ما رأيناه من حالة افراط في تعاطي أنزيمات الدم ومن أستهداف شخصيات معينة تمثل قوه سياسية كبرى في اليمن يجعلنا نتيقن أن هناك مستفيدون كثر وراء تلك العمليات والأغتيالات التي لم تأتي مجرد صدفة أو محصلة حاصل ولكن لأهداف مرسومة مسبقًا كل الأتهامات تتمخض بين أشخاص ذاعت شهرتهم وبان بريقهم فثورة الربيع العربي كشفت الكثير من الاقنعة التي كانت تتخفى وراء أبتسامات البراءة وتتحصن خلف أسوار المسكنة والطيبة لكسب قلب الشعب والصعود إلى سلم السلطة من خلال تلك التراهات التي ترتكب بطرق قذرة وبأساليب جديدة غير ذي قبل. مسلسل أستهداف عباقرة الزيدية يضع لنا أسئلة عدة ونقاط شائكة تجعل الكثير منا يراوده الحيرة عن أغراض الجاني (منفذ الجريمة)وعن سبب أستهداف تلك العقول النيرة التي قدمت لليمن الكثير والكثير حتى أنها سقطت جثة هامدة وكلها طموح بدولة مدنية غير قابعة لمفاوضات أشخاص أو مسيرة لشخصيات ذات تفوذ في الدولة تستطيع أخضاع الشارع بوعود كاذبة وبكلمات مزيفة وتجعل من الفضول يتغلغل إلى أحشائنا عن قيمة المكافئة التي حصل عليها. أبتدت مسيرة القتل والأستهدافات لتلك العقول مع أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني القيادي الحوثي الدكتور أحمد شرف الدين عندما كان ذاهبًا إلى مؤتمر الحوار للتوقيع على وثيقة الضمانات والوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني، برصاص مسلحين مجهولين والذي خلق قتله أتهامات كثيرة لجماعة الحوثيون بمبرر أصراره على توقيع وثيقة الضمانات دون اللجوئ إلى بقية القادات الحوثية في صنع القرار. هنا كانت أولى محطات الأغتيالات والفتك بأرواح جذور القوة السياسية في اليمن التي أراد مرتكبوا الأجرام عرقلة الحركة السياسية وجعلها تتهوى إلى الوراء عدة خطوات وأبرام خطط وطبخات سياسية جديدة تتناسب مع مضامين أفكارهم. لتأتي بعدها بقليل فاجعة جديدة تجعل من اليمنيين يقفون وقفة دهشة بعد قتل أحد أعضاء البرلمان القيادي الحوثي الدكتور عبد الكريم جدبان الذي قتل على رصاص مسلح مجهول كان يستقل دراجة نارية,لتعزي اليمن رحيل أحد أبرز أبنائها من سجل حضوره وفاء لهذا الوطن. كل هذه التكهنات السياسة والتعقيدات ,تزيد الأمور صعوبة للوصول إلى الجاني لكنها لا تجعلنا أستبعاد أن تكون وراء تلك الأغتيالات دول عربية مروجة لسلع القتل أن تقوم بمثل هذه الأشياء كالسعودية مثلًا وذلك بحكم أن الحكومة السعودية ظهرة بوضوح كبير في تدخلاتها السياسية العربية في الأونة الأخير وما يزيد تأكيد ذلك أن الحوثيون من يقولون أنهم يمثلون المذهب الزيدي جماعة منبوذة بالنسبة لهم وتمثل خطر كبير عليهم وذلك بعد خوض عدة حروب معها بالقرب من الشريط الحدودي من المملكة السعودية فقد تلتجئ إلى تصفية عباقرة الزيدية لتقليل من خطر أنتشار هذه الجماعة ولو بجزأ ضئيل كما فعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية عند غزوها العراق عندما قامت بتصفية الجيل المتعلم بأكمله حتى يصعب عليهم النهوض بسرعة بفضل تلك العقول من تحمل مستودع وثروة هائلة من العلم. ولكنها بالمقابل لا تعفينا أيضًا أن نتوقع أن تكون أيران أحد الاطراف للفتك بتلك الأرواح وذلك بحكم أن المذهب الأثنى عشري لا يعترف بالزيدية ون هذا المنطلق قد تبنى تلك الاحتمالات ففي قانون الساسية لا صديق دائم ولا عدوا مستمر متقلبة في كل تارة وتخدم أشخاص وقوى بأم أعينهم. ولكن ما جعل من جرح اليمن حتى هذه اللحظة لا يندمل هو حادثة أغتيال الدكتور محمد المتوكل الذي القى 4رصاصات مطاطية جعلته جثة هامدة بعد أن أبى أن يكون له مرافقين يقومون بحمايته بعد الأستهداف الأول ألذي نجا منه ولكنه ظل يعزف آمال التفائل وينسج اللحان الامنيات بدولة مدنيةحديثة ,لا يحكمها شيخ ,ولا يطبق به نظام المحاصصة والمحسوبية بعيدًا عن جميع الأقترافات السياسية النتنة التي لم تجلب للوطن سواء الهدم والبلاء والدمار رحم الله دكاترتنا العظماء وشهدائنا الابرار كلمة أخيرة متى سننظر إلى هذا الوطن بعين الرحمة؟ ومتى سنصحوا من غبائنا قليلًا؟فالوطن جرحه ينزف ,ونحن لا زلنا نتصارع فيما بيننا البين,قتلنا الوطن بتذاكينا عليه.