وأنا أتتبع مجريات الأحداث والمتغيرات السياسية والإجتماعية والإقنصادية والثقافية التي يمر بها وطننا تحت مظلة الحرية والديمقراطية فإنني أجد أن الديمقراطية والفوضى في بلادنا قد أصبحا صنوان يلازم كلا منهما الآخر قد أجد لرأييي من يعارضه قليلا وقد أجد الكثير ممن يتفقون معي في ذلك لأن هذه الفوضى من وجهة نظري الشخصية يخلقها أصحاب ضمائر شريرة تتوفر لهم كل السبل الممكنة لتحقيق هذا الشر وإذا ما تعطلت هذه الوسائل والممكنات تتحول شرورهم الى فوضى ودمار لأن مصالحهم لا تتوافق شكلا ومضمونا مع القانون أو التوجهات السليمة والضمائر الحية فمنهم يخلق المجرم والفوضوي ومنهم تنتج الأزمات والدمار . ما يجعلنا من منطلق الواجب والمسئولية الوطنية كمنظمات مدنية أو أحزاب سياسية شابة ما زلنا في مهد السياسة ولم نبلغ بعد مركز القرار السياسي في سلطات الدولة أن نتعرف على عدونا الحقيقي عدو وطننا وشعبنا عدو أمننا وإستقرارنا وتنميتنا عدو حاضرنا ومستقبلنا بكل تجرد وحيادية بكل أمانة ومسئولية بعيدا عن التبعية العمياء للمال أو الطائفية أو الحزبية طالما كنا وما زلنا نتغنى بإسم التغيير والحرية والتقدم والإزدهار كي تظل راياتنا مرفوعة وأصواتنا مسموعة وأفعالنا مقبولة بعيدا عن كل أشكال التبعية العمياء أو المصالح الذاتية على حساب مشاريعنا الوطنية مهما كانت المعاناة والعوائق التي تعترض طريقنا فما كانت معاناتنا من السلاح والدمار والإرهاب إلا لأننا قسمنا أنفسنا طوائف وأحزاب وجماعات كلا منا يبحث عن المصلحة دون سواها . وبالإشارة الى ما ذكرته آنفا نتسائل ما دور الكثير من القوى والأحزاب في التعامل مع هذه الأزمات والفجائع والدماء التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا بسبب الكثير ممن يبيعون أنفسهم هنا أو هناك بثمن بخس في سبيل المصالح الذاتية على حساب الوطن والمواطن جعل منهم سجناء في معتقل المصلحة الذاتية على حساب مبادئهم وأهدافهم وتوجهاتهم ليس التعاون عيبا ولكن العيب أن تنحرف التوجهات الوطنية عن مساراتها الحقيقية وأن تستسلم النفوس المريضة للإملاءات المفروضة لما شابها من ضعف وهوان كان لأنها لا تقبل الشراكة مع نفسها في إطار منظوماتها ولم يكن وجودها على الساحة السياسية من أجل الوطن والشعب وإنما من أجل مصالحها الذاتية والأناتية وليعذرني الكثير إن كنت في لهجتني قاسيا ولكن لأنني لا أرى قواعد تبنى ولا أعمدة تشيد لمن وهبوا حياتهم في مجال السياسة لا أرى شعارات التغيير وحماس الثورة من أجل البناء والنظام والسلام والعدالة وإجتثاث سلبيات الماضي ومساوءه لم أرها بعد واقعا ملموسا في إطار منظوماتهم الشابة لم أرى إدارات حديثة تشيد أو قواعد جماهيرية تبنى سوى شعارات وتحالفات غير واضحة المعالم والأهداف ما يدعوني للقول بأن الحكام الذين عجزوا وما زالوا عاجزين ما كان منهم وما زال إلا لأنهم كانوا بمعزل عن شعبهم وعن نسمات الحياة الحقيقية من بين صفوف الجماهير وصرخات أنينهم ومعاناتهم وما كان ذلك كله إلا لخلل نمى وترعرع في منظوماتهم حتى أصبحت جذوره ضاربة في أعماق الأرض كان من الصعب إجتثاثها في لحظة رشد عاد الضمير بمقتضاها الى حالته الطبيعية ممن كان بداخلهم شعور بالذنب أو الشعور الإنساني تجاه شعب تجرع ويلات الفساد وعذاب الحروب والدماء عقدا تلو الاخر ما يدعوني مرة أخرى وكل من يحمل على ظهره مسئولية هذا الوطن أن ندرك حجم الواجب والمسئولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية التي القينا بثقلها علينا في مجال السياسة من أجل بث روح الأمل والحياة في أرضنا ووطننا وشعبنا ونبذ لغة القوة مهما كانت المبررات من خلال العمل الصادق والنزيه إدارة وتنظيما وتعاونا صادقا مع الذات ومع الآخرين نبني فكرا ونوحد شعبا من خلال النظال الوطني الصادق والمشروع لدحر الظلم والفساد دون المساس بثوابت الوطن وأمنه وإستقراره لنتعدى من خلالها كافة العوائق التي يمكن أن تعترض طريقنا لا الرضوخ لها أمام مغريات المال أو المصالح الذاتية إذا ما أردنا الخير لنا ولوطننا وشعبنا وللأجيال القادمة من بعدنا والله الموفق . * الأمين العام المساعد لحزب الربيع العربي