في شهر ابريل الماضي وأثناء المواجهات التي كانت تدور بين مسلحين حوثيين وقبائل الرضمة أجرى موقع "المصدر أونلاين" حواراً مع الشيخ عبدالواحد الدعام الذي كان يقود مسلحي القبائل وانتهت المواجهات حينها بوساطة قبلية قضت بتسليم المواقع التي يسيطر عليها الطرفان لقوات الجيش. تحدث الشيخ الدعام حينها عن المواجهات الدائرة حينها والأهداف التي ترمي إليها جماعة الحوثي المسلحة من تفجير الأوضاع في تلك المنطقة .
الأسبوع المنصرم تجددت المواجهات بين الحوثيين وقبائل الرضمة بقيادة الدعام بعد أن قامت قوات الجيش بتسليم المواقع العسكرية التي استلمتها بموجب الصلح وشن مسلحو الحوثي هجوما على القبائل استمر حتى يوم الأربعاء قتل فيها نجل الشيخ الدعام، ودخلت وساطة قبلية خرجت باتفاق يقضي على خروج الدعام من المدينة إلى ريف الرضمة، كما قام الحوثيون بتفجير منزله
المصدر أونلاين يعيد نشر المقابلة التي نشرها بتاريخ 21 ابريل 2014
حوار - نصر المسعدي
*لنبدأ أولاً من الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة واندلاع مواجهات عنيفة بين القبائل ومسلحي الحوثي.. من يتحمّل المسؤولية في نقض الصلح ومهاجمة الآخر؟ - الأحداث الأخيرة نحن فعلاً في الفكر هذا يأتي نمنعه من دخول المنطقة ولا نقبله إطلاقاً، لأنه يأتي من أجل أن "يربش" بين الناس، وهم يعتبرون أنفسهم مفضلين على بقية الناس مع أن ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر قامت من أجل المساواة بين الناس والعدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق وكذلك جاء الشباب في مظاهراتهم – يقصد ثورة ال11 فبراير السلمية.
*لماذا الرضمة بالذات دون غيرها؟ - اختاروا الرضمة لأن فيها ثلاث قرى فيها تواجد للسادة ويعتقدون أن كل السادة سيلتفون حولهم، وكنت سمعت حديثاً قبل ست سنوات من أحد الأشخاص من بني المهدي وهو يتناقش مع آخر في إب قال فيه إن أهل المنجر سيأخذون جبل المعصم وأهل الذاري جبل شيزر وأهل العرينة يسيطرون على جبل أزال والمقام وأهل الأحرم وصباح على هيوه والنظر، وبهذا يكونون سيطروا على المنطقة وتمكنوا من التحكم في طريق صنعاء – عدن الاستراتيجي، وهذا هدفهم.
*يعني لديهم خطة من قبل للسيطرة على المنطقة؟ - بالفعل لديهم خطة أدوها من قبل سنوات للسيطرة على جبال المنطقة، وقد قلت لذاك الشخص حينها واحنا القحاطنة يعتبروننا حريم وإلا أيش؟! إذا لم نستطع حمايتها والدّفاع عنها؟
*طيب لماذا عبد الواحد هزام الدعام من يتصدر المواجهة مع مليشيات الحوثي دون سواه برغم علاقته القوية بصالح وكونه قيادياً في المؤتمر الشعبي العام؟ - لست وحدي من يواجه، الناس كلهم هنا يواجهون الحوثيين ولا يقبلون بهم، لأن هؤلاء أصلاً يستفزون الناس ويحاولون الضحك على عقولهم، ساعة يقولون إنهم يحيون يوم استشهاد الإمام علي، ويوم المولد النبوي، ومرة يقولون يوم الشهيد، كل يوم لهم فعالية.
