن عظمة الإنسان"، كما كتبت القدسي في مقدمة كتاب تعريفي بالملتقى صدر في عام 2004 بعنوان "ملتقى المرأة للدراسات والتدريب-اليمن" في انه "يحلم ويخطو ويسعى إلى الكمال." ومع ان القدسي تعتبر الكمال "حلم صعب المنال" الا أنها تؤكد على أن نضال الإنسان ودوره يكمن في المحاولة. والقدسي بالتأكيد تعني ما تقول. فالدراسات والبرامج التي ينفذها المركز تمتاز بالريادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وبرغم الجدل الذي يمكن ان تثيره بعض الدراسات التي نفذها المركز الإ ان ما يحسب للقدسي هو قدرتها على المحاولة وعلى السعي لفتح آفاق جديدة. ومن أهم الدراسات التي نفذها الملتقى ونشرها بعد ذلك في كتب:
1- أ. د. فؤاد الصلاحي، مفهوم التربية المدنية في المنهج الدراسي اليمني، 2006
2- د. عادل الشرجبي، الكلفة الاجتماعية للعنف العائلي الموجه ضد النساء في اليمن، 2006
3- علاء قاعود، الشرعية الدولية لحقوق المرأة، 2005
4- د. فؤاد الصلاحي، قضايا المرأة الريفية من منظور النوع الإجتماعي، 2004
5- د. نجيب علي سيف الجميل، المرأة والجريمة من منظور القانون الإجتماعي، 2004
6- محمد سيف عبد الله العديني، عشر عوائق أمام حقوق النساء في الإسلام، 2004
7- أ. د قائد محمد طربوش ، الحقوق والحريات في الدول العربية، 2002
8- عبد الرحمن عبد الوهاب علي، اطفال الشوارع في اليمن، 2002
9- د. محمد علي قحطان، الفقر والبطالة وسبل المعالجة في الجمهورية اليمنية، 2001
ويصدر المنتدى مجلة اسمها "حريات وحقوق" ونشرة اسمها "الملتقى." وتعكس الموضوعات التي تحتويها إعداد المجلة والنشرات والملصقات والندوات وورش العمل والحلقات النقاشية التي يتم تنظيمها، وغير ذلك من الأنشطة والمطبوعات، اهتمام القدسي بموضوعات الساعة مثل الآثار المختلفة للعولمة وخصوصا في أبعادها الاقتصادية والصحية على أوضاع النساء والأطفال، العنف ضد النساء وأثاره المختلفة على الفرد والمجتمع، وحقوق النساء في الإسلام. ويمثل برنامج التربية المدنية الذي ينفذه الملتقى ويستهدف به بعض طلاب المدارس والجامعات أهم البرامج الواعدة بخلق جيل واع بحقوقه القانونية والدستورية وبحقوق الإنسان بشكل عام. وللملتقى موقع الكتروني على الشبكة العالمية على العنوان www.wfrt.net . ويحتوي الموقع على الدراسات التي نفذها والمطبوعات التي ينشرها وأخبار حول الأنشطة والبرامج التي يعمل عليها المركز. والموقع، رغم بعض المشاكل الفنية التي يواجهها المتصفح، هو أغنى موقع حقوقي بالمعلومات المفيدة للباحثين.
وحسب سعاد القدسي أنها، ورغم كل الصعوبات مازالت قادرة، كما كتبت، على أن تحلم بغد أفضل وبعالم "خال من العنف والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان، عالم لا يؤمن الا بالحق والخير والحب."
أمل الباشا
في سبتمبر من العام الماضي، وأثناء زيارتها للبحرين ، قرر مجلس الشورى البحريني منح الأستاذة أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان ومنسقة التحالف الدولي للمحكمة الجنائية الدولية درع المجلس تقديرا منه لجهود المنتدى الذي ترأسه، والذي كانت قد أسسته في عام 1999، في تعزيز حقوق الإنسان في اليمن والمنطقة العربية.
