عندما ﯾكون كﻼمك في واد وأعمالك في واد آخر فاعلم أنك شخص متناقض كون أفعالك تناقض أقوالك ، وهذه الحالة التي تُعرف في علم النفس بازدواج الشخصية سببها اضطراب يصيب النفس البشرية ، وقد قيل أن هذه الصورة ذات الوجهﯾن المتناقضﯾن كانت حاضرة في شخصية الملك فاروق بسبب تناقضاته الكثيرة. زعيم حركة العنف أقرب مثال على هذه الشخصية المريضة ، فالحوثي يعيش بشخصيتين متناقضتين ، في الأولى عليه أن يعيش شخصية حفيد رسول الله التقي الورع ، وهذه هي الشخصية المثالية التي يحاول تقمصها والظهور بها أمام وسائل الإعلام من وقت لآخر، يدغدغ من خلالها عواطف البسطاء ليحظى بدعمهم ، وأما الثانية فتوفر له فرصة العيش كسفاح كما يجب أن يكون ، وهذه ينعكس حضورها القوي في سلوكياته ، وما جرائم القتل والتدمير التي ترتكبها ميليشياته الإرهابية ضد أبناء جلدته بشكل يومي إلا تجسيد حي لنزعة نفسه الدموية المتناقضه مع لغة خطابه الدعائي المطعم بنكهة الدين والوطنية. في خطابه الأخير حضر هذا التناقض بشكل كبير وتأكد لنا أن البون شاسع بين ما يقول وبين ما يفعل ، فقد طالب سماحته بتسليم مقر الفرقة الأولى ، والتي لاتتجاوز مساحتها 50 ألف لبنة للدولة من أجل تحويلها إلى حديقة تُزرع فيها الورود ، يلعب فيها الأطفال ، ويلتقي فيها العشاق ، وتناسى أن كائناته البدائية القادمة من كهوف القرون الوسطى والمدججة بما لذ وطاب من أدوات القتل والتدمير تبسط نفوذها على ثلاث محافظات تمثل حوالي ربع مساحة الجمهورية تزرع فيها الموت بدلاً من الورود ، دعى في خطابه الشعب إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية في حين تستخدم ميليشياته الأسلحة والسيارات والتقنيات المستوردة من أمريكا ، دعى إلى مصالحة وطنية بهدف لم الشمل وإصلاح ذات البين ، وفي نفس الوقت يقتل المواطنين والجنود بدم بارد في عمران ، بكل بجاحة يدّعي أن مسيرته قرآنية تباركها السماء وتسير على نهج أهل البيت الأتقياء ، وفي المقابل يسفك دماء المواطنين ويهجرهم من مساكنهم ويفجر بيوتهم وبيوت الله ، طالب بإعادة تشكيل اللجنة العليا للإنتخابات مع أنها أداة من أدوات الديموقراطية المستوردة من بلاد العم سام ، وهو الذي يدّعي محاربته للمشروع الإمبريالي الأمريكي وأدواته ، حتى في مطالبته بإعادة تشكيل لجنة الإنتخابات يعني قبوله بمبدأ الوصول للحكم على أسس ديموقراطيه وهو ما يتناقض مع تأكيده الدائم على أحقيته وحده في الحكم دونما غيره بحسب خرافة الولاية التي يؤمن بها ويقاتل من أجلها ، دعى إلى تحييد القوات المسلحة وحذر من مغبة الزج بها في أتون الصراع معه في حين يتقرب إلى الله بقتل منتسبيها من الجنود والضباط ، زعم أنه يحارب الإرهاب ويواجه التكفيريين ، مع أن الإرهاب في أبهى صوره يتجلى في نهجه التدميري ، انتقد بشده إنتهاك سيادة الوطن وكثرة التدخلات الخارجية في شؤونه ، وتجاهل أن جماعته تمثل اليد الطولى لنظام طهران في اليمن ، ومن أجل تقوية هذه اليد الملطخة بأوساخ الخيانة الوطنية لم تتوان إيران لحظه عن دعمه بالمال والسلاح والخبرات ، وما سفينة "جيهان" المضبوطه إلا غيض من فيض ذلك الدعم ، طالب بتطبيق مخرجات الحوار التي يأتي في طليعتها تسليم السلاح الثقيل للدولة ، وعلى الجانب الآخر يرفض نزع سلاحه وتسليم دباباته وعرباته المدرعه لها ، بالفعل تناقض صارخ بين أقواله وأفعاله!. زيارة الطبيب تصبح ضرورة في مثل هكذا حاله لذا ننصحه بزيارة أحد الإستشاريين في الطب النفسي ليصف له الدواء المناسب مع إيماننا العميق أنه سيفضل ، فيما لو أقر بمرضه ، زيارة أحد المشعوذين عله يعطيه بعض الطلاسم والحروز لإن الجهل وثقافة الكهوف المسيطرة على عقله وتفكيره ستمنعه من طرق باب الطب الحديث طلباً للعلاج.