*هل لمحاولات الحوثي تفجير الوضع بالرضمة علاقة بالأحداث التي تشهدها محافظة عمران؟ - بكل تأكيد، فالمسألة - كما قلت لك- مرسومة بمخطط جرى وضعه بإحكام، لو تذكر أيام الجبهة الوطنية فهم يأخذون نفس المسلك ويسيرون بنفس خططها، يأخذون من كل قرية عشرة أشخاص مع فارق أن الجبهة الوطنية كانت ترفع شعار الوطنية وتناضل من أجل الوطن، هؤلاء يعطون أنصارهم مخدرات ويفرضون عليهم تناول الشمة فرضاً في المقرات، ليسوا بعقولهم هؤلاء الذين درسوا في صعدة هم بغير عقول، مخدرين أو مسحورين، يسمون أنفسهم هاشميين وليسوا بهاشميين، هم دُخلاء على الشعب اليمني بكامله. فنحن – اليمنيين- جدنا نبي الله هود خلف قحطان، وقحطان خلف يعرب، واحنا من آل قحطان، جميعاً نحن من العرب العاربة.
*هناك من يتهمكم شخصياً - شيخ عبدالواحد- بأنكم تستثمرون الصراع مع عناصر الحوثي لبناء شبكة مصالح وخدمة أجندات معيّنة وما الشعارات الوطنية سوى للمزايدة؟! - الله المستعان، أنا من الذي قاتلوا في ثورة سبتمبر، وشاركت بفك حصار السبعين يوماً، ولم أكن أتوقع أن أعيش وأخلف أولاد، ونحن نعتبر دماء الشهداء معلقة في رقابنا، دماء شهداء سبتمبر وأكتوبر.
*بمعنى أنتم تنتصرون لدماء شهداء سبتمبر وأكتوبر ووفاءً لها؟ - بالفعل، فالفكر الرافضي إذا ما انتشر في اليمن فسيحرق الأخضر واليابس، وانظروا ماذا يجري في العراق وسوريا وغيرها، ما بش معانا في اليمن مهدي منتظر يخرج من السرداب الكذب حقهم. وقلت لك احنا من نسل قحطان، وإذا قدهم سيعودون يحكمونا ونعود ل"حباب الرّكب" فما احناش عرب.. ولا احنا من أحفاد قحطان بن يعرب.
*هل أنت إخوانياً؟ - أنا.
* نعم. - شوف، هذه التفرقة هي تفرقتهم، يشتوا يقولون مؤتمري معاهم، والله لا يعرفون لا مؤتمري ولا إصلاحي ولا اشتراكي ولا سلفي ولا غيره، يشتوا يسحلوا الناس كلهم.
*لكن هناك وسائل إعلام تتحدث وتقول إن الدعام تحالف مع الإصلاح؟ - والله، أنا قلت الناس كلهم إخواني، فالإخوان والسلفيون والاشتراكيون هم كلهم إخواننا وأبناء المنطقة، بيننا عدو واحد هو الحوثي فقط.
*تحدثت في مهرجان بإب ودعوت مهجّري دماج إلى إب والرضمة تحديداً ما سر هذه الدعوة؟ - ترحيبنا بهم نابع من حق الأخوة، ولأنه لم يحصل أن جرى تهجير أي مواطن يمني إلا في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي، ولا أدري كيف قبل أن يحصل هذا في عهده؛ إلا إذا كان يرى أنه هو الآخر قد جرى تهجيره من عدن عقب أحداث 13 يناير، وبالتالي فلا مانع من تهجير اليمنيين من قراهم، وإلا كيف يقبل تهجير أبناء يعرب بن قحطان من بلادهم من دماج؟
*طيب إذا كان رئيس الجمهورية قد قبل على نفسه وقام بتحكيم مليشيات الحوثي في عمران، فلماذا تقاتلهم أنت؟! - قلت لك هذا واجب وطني، وكان يفترض برئيس الجمهورية ألاّ يقبل ذلك إطلاقاّ، إخراج الناس من مناطقهم وسكنهم أمر مرفوض في كل الشرائع السماوية والقوانين، لم يحصل مثل هذا إلا مع الفلسطينيين حين شردهم اليهود من أرضهم. وسنقاتل من أجل عزتنا وكرامتنا، من أجل أن يعيش أبناؤنا أحراراً لا أن يصبحوا عبيداً يقبِّلون الرُّكب كما يرديهم هؤلاء المارقون.
