تعز ليست حكراً على قوة سياسية دون أخرى, ومن يتكلم عن تعز وكأن لها طابع خاص يمنع قوى سياسية يمنية محددة من الانتشار -لأن منشأها في شمال الشمال- فانه قد يبرر لمن يقول عن صنعاء أو عدن نفس الكلام ويهاجم قوى سياسية أخرى فقط لأن موطنها الأصلي أو منشأها كان في تعز أو أي محافظة أخرى. خصوصية تعز في أنها مدنية يرفض اهلها السلاح والمليشيات أو المجموعات المسلحة, وعلى كل القوى السياسية -دون استثناء- أن تستوعب تلك الخصوصية, وان تراعي في عملها السياسي في تعز ذلك البعد ما لم فإنها ستخسر نفسها. استغرب من بعض الكتابات التي تستنكر على ابن تعز المنتمي لأنصار الله أن يحمل السلاح في نفس الوقت الذي يتم تمجيد -أو السكوت عن- مليشيات بعض التيارات السياسية والدينية الأخرى ومليشيات صادق سرحان وحمود المخلافي على اعتبارهم فرعاً لهيئة أنصار الثورة ووكلاء حصريين للجنرال علي محسن, ومن الجدير ذكره أن تلك المليشيات كانت السباقة في جر تعز الى مربع العنف والسلاح, وهنا يمكننا التساؤل: ماذا يحمل حمود المخلافي وصادق سرحان اثناء تجولهم ومرافقيهم؟ هل يحملون أغصان الزيتون مثلاً؟ هل الأسلحة التي بحوزة المجموعات الوهابية السلفية تتناسب ومدنية تعز؟ النغمة المناطقية المذهبية التي تظهر في كتابات البعض والتي تتجاهل الاطراف المسلحة الاخرى, وتتجاهل الاعتداءات والاغتيالات التي طالت كوادر انصار الله من ابناء محافظة تعز تثير الاستغراب -وكان آخرها اغتيال الناشط "بسام الجنيد"- وكأن الانتماء لحركة انصار الله -في نظر هؤلاء- ينزع عن التعزي تعزيته, لذا لا تجد تلك الأقلام مُشكلة في سلاح الاطراف السياسية والجماعات الدينية الأخرى. يجب نزع السلاح من الجميع, انصار الله, سلفيين, اخون مسلمين, مؤتمريين, او على الأقل يتم منع التجول بالسلاح, لتعود تعز كما عهدناها. على محافظ تعز ومدير الأمن وكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية أن تُعلم مُختلف الأطراف السياسية أن مدينة تعز يجب أن تكون خالية من المسلحين, وانه لن يتم السكوت عن اي مجموعات مسلحة بعد اليوم, وخصوصاً بعد أحداث الأمس أثناء أحياء يوم القدس العالمي 25 / 7 / 2014 م. التوازن والعدالة في تطبيق القانون على الجميع هو ما سيمنع تعز من الانجرار الى مربع العنف, اما الخطاب الطائفي أو المذهبي أو المناطقي سيوتر الأوضاع أكثر وسيتسبب في احداث مزيد من الشروخ في النسيج الاجتماعي الوطني. يجب التحقيق بجدية في أحداث الأمس وتحديد الجناة وابلاغ الاطراف السياسية التي خاضت الصراع بالأمس ان عليهم تسليم عناصرهم المتهمين الى النيابة العامة, والجهة التي تمتنع عن ذلك سنهاجمها جميعاً حتى لو كانوا من أنصار الله. بالعدل والقانون فقط ستستعيد تعز هدوئها وسكينتها. وأخيراً اتمنى من الجميع التأني قبل اصدار الأحكام وأن لا يتعصبوا بدوافع غريزية مناطقية او مذهبية, وعليهم ان يستمعوا الى وجهة نظر كل الأطراف قبل أن يتخذوا موقف محدد. [email protected]