يبدو أن الحوثي لا يعلم ما يخبئه له القدر ويبدو أنه يرمي بنفسه إلى الهاوية وإلى مستنقع لا يستطيع الخروج منه فحصاره للعاصمة و تهديده لكل مؤسسات الدولة بما ورموزها بمن فيهم الرئيس عبد ربه منصور هادي وبطريقة استفزازية واضحة يدل على مستوى الغباء الواضح والثقة المفرطة في قدرته على تحقيق أهدافه من خلال استخدام قوة مسلحه استطاع من خلالها أن يتقدم ويحقق السيطرة على مناطق مختلفة في محافظه عمران من خلال هزيمة أعدائه التاريخيين" بيت ألأحمر" وأيضا السيطرة على مدينه عمران واللواء 310 مدرع وقتل قائدة العميد حميد القشيبي والذي يوصف بأنه الذراع الأيمن لعلي محسن الأحمر ألذ أعداء الحوثيين . وإذا كانت ميليشيات الحوثي أستطاع النجاح في عمران وطبعاً وكما يعلم الجميع أن هذا النجاح لم يكن ليحقق لولا مساعدة أنصار صالح للحوثيين والحوثيون يعلمون ذلك جيداً. وعلى ما ويبدو أن الحوثيين يعتقدوا أن سيناريو عمران يمكن أن يتكرر في صنعاء وهو بذلك قد يرتكب غلطه فادحه سيندم عليها كثيراً فمن الخطاء أن تقارن مدينه لا يتواجد فيها سوى لواء عسكري واحد - مع العلم أن هذا اللواء انقطعت عنه الإمدادات لمدة تسعين يوم . وأيضاً كما هو معلوم أن عمران مدينه تحكمها القبيلة وتواجد ألدولة فيها رمزي ، لذلك أن تُقارن بالعاصمة صنعاء التي يوجد فيها ما يقارب 15 لواء عسكري وتعتبر هذه الألوية أقوى الألوية العسكرية في البلاد من حيث الجاهزية القتالية والتسليح إضافةً للقوات الأمنية التي لا يمكن نسيان دورها في القيام بواجبها تجاه عاصمة الوطن إذن لو تحدثنا عن الفرق من الناحية العسكرية فالفرق شاسع ,إن ظن الحوثي أن تحالف صالح معه لتلاقي ألأهداف سينتج عنه انقسامات كبيرة في الجيش من قبل الألوية والضباط الموالين لصالح فأنه سيكون مخطئ جداً لاعتبارات عدة منها مثلاً : أن الموالين لصالح في الجيش لا يستطيعوا إحداث أي خلل كبير بسبب التغييرات الواسعة في قيادات القوات المسلحة التي أحدثها هادي بجانب عدم موافقة العديد منهم على التحالف مع الحوثيين بسبب ثارات قديمة من فترة الحروب الستة التي اندلعت بين الطرفين خلال ألأعوام الماضية مما سيجعل من الصعب على من يؤيدون التحالف مع الحوثي القيام بشيء وسيضطرون للبقاء في أمكانهم ومن جانب أخر وكما يعلم الجميع أن الجيش لن يكون وحيداً في مواجه الحوثي وأعوانه ومن المتوقع أن تتدخل أطراف على خط لمواجهة ضد الحوثي ومن الضروري عليها أن تتدخل ولاعتبارات معروفه سلفاً وهذه ألأطراف هي كالتالي: أولاً - التجمع اليمني للإصلاح الذي من المتوقع أن يتدخل بكامل إمكانيته وثقله وستكون بالنسبة له معركة وجود وانتقام لما حدث له في عمران ثانيًا- السلفيون ذلك لأنهم يرون دخول الحوثي إلى صنعاء فرصه لا تعوض للانتقام منهم كونهم قاموا بطردهم من بلدهم وقد التمست ذلك من واقع تحدثي لبعضهم . ثالثاً المهجرين الذين قام الحوثيون بتهجيرهم أثناء حروبهم مع الدولة من محافظات صعده وعمران وحجه وكان أخرهم أبناء مدينه عمران الذين يقدر عددهم بحسب الإحصائيات الرسمية ب 85 ألف مهجر شردهم الحوثي وأغلبيتهم في صنعاء والذين يرون أن من هجرهم في يوم من ألأيام قد جاءَت الفرصة للانتقام منه كونه . إذن كل هذه الأطراف التي ذكرتها سيكون لها دور كبير في مواجه الحوثي وسد العجز في الجيش فيما لو استطاع صالح أضعافه ولن أغفل دور المجتمع الدولي والبند السابع . إذن الحرب ستكون على أشدها وعلى الحوثي أن يعي جيداً انه ليس في عمران ,وانه سيكون الخاسر الأكبر وسيخسر ما اكتسبه في صعده وعمران و عليه إن يعلم أن العواقب ستكون وخيمة لان أعداءه كثر. الحوثي يظن أن سكوت الدولة عن ما حدث في عمران بل وتخاذلها سيتكرر في صنعاء وهذا في حد ذاته غباء السياسي فالدولة مستعدة لتقديم كل ما تملكه من قوة للحفاظ على سيادتها ولن تكون الدولة فقط والجماعات المتربصة بالحوثي من يقف ضده بل اليمنيين كلهم سيدافعون عن عاصمتهم ولن يتركوها لقمه سائغة لعبد الملك الحوثي ومن معه. فعلى الحوثيين أن يعوا جيداً هذه الحقائق ويعيدوا حساباتهم من جديد .