*هل أنت أكثر وطنية من عبدربه منصور هادي؟ - أكثر وألف مرّة، والله لو كنت في درجته في القوات المسلّحة ما هجّر فرد، والله لو ما بقي فرد واحد ما يتهجّر أبناء دماج من موطنهم، ويقوم الحوثي بتدمير المسجد ودار الحديث، يقاتل الحوثي حتى ينتهي الجيش وأحد واجد. وأقاتل حتى ينتصر الحوثي أو انتصر عليه، الحوثي كان مهزوماً، كان مقطوعاً عليه طريق حرض، طريق حوث، طريق دماج والفضل لأهل دماج أنهم قاتلوا وأوقعوا قتلى بين الحوثيين، ولو كُنت أنا القائد لحركت ثلاثة ألوية فقط، وأقوّم الألوية التي في صعدة. الحوثي كان في أزمة، ولكنّهم فتحوا له الطريق وقالوا له تفضل، دمّر بيوت الأحمر ودمّر الجوامع والمدارس.
*صمت الدولة على ما تقوم به مليشيات الحوثي ألاّ يعد بنظركم خيانة لدماء الشهداء من أبناء القوات المسلّحة والأمن والمواطنين، إن لم يكن قتلاً لمعنويات الجنود المرابطين في تلك المناطق وغيرها؟ - محمد ناصر أحمد الحسني ربما هو منهم أو لديه عرق، وربما يطلع لنا عبدربه هو الآخر من يدري؟ ولو كان الرئيس وطنياً لكان الأولى به أن يبحث عن الثوار وأولاد الثوار، فهؤلاء هم يحكمون اليمن.
*يطمح الحوثي للسيطرة على المناطق اليمنية لإعادة الملكية من جديد ويتحدثون عن الحق الإلهي في ذلك؟ - الثورة قام بها علي عبد المغني من هنا من المنطقة الوسطى، الأبطال الشجعان وضحوا بخيرة أبنائهم، كل أبناء اليمن في الشمال والجنوب، ولا نقول شمال وجنوب؛ لأننا شعب يمني نعيش في جنوب غرب آسيا كُلنا جنوبيون من جنوب الجزيرة العربية، وليس بيننا لا شمالي ولا جنوبي، ولكن هذه المقولة جاء بها الاستعمار، وإخواننا في الحزب الاشتراكي اللي ما يفهموش والهنود.
*إذا كان الجندي يقتل على أيدي مليشيات الحوثي الخارجة عن القانون هناك من يقتله مرّة أخرى بإضعاف معنوياته وتضخيم حجم هذه المليشيات والحديث عن انتصاراتها لدرجة أن الكل بات يسمع وبالصوت العالي تحذيرات من جر الجيش والأمن إلى محرقة في عمران، كيف ترون ذلك؟ - إن شاء الله، ستكون نهاية الحوثي قريبة لا محالة، وسيتم دحره من مناطقنا الوسطى، مناطق الأبطال الشجعان. هم قاتلوا من أجل نجران وجيزان وعسير والوديعة وشرورة، وذلحين لا عد يدوروا لنا لا نجران ولا جيزان ولا عسير، فقط يدحروا لنا الحوثي ونجند أنفسنا وأنا أولهم برغم أنني الآن أسير على العصا، لكن أنا مستعد أن أقودهم، وأكون في المقدمة ونقاتلهم جميعاً..
*وماذا عن الحملات الإعلامية المُمنهجة لقتل الروح المعنوية للجنود؟ - للأسف، بعض القائمين على وسائل الإعلام خونة، وأقولها بكل صراحة، سواء قناة "يمن شباب" أو "اليمن اليوم" أو "المسيرة"؛ أي قناة تجنّد نفسها للدفاع عن الوطن، وكشف فضائح الحوثي هي معانا، وأي قناة على العكس من ذلك فهؤلاء خونة.
