النسخة التعزية من مؤتمر تيدكس العالمي ستعقد في 17 مايو في تعز في هذا العام. مؤتمر حلم به المنظمون من سنوات وبدأوا العمل على تنظيمه منذ حوالي عام. “نشعل الإبداع” هذا هو شعار المؤتمر الذي سيتحدث فيه حوالي 20 شخصاً لينقلوا للحاضرين أولاً ومن ثم للمشاهدين والمستمعين عبر الإنترنت لاحقاً أفكاراً إبداعية وتجارب تدعونا جميعاً إلى تغيير أفكارنا والتأمل في هذه التجارب لحياة أفضل لنا ولمجتمعاتنا. فكرة مؤتمر تيدكس للمشاركة في الأفكار والتجارب هي في الأصل أمريكية لكنها في صنعاءوعدنوتعزوالمكلا قريباً هي يمنية الأفكار، مرتبطة بالإنسان اليمني، بالمجتمع اليمني، وبحاجة المواطن اليمني، وأحلامه بوطن لا يقل قيمة عما سواه، وبمجتمع يملك من المدنية ما يعطي إنسانه الكافي من حقوق الكرامة والمواطنة، والتعليم والصحة. عندما أنظر إلى تيدكس تعز، ومن قبله تيدكس صنعاء، وتيدكس عدن وقريباً تيدكس المكلا لا أرى إلا شباباً يعمل على إضافة شيء جديد، شيء مشرف لنا جميعاً بقالب متميز لا يقل عن أي حدث عالمي يحدث في أي مدينة أخرى في العالم. شبابنا المنظمون لتيدكس ولكل الفعاليات الجديدة التي أصبحت توفر منصات لانطلاق أفكار الشباب بحاجة إلى الدعم، بحاجة إلى التشجيع وهم يعملون على إنجاح هذه التجارب المميزة التي نحن بحاجة إلى تكرارها بأكثر من شكل وقالب. الكثير يؤمل على تعز، ومن وُلِد في تعز، وسكن تعز، وعشق تعز يعرف أنها تخبئ بداخلها كنوزاً ومواهب فكرية وإبداعية، وبيئة ربما تكون هي الأنسب في اليمن لتكون منارة لفكر تغييري وتنويري جديد يعمل على تزكية وتنمية النماذج والأفكار الإيجابية، وتيدكس تعز ما هو إلا خطوة أو فكرة لتجسيد ذلك. تيدكس تعز 2014 فرصة جديدة لمدينة تعز لتضع بصمتها على خارطة التميز والإبداع في اليمن، لكن يجب الاعتراف أن هذه هي التجربة الأولى ولا شك أننا بطبيعتنا النقدية سيكون لبعضنا الكثير من الانتقادات حول التنظيم وهو أمر لا بأس به. فأنا لا أعتقد أن هناك حدثاً في اليمن يسلم من هذا النقد والذي في الغالب لا يأخذ في الاعتبار التحديات التي يواجهها المنظمون. كثيراً ما نسمع الناقد يبدأ بقول “لو كنت أنا المسؤول كنت سأعمل كذا وكذا.....” ليس هناك ما يمنع أن تكون أنت منظم لتيدكس في تعز العام القادم، أو العام التالي، وليس هناك ما يمنع من أن تكون أنت المنظم لأي من الأنشطة النوعية الأخرى التي يمكن القيام بها في تعز. الأهم في النهاية هو أن ينجح شباب ومثقفو تعز وقياداتها في أن يجعلوها منصة للثقافة والإبداع ومركزاً للتغيير والمشاركة المجتمعية. التحدي الراهن لتعز هو في نجاح تيدكس، ونجاح تيدكس يمكن تحقيقه على عدة مستويات، فمستوى النجاح الأول يكمن في تنظيم الحدث وحدوثه في 17 مايو وقد يكون هذا الأمر هو الأبسط، أما مستوى النجاح الثاني فهو أن يتمكن المتحدثون في تيدكس تعز من نقل تجارب وأفكار تنجح في تغيير مفاهيم الحضور والمجتمع المستفيد من التجربة، لكن النجاح الأكبر هو في أن يخرج الحاضرون من تيدكس بشعلة من النشاط والأمل والإيمان بمقدراتهم لإظهار إبداعاتهم وأفكارهم والعمل على تغيير المجتمع كأعضاء فاعلين فيه. سيأتي موعد تيدكس تعز 2014 ويذهب وينتهي الحدث لكن ما سيبقى هو التحدي الذي يواجهه شباب تعز وإعلامها والذي يكمن في العمل بشكل إيجابي، وبناء، والعمل على أصعدة مختلفة وبفرق مختلفة وجهود لا تتعارض مع الهدف الأول والذي يكمن في جعل تعز نموذجاً للتغيير المجتمعي المنشود، نموذجاً لمشاركة المجتمع المدني وقطاع الشباب خصوصاً في صنع الأحداث الإيجابية التي تجعل المجتمع المدني جزءاً من الحل. هل تنجح تعز في أن تخرج من دائرة العنف والفوضى التي تعانيها وتصبح مدينة الثقافة والسلام والنظام المدني؟ هل يكون تيدكس تعز من الأحداث المبشرة التي تضع تعز على أول الطريق؟ وهل ينجح المجتمع في تعز في التضافر لدعم هذا المؤتمر ودعم كل نشاط فكري، وإبداعي؟ بل الأهم هل ينجح التعزيون في أن ينظروا إلى المستقبل الأبعد، المستقبل الأبعد عن السياسة العقيمة والحزبية الجاهلة، والشللية التي تكبل الناس في هذه المدينة؟