اذا كان الحكم في اليمن كما قال الرئيس السابق علي عبد الله صالح عندما كان في الحكم ان كرسي الرئاسة محفوف بالمخاطر والبقاء في منصب رئاسة الجمهورية مغامرة مميتة كمن يرقص على رؤس الثعابين، ومما شك فيه ان الرقص على رؤس الثعابين مخاطرة خطيرة جدا تكون نتيجتها الموت في أي لحظة اذا ما تمكن ثعبان من الثعابين السامة من لدغ قدم الراقص في لحظة عابرة من الزمن. في ظل وضع هو اشد خطرا واكثر تعقيدا من عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح تقلد الرئيس عبد ربه منصور هادي منصب رئاسة الجمهورية، وهذا ما يحتم على الرئيس هادي ان يجيد الرقص على رؤس الثعابين ببراعة ومهارة وخبرة اكثر بكثير من براعة سلفه السابق، لان الثعابين التي يرقص على رؤسها الرئيس هادي هي اليوم اكثر عددا واكبر حجما واشد سمية من الثعابين التي كان الرئيس السابق يرقص على رؤسها. ان ثعابين اليوم خطيرة جدا من ثعابين العهد الماضي، لانها اليوم في اشد نشوتها وقمة تعطشها لالتهام فريستها خصوصا وان ثعابين اليوم تتصارع فيما بينها ويستعد كل منها للقضاء على الاخر والاستئثار على اكبر قدر من الطعام الموجود والذي لم يعد كافيا لاشباع كافة الثعابين، ولذا فان على الرئيس هادي ان يرقص على رؤس هذه الثعابين بحذر وبطريقة ترضي جميع الثعابين كي يتجنب غدرها ومكرها لانها لن ترحمه اذا ما رأته يميل الى احدها او يؤثر ثعابين على ثعابين اخرى. ان محنة الرئيس هادي هي اصعب بكثير من محنة اسلافه ولذلك ليس من الصواب توجيه اللوم للرئيس هادي عن كل ما يحصل من احداث وعنف وفساد وحروب في البلاد، لان ثعابين اليوم في حالة صراع مستمر مع بعضها البعض لدرجة ان الرئيس هادي بات حائرا كيف يوقف صراع هذه الثعابين، لانه لو مارس ضغوطا عليها او على بعض تلك الثعابين فربما يتعرض للدغة قاتلة منها، ولذا فان الرئيس هادي يتعامل بحذر شديد مع هذه الثعابين السامة تقديرا منه لخطورتها وخطورة المرحلة الراهنة التي تعيشها هذه الثعابين. انني اشفق على الرئيس هادي كثيرا وهو يتعرض لانتقادات لاذعة من هنا وهناك، ثم انني ارى ان كثيرا من الانتقادات التي توجه للرئيس هادي في غير محلها وانما جاءت نتيجة غضب بعض الاطراف التي تريد من الرئيس هادي ان يكون رئيسا خاصا بها وبمصالحها وليس رئيس للشعب اليمني، لذلك ليس من العدل ان يلام الرئيس هادي على كل ما يجري ويحدث في البلاد او ان يتحمل تبعات تصرفات الاطراف المتصارعة والمتناحرة وما ينتج عنها من ويلات ومآسي، وفي الختام نقول اعان الله الرئيس هادي على هذه الثعابين السامة وحفظه الله من لدغاتها