ولعل أهم الموضوعات الحقوقية التي يركز عليها المنتدى في الوقت الحاضر تتمثل في التمكين السياسي للنساء وهو محور من المحاور التي خرج بها المؤتمر العالمي الرابع للمرأة عندما عقد في بكين قبل حوالي 11 عاما (1995). وقد نظم منتدى الشقائق عدة مؤتمرات تصب كلها في مجرى "المنتدى الديمقراطي." فالمنتدى الديمقراطي الأول للمرأة العربية عقد في صنعاء خلال الفترة 11-13 ديسمبر 2004 تحت شعار "التمكين السياسي للنساء خطوة ضرورية نحو الإصلاح السياسي في الوطن العربي." وقد عرض في المنتدى أوراق عمل عن واقع المشاركة السياسية للمرأة في 17 دولة عربية من ضمنها اليمن. وتقول الباشا في كتاب صدر عن المنتدى ويحتوي على الأوراق التي عرضت والكلمات التي ألقيت في المنتدى الأول "أن إشكالية إقصاء المرأة العربية من مواقع السلطة واتخاذ القرار ليس وليد اللحظة أو الصدفة وإنما هناك جذور لثقافة سلطوية قمعية لم تقص فقط النساء بل أيضا أقصت فئة من الرجال عن مواقع اتخاذ القرار." والمشكلة من وجهة نظر الباشا هي غياب الديمقراطية في الوطن العربي. وكانت الباشا قد قالت في كلمة ألقتها في حفل افتتاح المؤتمر الأول "إن منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان بتبنيه فتح ملف الديمقراطية المزعومة للديمقراطيين يؤكد ان صناعة القرار لحاضر ومستقبل هذه الأمة هو حق للجميع. وبهذا فنحن هنا لم نجتمع لنطالب بحق الإنسان العربي والنساء بشكل خاص بالتمتع بالحقوق السياسية لان هذه الحقوق لصيقة بالإنسان ذكرا أو أنثى، وإنما نحن هنا نطالب بالاعتراف بهذه الحقوق ." وأضافت الباشا ان الغرض من اللقاء هو ان تطلق المرأة العربية صوتها عاليا "لتقول للقوى المستثنية للنساء وللأنظمة العربية كلها وللحكام العرب جميعا: كفى تهميشا واقصاءا وامتهانا ، كفاكم التعلل والتعذر بمبررات واهية."
وفهم الباشا الذي تسجله كلماتها في مختلف المناسبات للإقصاء السياسي هو بالتأكيد فهم متقدم ويساعد كثيرا في توحيد جهود الرجال والنساء في المطالبة بالحقوق والسياسية منها على نحو خاص. فالإقصاء السياسي في الوطن العربي ليس قاصرا على النساء ولكنه يشمل الرجال والنساء على السواء وان كانت النظم الاستبدادية التي ورثها العرب عن العصور الوسطى ذكورية بطبيعتها. وأزمة البلاد العربية في المقام الأول هي غياب الديمقراطية أو شكليتها ان وجدت.
وقد نفذ منتدى الشقائق منذ إنشائه العديد من الأنشطة المتصلة بالتمكين السياسي للمرأة اليمنية والعربية أو بالقضايا الحقوقية الأخرى للرجال والنساء على السواء. ومن ضمن تلك الأنشطة المطالبة بتعديلات دستورية تستوعب قضايا المرأة، الدعوة لتبني النظام اليمني لمبدأ الكوتا (الحصص)، إعداد تقرير الظل حول مستوى تنفيذ اليمن لكل من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الدولية الخاصة بالقضاء على كافة أشكال التمييز، دعم مشاركة النساء في الانتخابات، والرقابة على الانتخابات. وقام المنتدى بتنفيذ ونشر عدد من الدراسات منها دراسة قام بها الدكتور عادل الشرجبي عن تجربة النساء في الانتخابات النيابية في عام 2003، ودراسة أخرى قام بها فريق ترأسه الدكتور الشرجبي عن جرائم الشرف في اليمن. ويمكن للراغب في معرفة المزيد عن منتدى الشقائق زيارة موقعه على الشبكة العالمية للمعلومات www.saf-yemen.org
هامش
ليس الغرض من هذا المقال التقليل من شأن المنظمات الحقوقية التي يديرها الرجال أو القول بأن المنظمات التي تديرها النساء هي أفضل من تلك التي يديرها الرجال. كما ان التركيز على هؤلاء النساء الأربع ومنظماتهن لا ينبغي أن يفهم على انه تقليل من دور منظمات أخرى تديرها النساء وتعمل في مجالات لا تدخل ضمن اهتمامات الكاتب. بالنسبة للاقتباس الوارد على لسان حجيرة بشأن الأعمال التي قامت بها في التنظيم الناصري فقد ذكرت حجيرة بأنها قامت بتلك الأعمال بدافع ذاتي ولم تفرض عليها من قبل التنظيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.