عندما يتحول الدين إلى مطية سياسية تتغير المبادئ وتتراجع القيم الفردية تتراجع أيضا خلفها قناعات القاعدة الشعبية حينها تتهاوى القيم التى تأسست عليها العقيدة الحزبية وتحدث الفجوة بين القمة والقاعدة عندها فقط اذا انفك العقد تتبعها حبات العقد حتى النهاية. القاعدة الحزبية هي الترجمان القارئ للقيادات المربية والسائسة حينما يتعمم السلوك وتتشابه النسخ ولربما في الحزب نفس التفكير والسلوك ونفس المسحة الإبراهيمية – تقليد وجهل واستنساخ واستتباع – فقط هنا تمتهن العقليات وتؤدلج القناعات وتغيب الشخصية وعندما تذوب القدسية القرآنية في عقل المفكر الحزبي أو العقل البشري المعصوم فوق عصمة الأنبياء ستجد الدين براجماتيا وهكذا أحزاب وطوائف اليمن حالاتها النفسية تتلون عند الضربات و تتغير المبادئ إذا اهتزت المصالح لسان حالها " يا لثارات خيبر" و تحت قاعدة مفسدة صغرى ومفسدة كبرى ودرء المفاسد وأخف الضررين وأعظم المفسدتين اجتهد الساسة وساسوا الناس بجهالة ومع هذا عندما يكتب ستجده وصيا عليك عندما توافقه الرأي وتدافع عنه يمنحك وسام المثقف وعندما تخالفه ستكون من الضالين والمغضوب عليهم بينما الأصل أن المبادئ لا تتجزأ كما لا تقدم المصالح على المبادئ مهما كان الثمن . فالمبادئ والكليات تستمد شرعيتها من الوحي عبر منهج الاستقراء وتدور في رحاها اجتهادات الفقهاء باعتباره من العقليات التى تدور في رحاب المبادئ و عندما تتعارض فيما بينها تضر بالمبدأ مما يضر بالدين ويغير القناعات الى ردة سياسية فاجتماعية فعقائدية وهنا يولد فقط علماء التبرير وفقهاء التغرير للحزب والسلطان. هكذا سلكت نماذج الأحزاب اليمنية رفضها المطلق للآخر والعقل والحوار و كل له جيناته الوراثية التى تفوق جينات النسب والعرق والابوة عقيدة الدمج المطلق بعقلية القائد الملهم مالك الحقيقة و وريث المقدس وظل الله في أرضه .. ثيوقراطية العصر الحديث القومجية والإسلامية . و كأن دهيماء العالم تمركزت في اليمن وتفردت إعجازا علميا في صناعة نسخ متشابه مخالفين القاعدة الإنتاجية " مشتبها وغير متشابه" نفس القوالب الفكرية والمنتجات الحزبية والتنظيمية . هكذا الأحزاب اليمنية والطوائف والعقائد تنتصر وتستقوي عندما تمتلك مقومات النصر لتنتقم وتحاسب بينما منطقة العفو هي منطقة الوهم " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " وهذه الثقافة الحزبية تطرد أي مغرد خارج السرب.. خارج التنظيم ليس معنا وإن صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل من ذبيحتنا بين قوسين ( ليس في عنقه بيعة) وخارجا عن سفينة النجاة والمطلوب " الجندية والطاعة العمياء" وحال الدهيماء و أنا إلا من غزية . القرارات الحزبية مرهونة بنفسيات القائد الملهم والنفسية الأمنية والقبلية المعاندة المتعجرفة و لها أبعاد نسقية مرتبطة بطبيعة التكوين والتربية الاجتماعية والمحاضن الحزبية و التي أعطت للعيب الاجتماعي مفهوما مقدسا فوق اعتبارات الشريعة والمبادئ الكلية وأرتقى الأشخاص إلى صفات المقدس فوق النصوص المقدسة فلا مجال للاجتهاد ولا حاجة لاختلافكم فالدهيماء لا تتعلم وعليها أن تبقى في محاضن الأمير والسلطان والرئيس أينما يوجهها لا تأتي بخير . ولا اجتهاد في الأمر" فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة. فالأحزاب اليمنية وأعلام الفقه والقضاء مجموعة عوائل قبلية أسرية مرتبطة بفئات معينة توارثوها مهما قل علمهم فالدين وراثة محتكرة كما أن المناصب الحزبية متوارثة و الحكم والسلطة متوارثة بل إن الجامعات الإسلامية في اليمن فقط تتوارث في بيت واحد ..والنتيجة الحتمية أن الثورة لم تكن ضد العقليات الحزبية والسلطوية المستبدة و إنما هي ثورة على الشعب لماذا لم يصبر الجوع وسلب كرامته ويحتمل العذاب ..والدليل على ذلك ان الضحايا من عامة الشعب بينما اختفى الأتقياء الملعونون من ذوي السلطة والقول في الحزب والسلطة والقبيلة في أبراج مشيدة . فتبا للدهيماء أتباع كل ناعق و التى لم تستطع إسقاط سجن الباستيل وإخراج الثوار حتى الآن من سجونهم تبا لها فقد أضحت مشغولة على موائد المحسنين المستعلين. وهكذا تتجسد المعادلة الرياضية التى ليس بإمكاننا نحن حلولها ولو أطلنا مجالس القات الملعون في القرآن وتعاقب الليل والنهار ولو اصبح سرمديا. المعادلة الأولى. اذا كانت علاقة الإصلاح مع النظام السابق يساوي طاعة ولي الأمر ... والنتيجة حرب 94م فلماذا كانت التحالف مع الانفصاليين والقومجين ضد النظام العائلي "عفاش" والنتيجة ثورة شعبية. فإذا كانت القضيتان صائبتان فلماذا التحالف الجديد مع السلطة والخروج عن مبادئ الثورة . والنتيجة: إذا كان تحالف المؤتمر مع الإصلاح ضد الاشتراكي قضية صائبة فإن تحالف الإصلاح مع الاشتراكي في الثورة ضد المؤتمر قضية خاطئة أما أن يكون تحالفا جديدا بين المؤتمر والإصلاح بعد الثورة وشهداء الثورة فإن القضية تكون غير منطقية وهل ينطبق على الأحزاب هجاءه الشاعرة: وفي هوازن قوم فيهم خبث .... : إن لم يغدروا خانوا المعادلة الثانية: اذا كان حرب "علي صالح" على الحوثية قضية صائبة فإن تحالف "علي صالح " معهم بعد الثورة قضية خاطئة أما أن يكون صالح مع الوحدة والحوثية مع الانفصال فإن القضية مستعصية. أما بقية الأحزاب القومية فهم يقولون ما ليس في قلوبهم وقت الشدائد يتميز الخبيث من الطيب وفي النهاية إذا كان هؤلاء مصائب بعضها فوق بعض فلا داعي للتحزب والشخصنة والقبيلة فجميعكم ستختمون قراءة الفاتحة بعد ولا الضالين ب" سلام الله على عفاش". *كاتب ومحلل سياسي