تمر بلادنا اليوم بمرحلة تاريخية فاصلة وخطيرة للغاية.. ويتمثل هذا الخطر في مشروع حرب طائفية مذهبية عرقية دموية مدمرة لا تبقي ولا تذر. وقد تكاثف هذا الخطر في صورة تآمر هو الأخطر من نوعه في تاريخ اليمن الحديث و المعاصر. والملاحظ ان المجتمع اليمني بات اليوم منقسماً اكثر من اي وقتا مضى.. ولم يعد الانقسام سياسياً كما كان قبل العام 2011م بل بات انقساماً جهوياً ومذهبياً وفئوياً..ما يعني ان نسيج المجتمع اليمني بات على المحك وقد يتفكك لا سمح الله باي وقت و باي لحظة..وبشكل فضيع ومخيف.. ولن يسلم من هذا التفكك احد..اياً كانت قوته ومكانته.. ولا يستطيع احد التنبؤ بكيف ستكون عليه الامور في المستقبل القريب، والى أين سنذهب نحن اليمنين في ظل المتغيرات الراهنة؟! والحاصل ان الحوثيون جزء لا يتجزأ من هذا الوطن ..ومن حقهم المشاركة في الحكومة والتعبير عن مطالبهم وحقوقهم المشروعة " سلمياً" لكن ليس من حقهم رفع السلاح في وجه الدولة واقلاق السكينة والامن الوطنيين. كما ومن حقهم ان يرفضوا اي قرار لكن كما اسلفت ليس بحمل السلاح وحفر المتاريس وقطع الطريق وارهاب الناس، وانما بالطرق السلمية والنضال السلمي والحضاري المشروع والمعمول به في الدول التي الديمقراطية الحقيققة. فكلنا على اختلاف مشاربنا وانتمائتنا لسنا راضون ولا بنسبة 1% على اداء الحكومة الحالية لكن لا نكون مزايدين فالحكومة الحالية لم تستلم زمام الامور والاوضاع مستبتة ومستقرة وكأننا في السويد مثلاً او بفينا حتى نطلع وننضر ....نحن كنا في وضع صعب اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً منذ قبل العام2011م لكن ما حصل هو ان الاوضاع تفاقمت بسبب عدم الاستقرار السياسي والامني والذي بدوره القى بضلاله على الوضع المعيشي والاقتصادي ..فالتنمية تراجعت والاستثمار انضحمل ، وفرص العمل ضعفت والتنمية تراجعت بشكل كبير وصرنا فيما نحن فيه الان. الى ذلك لسنا مع تحميل الشعب فوق طاقته.. من حيث رفع اسعار المشتقات النفطية كما حصل من خلال اقرار الجرعة لكن معالجة مثل هكذا امور لن يكون بالعنف . اليمن اليوم تعيش اوضاع غاية في الصعوبة وما احد يقدر يحتمل تردي الاوضاع فوق ما قد هي متردية ..استخدام القوة سيواجه بلا شك بقوة مماثلة بغض النظر عن من سيبدأ ومن سينتهي ومن الخاسر ومن المنتصر..اي مواجهة لا سمح الله ستشهدها البلاد لن ينجو منها احد ..الحرب دمار ونارها ستكوي الكل ولن يسلم منها احد مهما كانت قوته وضعفه.. اذن علينا ان نترك لغة السلاح جانباً، وان نغلق الانفاق والمتارس، ونضع معاول الهدم والتدمير جانباً، ونحمل معاً معاول البناء والتعمير، والتنمية والتطوير، فالبلاد بحاجة الى جهود الجميع وتضافر الجميع من اجل الخروج من الازمات الراهنة، والمشكلات الطاحنة التي تعصف بها من كل جانب. [email protected]