*هناك وسائل إعلامية جاءت من أموال الشعب، وهي من تسعى –للأسف- للنيل من مكتسبات الشعب، ويخرج علينا وزير الدفاع ليتحدث عن حيادية قوات المسلحة ووقوفها في مسافة واحدة مع كافة القوى السياسية؟ - احنا معنا أهداف ثورة 26 سبتمبر، الهدف الأول التحرر من الاستعمار والاستبداد ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري ديمقراطي عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، هذه ما دعا له الإخوان إنه المساواة بين المواطنين، الهدف الثاني إقامة جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكتسباتها، واعتقد أن هذه هي مهام القوات المسلّحة.
*لكن هناك من يصوّر الحرب على أنها حرب بين الإصلاح ومليشيات الحوثي، وبالتالي فلا داعي لزج الجيش فيها؟ وفي المقابل يخرج وزير الدفاع ليتحدث عن حياد الجيش ووقوفه في مسافة واحدة مع كل القوى السياسية، كيف ترون ذلك؟ وهل الحوثي حزب سياسي أم مليشيات مسلحة؟! - لا لا، شوف اللي يقول لك إن الحرب هي بين الحوثي والإصلاح هو خاطئ. فالحرب هي بين الشعب اليمني ومليشيات الحوثي الرافضي المجوسي الدخيل على شعبنا. وأما وزير الدفاع محمد ناصر أحمد فكان واجبه أن يقاتل الخارجين عن النظام والقانون، من يقتلون رجاله، يقاتل حتى لو قاتل هو بنفسه، وأن يجنّد الشعب معه.
*كرجل عسكري باعتبارك كبير المعلمين في الكلية الحربية سابقاً، كيف تنظر إلى امتلاك الحوثي الدبابات والمدافع وعربات ال"بي أم بي"، وغيرها؟ - يعلم الله، عندما كنا ندرب الضباط والجنود في الكلية، كُنا نقول لهم إن الجندي يقاتل حتى آخر نفس ولا يترك أي قطعة سلاح ليستفيد منها العدو، وإذا قد هو على وشك الأسر فيدمّر الدبابة والذخائر حتى يصل إلى سلاحه الشخصي ويدمّر أجزاءه، لكنها الخيانة، ولم أرَ جيشاً يخرج الجندي فيه ب"البريه" ويظهر على وسائل الإعلام بأنه معتصم سلمياً. هؤلاء هم من يقتلون الضباط والجنود وهم من قتلوا أحمد شرف الدين وجدبان وحاولوا قتل الوزير.
*طيّب، أن يخرج أحد قيادات المكتب السياسي ل"أنصار الله" ويتفاخر على الملأ بأن مليشياته قتلت خلال الحروب الست 60 ألف جندي من أبناء القوات المسلحة؟ - الله المستعان عليك، تقول "أنصار الله" هؤلاء "أنصار الشيطان"، وليسوا "أنصار الله"، هؤلاء عرق خبيث وسيذكر كل أبناء اليمن إذا لم يقاتلهم كل مؤتمري وكل اشتراكي وكل اصلاحي فهو عدو للشعب اليمني.
لم ترد على سؤالي؟ - هؤلاء هم كذابون وتلفزيونهم قناة "المسيرة" كاذبة.
*لا هو لم يظهر في "المسيرة"، قال ذلك في مداخلة لبرنامج "ما وراء الخبر" في قناة "الجزيرة"، وكان الهدف من ذلك إيصال رسالة مفادها "إذا كنا قد قتلنا هذا العدد في الحروب السابقة بظروف معيّنة فإننا اليوم قادرون على قتل المزيد وفي ظروف صرنا فيها أكثر ملائمة"؟! - هذا جُزء من الحرب الإعلامية وتخويف الناس وتقتل المعنوية، والله لو يقول إنه قتل مليوناً، فأنا وكل أولادي وأولاد أولادي وأصحابي وهم بالآلاف وكل أبناء المنطقة ينتهوا جميعاً سنقاتل حتى ننتهي.
