انتصرت ثورات الربيع العربي وباركتها الشعوب وتنفست الصعداء وحلمت بعهد جديد لقد ولى عصر الديكتاتوريات العربية ولكن سرعان ماانقلبت عليها الثورات المضادة فحصل انقلاب عسكري في مصر وتنازل الثوار عن حقهم في تونس وتتعاقب ليبيا حكومات بالجملة ومايجري في اليمن هو إنقلاب ناعم متمثلا في الآتي : 1- وجدت الثورة المضادة ضالتها في حكومة الوفاق فبدلا من أنه كان الحزب الحاكم لوحده يتحمل المسئولية أصبح اليوم كل يلقي بالتبعة على غيره وكل مسئول يزعم أنه غير مسئول 2- تفكك الثوار ومكوناتهم فبدلا من أن كانوا يشكلون جبهة واحدة ضد الظلم والفساد نجحت الثورة المضادة في زرع الفتن والبغضاء والشحناء لدرجة تصل الى التحقير والتسفيه والتهميش والإقصاء والتهديد بالويل والوعيد لبعضهم البعض 3- إفتعال الأزمات أزمة المشتقات النفطية , أزمة ضرب أبراج الكهرباء ,أزمة أمنية , وأزمة وراء أزمة بهدف خلق حالة من التذمر لدى المواطنين وقتل أمل التغيير لديهم وسلام الله على أيام زمان 4- تصيق رجل الشارع المسكين لكتابات الصحف الصفراء وإعلام الثورة المضادة فتقلب له الحقائق فيصدقها فهناك أغلبية منهم يصدق أن حكومة الوفاق كلها حق الإصلاح وعندما سئل رئيس الإصلاح عن ذلك قال الله سيسألني عن إثنين فقط هم الذين ينفذون برنامجي وهم وزير التربية ووزير التخطيط أما الآخرين تربطنا بهم علاقات ولكن لاينفذون برنامجنا ونصف الحكومة مؤتمر والمحافظات لم يشملها أي تغيير فمحافظة حضرموت مثلا أكثر من 95% من المسئولين هم مؤتمر شعبي فكيف لانحملهم مسئولية ناهيك عن من يمارس دور المعارضة وهو الحاكم فمالكم كيف تحكمون0 وهذا ليس دفاعا عن الإصلاح وعليهم تحمل مسئولياتهم لكن حتى لانكون ظلمة نحن المظلومين والحل لابد من إصطفاف وطني لكل الخيرين وهم كثير من كل الأحزاب والمنظمات والهيئات والعلماء وغيرهم من رجالات الحل والعقد لينقذوا البلاد من هذا الوضع المزري والعمل على بناء دولة المؤسسات التي تحترم الدستور والقانون وتطبقه بعيدا عن المكايدات والمجاملات والمراضاة والعبث بالمال العام ومخرجات مؤتمر الحوار قطعت شوطا من ذلك وبمقدورهم تحقيق المراد إذا وجدت الإرادة