بكى العيد في ديارنا لما حل من عار فينا ذهبنا الى المنتهى عداء كأننا لم نكن جديرون بالحياة وعدنا الربوع ومن خلفنا أنين وأفواه تعدوا نحونا سنين ونحن لاندري كما وكيف ندير مأسآتنا صرخنا في وجه السنين نحفر همنا في القبور وتحت جنازير الأنين ومعصرة العذاب اللعين نصحى على دم وبكاء وصوت العذارى حولنا وأطفال باروت ورصاص تزحف فوق العهود تلتحف جلود أمواتنا بحفنة حنطة آلامنا تزحف كل صباح ومساء خلقنا كأننا للشقاء وبؤس المصير العبيط نبحث عن كل خيار ومن الصوت يخرج الموت
كم لنا وكم يكون الهناء خلقنا فقط تعساء نذوّب وقت الشروق ووقت الغروب نموت
عشقت سراب العذاب لحبيب وعلى صدر المآسي حبيت دهور أبكي الظلام ومن النور يغيب ومني القدر يختفي وسط ضلوع اللهيب نار تجف وسط قلبي كأن السماء تعتلي فوق جمر الحني لحبيب فجر الضياع وسقوط المطر في السهول بعشقي مت مرتين
أنام على صدر الجراح سنين طويلة وعذاب وبين الضلوع سكنت دهور أمضى العلقم كأن الضياء نور وأنا أعيش الظلام
بكيت حزمة من ألم وفي وصبي الحنين وقلبي إليك سبيل
متى العصر يلين ويطوي الجراح ؟. قريبا في الملتقى نحتفي بالهناء ونعيد الذكريات
وقفت لوحدي وسط الوحوش كطفل يبحث عن حليب وبين السماء والتراب كتبت سيمفونية العذاب صعدت فوق الوحوش وزرعت سنبلة في كل حوش وحتى الطيور منها تموت
صحوت على سيول الدماء أبحث عن مابقى في الخراب وحتى قبر أمي وأبي من الأرض فجأة أختفوا لأنا خلقنا للضياع ونهش السباع والضباع تأكل من عرضنا لحمة أجمل عيد في عدن والجنوب لازال موعدي باللقاء لأبحث فوق قبر أبي موقعي في الحياة لأعيش من جديد وأكتب وصية الخلود أننا أعظم خلق الصمود نبقى نموذج للشموخ
الليل ظل رفيق الدروب يحملني كل ما أنام وهمي ألم ونار للحبائب في الجنوب لهم وحدهم ضحيت أنا ومنهم رجاء الأنتصار يكون قريبا وقت الحصاد ننقش في التاريخ أسم الخلود صورة تاريخ مجيد كيف كنّا في العذاب هو أمتحان كبير هو موقف الخيار اليوم نكون أو لا نكون؟
خرج إلينا الجنوب الحبيب لنخرج اليه كلنا كالفريق ونصنع من قلب السراب طريق وسط الصعاب
هي مرة أن تعيش كريم عزيز حر مجيد ولا ألف عام عبيد
ومهما تعربدت الضباع في الفيافي والضياع غدا تختفي وتصبح سراب