*من أين تتلقى الدعم؟ - ليس لدينا أي دعم من أي جهة، ولو أبيع كل ما أملك، وأبيع جنبيتي هذه، ولو يصل الحوثي إلى الذاري سوف نقاتل حتى آخر نفس وتغمض عيني.
*ولكن هناك من يقول إنكم تتلقون دعماً من علي محسن وحميد الأحمر؟ - سنشكر كل من يقاتل الحوثي، ويقف إلى صفنا في سبيل ذلك، ومن لم يقاتل الحوثي سنقاتله مهما كان، وأقول للجميع الإصلاح والمؤتمر والسلفيين إن من تعاون مع الحوثيين فهو عدو للشعب اليمني.
*حتى لو كان علي عبدالله صالح الذي كان تربطكم به علاقة قوية في السابق؟ - حتى لو كان علي عبد الله صالح..
*يتهمكم البعض بأن محاربتكم للرافضة أو من تصفهم بالمجوس بهدف كسب مصالح ذاتية والبحث عن زعامة، وما رفعكم لمحاربة المد الرافضي الهدف منه ليس سوى تشويه صورتهم سياسياً؟ - لا أعمل لأجل نفسي، فأنا اليوم - كما قلت لك- أسير على العصا ولا أبحث عن زعامة، فقط أقاتل كبقية هؤلاء الأفراد الذين بجانبي، ومستعد للتضحية بكل ما أملك، وأقاتل حتى آخر قطرة من دمي أنا وأولادي وأولاد أولادي.
*طيّب، دعوت في إحدى المناسبات الإصلاح والمؤتمر إلى نبذ الخلاف والمكايدات السياسية ورصف صفوفهم لمحاربة المد الرافضي، هل لاقت هذه الدعوة رجع صدى من قبلهم؟ - والله من كان حراً هو سيتسمع للكلام، واعتقد أنها لاقت صدى في المنطقة. فالكل توحدوا على رفض هذا الفكر الدخيل، اصلاحيين، سلفيين مؤتمريين، اشتراكيين، كلهم توحدوا، وهم القادة كلهم، وهم الذيي يقاتلون.
*هناك من يتحدث عن تبدل المواقف وتشكل تحالفات جديدة؛ الشيخ الدعام كان من قيادات المؤتمر وأنصار صالح، صار اليوم حليفاً للإصلاح وعلي محسن، هذا حديث طاغٍ بقوة هل نشهد تحالفات جديدة بالفعل - كما يُقال؟! - شوف أنا حليف لكل من قاتل الحوثي ووقف إلى جانب الوطن.
*صحفي موالٍ للحوثي قال إن دعوتكم لمهجري دماج إلى المجيء إلى المنطقة كانت مجرد دعوة مبطنة هدفها إدخال من يصفهم بالتكفيرين إلى المنطقة؟ أو بمعنى آخر أنت تتحالف مع القاعدة؟! - هذا كذب وافتراء، وليس هناك من ينهج التكفير في المنطقة. وأنا سبق وأن قلت إن أي واحد سيقاتل الحوثي من أي طرف كان أنا معه. فالحوثي هو عدو الشعب اليمني الأول؛ لأنه يريد أن يعيد الإمامة والاستبداد وحبّاب الركّب، وهو فكر فارسي مجوسي دخيل لا يمت إلى التربة اليمنية بشيء.
*لكن إدخال التكفيرين إلى المنطقة مشكلة أخرى أيضاً؟ - ما بش عندنا تكفيرين، ما كفره ويهود ونصارى إلا هم من يحاربون القرآن ويفجرون المساجد والمدارس ويقتلون النفس التي حرم الله بغير حق.
*قد تكون محاولة لدمغكم بالإرهاب واستدعاء الخارج وطائرات بلا طيار؟ -جدنا نبي الله هود، أما بالنسبة لهم فإذا كانوا من "الرس" فيتفضلوا "الرس" قدامهم، وإذا كانوا قد جاءوا من إيران فإن طهران أمامهم، أما نحن فأبناء حمير وكهلان، أبناء الشعب اليمن سيقاتلون هذا النجس الخبيث أين ما كانوا، ونقف ضد المذهب الذي جاءوا لنا به من إيران. وأقول للإخوة في المذهب الزيدي: الله المستعان عليهم، يقاتلون على مذهبهم من هؤلاء الذي جاءوا لتحريفه وتشويهه. فاليمينون كانوا قادة العالم وسادته، ولا يصح أن نعود عبيداً للمجوس.
