طالبان في أفغانستان وباكستان وداعش وجبهة النصرة في بلاد الشام وأنصار الشريعة في اليمن والصومال وخلف هذا وذاك تجد ما يسمى القاعدة تختلف أماكنهم ومسمياتهم وتجتمع أفكارهم وأهدافهم فسياسة نشر الفوضى وخلق الصراعات من خلال أعمال القتل والذبح والخطف والاغتيالات وتفجير العبوات واستهداف المدنيين والعسكريين هي السمة السائدة لدى هذا التنظيم الدولي الإجرامي المغلف بطابع ديني بدفع وتمويل من أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية. من سوريا تجلت الحقائق وانكشف قناع الدول التي تطلق على نفسها براعية السلام ومحاربة ما تسميه الإرهاب ثلاثة أعوام في بلاد الشام والولايات المتحدةالأمريكية وحلفاءها تدعم المشروع التكفيري ضد النظام المناهض لها سياسيا ولوجستيا وتسليحيا وفي حين فشل التكفيريون في تحقيق مآرب الغرب أعلنت واشنطن مؤخرا براءتها من الجماعات المسلحة وأدرجت الكثير منها ضمن المنظمات التي تسميها بالإرهابية فيما أبدت بعض الدول الأوربية تخوفها من عودة التكفيريين إلى بلدانهم لتنفيذ اعمال إجرامية كما صرحت به فرنسا وبريطانيا. هكذا هو حال واشنطن وأدواتها في أكثر من دولة فحيثما تجد التكفيريين تجد المشروع الأمريكي ينشط ويتوسع على حساب امن واستقرار البلدان. في اليمن لا يختلف الوضع عما يجري في سوريا أو العراق وحتى أفغانستان فالولايات المتحدة التي تزعم انها تحارب ما يسمى القاعدة نجدها على علاقة وطيدة وكبيرة مع الجهات التي اثبتت الوقائع على الساحة اليمنية انها الداعم الأساسي لما يسمى القاعدة والمشرف على المشروع التكفيري في اليمن على رأسهم مستشار الرئيس للدفاع والأمن علي محسن الأحمر وقيادات قبلية في حزب الإصلاح وكثير من جلاوزة النظام وإذا ما استثنينا وثائق كتاف التي اثبتت ان الأحمر أحد القوى النافذة الداعمة للتكفيريين وما يسمى القاعدة والمظلة الحقيقية لجرائمهم فإن ما شهدته محافظتي صعدة وعمران مؤخرا شاهد حي على أن التكفيريين خاضوا حربا بالوكالة لمراكز الاقطاع والفساد ويعزز ذلك الأحداث التي تشهدها بعض المحافظاتالجنوبية من خلال تشكيك البعض في الحرب المعلنة من قبل الرئيس هادي ضد المجاميع التكفيرية في جنوب البلاد الأمر الذي حرك وجدان البيت الأبيض وهو ما لفت إليه أوباما مؤخرا بقوله إن أعضاء في الحكومة يقفون خلف العناصر التكفيرية فالحقائق باتت تتجلى والمشروع الأمريكي بدأ يضمحل وكلما زادت علاقة واشنطن بمراكز الفساد زاد الناس قناعة انها تقف خلف تلك المشاريع لخلق المزيد من الذرائع لتواجدها العسكري والاستخباراتي في اليمن.