ثلاث سنوات مضت على انتفاضة الدول العربية فيما عرف حينها بالحراك العربي شهدت خلاله الكثير من التغيرات والصراعات على مستوى الدول التي شهدت الثورات التغييرية حيث كانت اليمن إحدى دول الربيع العربي التي انطلقت فيها الثورة للمطالبة بالتغيير وإسقاط نظام الحكم فيها من أجل الحرية والكرامة والعدالة بعد فترة حكم عسكرية مارس فيها الرئيس " علي عبد الله صالح " الظلم والفساد في كل مفاصل الحياة ، وحين خرج شباب اليمن وكل القوى التي التي آزرت هذا التغيير تم مواجهتها بالعنف والقوة من قبل النظام في محاولة لإفشال الثورة لتقوم الأحزاب بركب قطار الثورة ومن ثم الإستئثار بها والالتفاف عليها مما حولها إلى أزمة خلاف سياسي في نهاية الأمر وهو ما لم يرضى به الشباب ومعهم فئة كبيرة من الشعب اليمني التي تريد الحرية والمواطنة المتساوية ومحاكمة الفاسدين وتقديمهم للعدالة ، لتأتي المبادرة الخليجية معلنة المحاصصة السياسية لقوى الحزبية والحصانة للفاسدين والقتلة معطيةً غطاء قانوني ومبرر لفشلهم وظلمهم وقتالهم واغتصاب للثورة من جديد وعودة النظام السابق للحكم ولكن بوجه آخر ليمارسوا ألاعيبهم ومكرهم بحق الشعب وإسكات لصوت الحرية والمطالبة بالحقوق العادلة . بعد انطفاء الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا بفعل التدخلات الخارجية في سياسة هذه الدول بما يخدم سياستها وأجندتها ومخططات الغرب ، حيث شاهدنا تدخلاً سعودياً وقطرياً وتركيا أضف لذلك التدخل الأمريكي والصهيوني في مرحلة الحراك العربي مما حول الربيع العربي إلى تحقيق مصالح شخصية وأطماع خارجية للغرب بفعل التواطؤ من قبل الأنظمة السابقة بماقبل ضمان عدم محاكتها أو القضاء عليها وعزلها وبالتالي تحولت هذه الدول إلى دول منتهكة السيادة ، تخدم المخطط الصهيوني والأمريكي بنفس الوقت بمقابل عودة الأنظمة المستبدة لمزاولة الحكم من جديد ولكن بشعار التغيير لمداعبة الشعوب واستعطافها وهذا ما جعل الشعب اليمني يرفض هذه المحاصصة واللعبة القذرة في عودة النظام السابق أو التظاهر بالتغيير والتجديد ولكن بنفس الوجوه والسياسة السابقة للنظام السابق ، مما دفع بشباب اليمن ورجالها إلى العودة من جديد إلى ميدان الثورة للمطالبة بإسقاط الحكومة وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية التي تخدم المواطن وتكفل له العيش بحرية وكرامة ، وهو ما جعل القوى التقليدية السابقة تتحالف من جديد لإطفاء وهج الثورة من جديد لكن صوت الشارع بدء ينتفض من جديد وبقوة ضد الفساد والظلم ، مما جعل الرئيس اليمني يتقدم بمبادرة معلناً إقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية يتم اشراك جميع المكونات والقوى السياسية فيها وفق للكفاءة والتخصص مع تخفيض للجرعه بشكل طفيف ولكن هذا لم يرضى الذين خرجوا في الساحات والميادين في صورة تصحيح وثورة من أجل المواطن والعيش الكريم ، كون تلك التغييرات التي اعلنها الرئيس لم تلبي مطالب الثوار ، بل مازلت تخدم أصحاب النفوذ والاقتصاد بينما المواطن العادي يتجرع الفقر والمعاناة ولذا فالثورة في اليمن مستمرة وقائمة حتى تحقيق كل مطالبها دون أي تراجع أو مقايضة بل ثورة من أجل اليمن ومحاربة الفاسدين وعليه فإنها دعوة للدول العربية الأخرى أن تكون كاليمن من أجل استعادة ثوراتهم المسروقة وتحقيق طموحات وتطلعات شعوبهم التي ضحت بالكثير من ابنائها في سبيل التغيير والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية . لتعلم الشعوب جيداً حجم التدخلات الخارجية في سياستها خصوصاً ما نلاحظه من تدخل للسعودية في الشأن اليمني والتحكم بكل مقوماته وإدارة العملية السياسية فيه بما يخدم مصالحها ، وعلى الطرف الآخر تتواجد قطر وتركيا في اليمن من خلال دعم بعض الجماعات بهدف الإضرار بأمن ومصالح اليمن وتحقيق مكاسب في سياستهم الخارجية على حساب اليمن وأبنائه .