*باعتباركم شخصية عسكرية كيف تقرأ مستقبل الحركة الحوثية في اليمن؟ - مليشيات الحوثي منتهية إذا توحّد الشعب اليمني، ولا مستقبل لهذه الحركة العنصرية، فهي تحمل عوامل اندثارها بيدها، طالما وهي تقف في مواجهة تطلعات الشعب اليمني وتدمير مكتسباته.
*لكنها أصبحت قوةً على الأرض وتفرض نفسها كأمر واقع؟ - ليس هناك قوة أكبر ولا أعزّ من كبرياء وكرامة الشعب اليمني، فهو سيقاتل على دينه ووطنه وبقائه في الوجود، ولن يقبل بأي فكر دخيل قادم من كهوف الجهل والتخلّف.
*قرأت لكم حديثاً وصفتم فيه الحوثي كبيت العنكبوت؟ هل يُفهم من هذا أن ثمة تهويلاً وتضخيماً لقوة الحوثي؟ - هم أوهن من بيت العنكبوت؛ لأنهم يعتمدون على التضليل الإعلامي ونشر الشائعات والأكاذيب، أما قوة الشعب اليمني فتنطلق من إيمانه بالله. والمذهب الرافضي إذا دخل اليمن تعرفون وستذكرون في المستقبل، فهم يذبحون الأطفال مع أمهاتهم في العراق، يكفي ما يحدث في العراق، وما يجري في سوريا.
*لماذا لا تقوم الدولة بنزع السلاح من أيدي مليشيات الحوثي وإخضاع صعدة لسيطرة الدولة؟ - ندعوا أبناء الشعب اليمني بكامل فئاته إلى التوقيع على نزع سلاح هذه المليشيات ومسألة نزعها ليس سوى مجرد وقت، وستُسحب شاء الحوثي أم أبى.
*المشروع الوطني الجامع الذي ارتضاه الشعب وخرجت به كافة القوى السياسية اليمنية والمتمثل بمؤتمر الحوار الوطني... - لا سبيل أمام اليمنيين سوى الحوار والقبول بمحرجاته، ونحن قد رضينا بهذا. وقد كان الهدف الثالث أو الرابع من أهداف الثورة هو العمل على تحقيق الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية الشاملة. فالإسلام قام من هنا من اليمن. واليمنيون هم سادة العالم، فهم من فتح بلاد الشام وأفريقيا وفارس وغيرها. حتى ولو إخواننا في السعودية اليوم بيزفروا أشقاءهم المغتربين من أبناء اليمن متناسين أن إخوانهم الذين ضحى أجدادهم من أجل الاسلام ونشره فتحوا الأمصار شرقاً وغرباً. ففي معركة القادسية قتل ثلاثين ألف يمني، ووصل أسعد الكامل إلى بلاد السند والهند، وسُميت سمرقند التي هي في الأصل "شمر قند" نسبة إلى القائد اليمني شمر يهرعش، والبربر في شمال أفريقيا من أبناء اليمن حمير بضاعة، وأقول وأنصح إخواننا في صعدة فهم حميريون بضاعيون، ناداهم يزيد بن معاوية: "يا حمير بضاعة ندخلكم في نسب بن بضاعة معد بن عدنان، مشروا السيوف حقهم وقالوا: يا أيها الداعي ادعنا وأبشر وكن بضاعياً ولا تهدر جدنا الهجان الأزهر بضاعة بن مالك بن حمير ذات النسب المعروف غير المنكر ومن كذب فلينتصر ومشروا سيوفهم يريدون أن يقتلوه، فاليمنيون لهم سمعتهم وكرامتهم ولن يقبلوا بأن يكونوا عبيداً.