كان الاعتقاد السائد عند الإنسان البدائي وعند طبقة الكهان بالذات أن المنية لا تأتي عن طريق الشيخوخة! هم بذلك الاعتقاد محقون لأن أغلب من قضوا - في تلك الحقبة الزمنية- عن طريق العنف والاعتداء الجسدي! لم يجدوا مبرراً للموت المتكرر فردوه إلى فعل "الكائنات الخارقة" ولحل تلك الظاهرة تولدت لديهم فكرة "القربان" التي يتم من خلالها التضحية بالإنسان ذاته. المصريون القدامى -على سبيل المثال- كانوا في كل عام على موعد مع نيلهم القادم من هضبة الحبشة... فيزوجونه بأجمل فتاة مصرية شريطة أن تكون من خيرة العائلات الفرعونية. فكرة القربان عند المصريين كانت واضحة وهي لفلاحة الأرض وإخصاب الزرع... والإخصاب لا يتم إلا بتدفق مياه النيل. إذا كان المصريون القدامى قد قدموا أبنائهم من أجل إخصاب الزرع، فمن أجل من -بهذا العصر - يقدم الإنساني اليمني قرباناً؟!