لقبنا بأهل الحكمة ولاوجود للحكمة , كان اليمن في حكم مملكة سباء أرض الجنتين هي اليمن السعيد وصفها الله تعالى في كتابه الكريم بهذا الوصف كما حكى الله في القرآن الكريم عن مملكة سبأ وعن النعيم الذي عاشوا فيه, كيف كانت وكيف أصبحت ,كان في حكم امرأة هي بلقيس تحكم مملكة سباء ترى هل الحكمة في رجال اليمن أم في نسائها حيث أنه كان سعيد في ظل حكم أمرأة ,أننا في اسوأ وضع عرفه جيلنا, أنه أخطر مما كان عليه حين أندلعت الحروب أو الغزوات ,أن ما نواجهه ليس مشكلة ولا أزمة. ولا قضية معقدة أو شائكة. لسنا أمام إستحقاق يمكن تأجيله. او تجاهله. أوتركه هو أننا نتعامل مع وضع بالغ الخطورة, قبل سنوات كنت أستغرب واستفظع حين يهدد بيان للقاعدة أو بيان لمنظمة معينة , يخالجني شعور أن اليمن مهدد بالانزلاق نحو التصعيد, لم يعد تهديد هنا أوهناك ,أصبح تقطيع الرؤوس بقدرات غير عادية وقساوة واباحية فظيعة , لادين لها ولا انسانية خالية من كل معاني الكلام لا توصف ,أنها داغش الغش بكل معانيه, الغش في الدين والغش في الأخلاق والغش في الانسانية والمبادئ, حين تسمع أو تقرأ ما أرتكبوا من مذابح ومجازر فظيعة هنا أو هناك ترتكب تحت أي مسمى وتحت مراء ومسمع العالم, أن ايقاظ العنف المذهبي وسط الانسداد السياسي الحاصل في اليمن والمنطقة , أدي إلى قلق غير عادي على مصير هذه الأمة وما آلت إليه الأوضاع, أن القلق أصبح يفترس أحلامنا وأيامنا. وبلادنا وأمهاتنا وأطفالنا. كأنه لا يقيم إلا في قلوبنا. ماتت كل مشاعرنا ولم يبق إلاّ الخوف. الخوف من المجهول الخوف من المستقبل الخوف رأيناه ونحن على موعد معه اصبح الخوف وسادة ننام عليها كل يوم والحال على ماهو عليه, كنا نحزن من أجل فلسطين كانت هي قضية الأمة ,اليوم أحزن لأن أوصال مدينتي وقريتي تتقطع أمام أعيننا دون ساكن أومحرك, لقد تقلصت طموحاتنا ومطالبنا , لم نعد نطالب بمساواة أو بديمقراطية أو بحقوق ,أو بمحاربة الفساد أو بتطبيق قانون,لقد علمتنا الأيام وكوتنا الحروب و التجارب ,لم نعد نفكر في مستقبل ولا ننعم بذكريات أو ماضي ,أصبح وطننا وطن يتيم لا ملجأ له ولا مطمئن , اصبحنا نقيم في بلد على حافه الهاوية ,ماتت كل الأحلام والأماني والمشاعر لم يبق الا الخوف ,فوطني تقطع أوصاله ويقتل رجاله وييتم أطفاله وترمل نسائه , اليوم نخاف من اللحظة من المستقبل ,انه شبح يذيب التعايش فيما بيننا يقطع الرؤوس يعبث بأحلامنا دون محرك اوساكن ,تحكمنا دولة فاشلة ,سيطرت النزاعات المذهبية والقبلية الطائفية والمناطقية,المخاوف القديمة استيقظت واستفحلت,هناك أحزاب تتلوى على ألحان الإرهابيين والانتحاريين. على ألحان الفشل واليأس وولائم التفكك والانهيارات المتسارعة, على الحان المصالح الذاتية لكل حزب , على ألحان رفض الآخر المختلف ورفض العيش معه. هذا مخيف.طبول الحرب دقت ولسنا بعيدين عن الحرب الأهلية طالما وصل الحال إلى ماهو عليه, أموالنا تهدر في الدبابات والرصاص الحي بقتل هذا وذاك, أمالنا ومستقبل أطفالنا أنعدم تحت أي مسمى أو أي شعار, فأين حكمتكم يامن حكم بلد الحكمة, أفيقوا قبل فوات الأوان لإنقاذ مايمكن أنقاذة, فقرأوا هذه الأبيات من الشعر لعلها توقض ضمير المتنازيعين المتنحايرين وكل وما أتمناه أن يعرف الجميع أن النهاية تحت التراب. وطني يا طفلةً أبكت حروفي والقلم .... وبكى لها قلبي ومزقه الألم. لما رأيت الدمع في أحداقها .... تبكي أباها بالتوجع والندم. لو أن صخراً لامسته دموعها .... وأحس حرقتها تفتت وانقسم. ياقاتلاً وأد الطفولة هل ترى .... قلب البراءة كيف يتم وانظلم. من أجل ماذا تقتلون ضياءها .... ماذنبها في من تنحى أو حكم. [email protected]