البداية و النهاية هذه السنة الثابتة لله و كل ما عداها متغير دورة الحياة لم تستثني مخلوق حي ولا حتى الجماد ، أرمجدون بداية النهاية ، إرهاصاتها متتالية متسارعة ، أكاد أُجزمُ أنها ليست من صنع بشر ، دلالات لا يخطئها حصيف ولا تغيب عن ذي بصيرة . أرمجدون أو هرمجدون بالعبرية بهذا الأسم ذكرت بالتوراة و الإنجيل ، حديثٌ عن المعركة الفاصلة بين الخير والشر عن معركة آخر الزمان ! أُم المعارك الكبرى بجيش قوامة مئتا مليون مقاتل ، يتقاطر اليها المؤمنون و المتشددون و العقائديون من القارات الست أوروبيون و أمريكيون عرب و عجم ، الجميع سيكونون هناك ، كل أعراق الأرض ستختلف أشكالهم و ألوانهم و ستتحد قلوبهم ، يتوافدون جميعهم من كل حدب وصوب ، يُساقون الى هضبة "مجيدو" في فلسطين شمال القدس ، في هذه الهضبة التي عُجن طينها بالدم منذ الأزل ، هذه الهضبة التي كانت دائماً مسرحا لحروب عظيمة على مر التاريخ . أرمجدون التي ذكرها الله في التوراة و الإنجيل ليست محل إختلاف ، هي تتموضع في صلب إهتمام الأحبار و الرهبان و القسيسين و الشيوخ ، في أساسيات العقيدة المسيحية و اليهودية و الإسلام على حد سواء . هؤلاء ينتظرون جميعهم يوماً تصطدم فيه قوى الخير والشر ، يومٌ يلتقي الجمعان فيه بجيش قوامه مائتي مليون مقاتل يأتون لخوض حرب نهائية ، حربُُ حدد مكانها و زمانها الله .. ذكرت المعركة بالتوراة والإنجيل باللفظ و بالإسم و تحدث عنها القرآن الكريم بالتفصيل ضمنياً ( دون الإشارة اليها لفظاً) في سورة الإسراء ، عن معركة كبرى تشتعل في آخر الزمان تقع بين المسلمين واليهود و أنصارهم ، ينتهي الأمر بانتصار المسلمين في المعركة . إرهاصات و بدايات قد تستمر لعقود .. سيناريو بلاد الشام قبل عقود تجمعوا في أفغانستان هناك كانت البداية و فجأة يظهرون في بلاد الشام ، يتقاطرن اليها من كل الكون فقراء و أغنياء نساء ورجال يساق الجميع و يظهر قومٌ كالموج لم يكن أحد يعرفهم من قبل .. تتلاشى الحدود بين العراق و سوريا ، بين فلسطينوسوريا ، بين سوريا و لبنان و قريباً بين بلاد الشام والأردن . تنتهي الجيوش النظامية و الحكومات النمطية و تقوم دول تحكم بشرع الغاب و بإسم الإله .. سنياريو مصر و المغرب العربي .. بلاد المغرب العربي هي الأخرى على صفيح ساخن ، ما يحدث الان في ليبيا ما هو إلا مقدمة لسيناريو كبير ، فليبيا بلادٌ كنوزها كثيرة و ناسها قليلة ، أما جارتها مصر فالنفوس فيها كثيرة و الكنوز فيها القلية وصراع أطماع بدأت طلائعها بغارات جوية ، وغزو بري محتمل قد يحتدم و تتلاشى بعده الحدود المصرية الليبية ، الجزائر و تونس لن تكون ابدا بعيدة عن ما سيجري بين ليبيا ومصر و في المحصلة ست تلاشى الحدود بين الدول الأربع و سيموج الجميع و ستعم الفوضى مصر بحكم التناقضات التي أصابت النسيج الإجتماعي ، أما الجماعات المسلحة على الحدود المصرية مع فلسطين فستسيطر على الحدود مع غزة و عندها سيكون الطريق الى القدس سالكاً. سيناريوا اليمن و السعودية .. في الشمال في صعدة تظهر جماعة عقائدية، بضعة أفراد يحاربهم الجميع ، وفي بضع سنين يتحولون الى سيل من البشر يتجه جنوباً ،و هناك في الجنوب هناك تنتظرهم و منذ سنين جماعة عقائدية أخرى أيضاً كانوا بضعة نفر تحولوا سريعاً الى قوة تحسب لها الدول العظمى حساب ، قطبين مختلفين في كل شيئ ، متوحدين في عداءهما للمملكة السعودية ، سيتجه هؤلاء للحجاز ليس للحج بل للحرب ولو بعد حين لتنتهي الحدود .. كما إنتهت الحدود بين العراق و سوريا وبين بلاد الشام ، ستنتهي الحدود أيضاً بين اليمن و السعودية و سيكون الطريق من اليمن الى الأردن و منه الى القدس سالكاً للجميع ، تشتد القسوة و يتخذ الله من المستضعفين في الأرض شهداء ، و يهيئ الإله أرض المعركة و يبتهجون الى مدينة السلام اليك يا قدسُ الى أرض الميعاد إلى مشيئة الرب الى أرمجدون ..