بقدر ما حملت ثورات الربيع العربي الكثير من الآمال والأحلام للشعوب العربية "واليمن كان ومازال اكثرها حاجة الى دولة تحل محل الهمجية التي استشرت فيه لقرون"، تمثلت أحلام الربيع بإجتثاث الدكتاتورية والشروع ببناء الدولة الحديثة على أسس ديمقراطية حقيقة وإحترام حقوق الإنسان وضمان المواطنة المتساوية في البلدان التي خرجت فيها تك الشعوب.. إتسمت ثورات الربيع العربي بسلمية ومدينة و غيرت المفاهيم الشائعة عن الشارع العربي من عرف في الشارع الغربي "بفوضية ودموية وعشوائية" وخصوصا مجتمعها اليمني الذي ارتبط بالقبلية والتسلح. فبثقافة المدنية في بلدان الربيع قربت المسافات وسدت الفجوة بين الثقافات المتصارعة بما عرف بصراع الحظارات بين " الشرق والغرب - الإسلام والعالم المعولم" التي سرعان ما انتشرت إبان طرح الأمريكي سيموئيل هنتينجتون في مطلع التسعينات وبعد انتهاء الصراع بين المعسر الراس مالي بقيادة امريكا والشيوعي بقيادة روسيا - ليطرح العدوا المقبل على اساس ديني وعرفت تلك النظرية بشكل أكبر في مطلع القرن الحالي ، وتلاشى مفهوم صراع الحظارات ( بشكل مؤقت) مع ثورات الربيع العربي ومطالبها المعولمة "الحرية وحقوق وعدالة ودولة ديمقراطية "حسب تعريفها المتفق علية ! لتعود مفاهيم صراع الحضارات بقوة وتركيز ويسقط الصراع عمليا بعد أن اختلف التعريف للديمقراطية عند بعض القوى الأقليمية والدولية "كل حسب ثقافته ومصلحتة وتخوفاته" لما نتج من بوادر مشروع الديمقراطية العربي ومن سيتصدر المدنية (اشدد هنا على القوى الغربية وردها كونها الأشد تأثيرا في تشكيل الخارطة الدولية سياسيا، عسكريا، اقتصاديا وحتى اجتماعيا )- اما القوى العربية والإقليمية فماهى الا أدوات بيد الأقوى ، مؤكد أنها ايضا تخشي المشاريع الديمقراطية العربية و الدول المدنية لما لها من عدوى عابرة للحدود الإقليمية فقمع كل ما هو ديمقراطي هو خير وسيلة لبقاء حكام القوى الإقليمية . دخل العربي في مواجهات ضارية وثوات مضادة بتحالفات شرقية /غربية ،قومية /طائفية الى جانب قوى الديكتاتورية والملكية العلمانية وحتى الدينية جميعها نسجت خيوط العمل المضاد في بلدان الربيع العربي ليتحول الى خريف طويل وشتاء قارس البرودة - فقلبت الحلم الشعبي بالدولة المدنية الى كابوس إما "حاكم عسكري قمعي او متخلف طائفي لا يؤمن بالديمقراطية ولا يعرف عن المدنية حتى أسمها" هكذا كان عقاب الشعوب التواقة للحريه بخلق واقع الصراعات المشتعل بثقافة الهمجية القديمة الجديدة! فالجماعات المسلحة الموكل إليها قتل كل جميل وإجهاض مشروع الدولة المدنية قبل ولادته ... مضادة اليمن كانت واضحة جلية بتحالفاتها ومن يقف ورائها، واستمر السكوت على ما جرى ويجري لخلق "توازن معقول بين القوى في اليمن" كما أراد لها القوي! لذا أصاب العمى عيون الجميع ابتداء من الرئيس اليمني، فحكومته وأصبح الجميع إما متفرج اومحايد من مسؤل محلي ومجتمع دولي بدعوى "عدم امكانية رؤية حقيقة التحالف المضاد لربيع اليمن وتعقيد المشهد" ... عمى مفبرك متعمد خبيث ولو قيل غير ذلك ، فلو حلفوا في المحاريب ووضعوا اياديهم المغمسة بالدم بقتل اليمن أرضة وانسانه ولو اقسموا على كل ما هو مقدس فلن يصدقهم المتابع البسيط لمسلسل الرعب والدمار الذي حل باليمن وقادم المشاهد التي أتم أعدادها سلفا! فرغم حجم الألم وقادم المشهد الدامي، فإننا نحيي ونعول على حكومة الكفائات بتشكيلها الإستثنائي ،ويظل التفائل شمعة مضيئة في دهاليز متقاطعة حفرها من خانوا اليمن وكان لهم أن يخرجوا باليمن من النفق المظلم الى نور الدولة وهاهم الأن انفسهم أتوا بحكومة كفائات وفي الحقيقة لا ندوة ري ما الذي تملكة في واقع صنعه لها الرئيس هادي ومن معه ! نتسائل ،هل سيكتب لحكومة قيصرية الولادة أن تمضي قدما لتصحيح الواقع ، وليدة هزيلة يعارضها صالح والحوثي معا!! ومن يعارض الكفائات لدية الجيش والجماعات المسلحة وأصبح التمييز بينهما غاية في التعقيد! نشعل شمعة أمل في ظلام صحراء في ليلة عاتية الرياح ... ونسئل مجددا مالذي تمتلكة حكومة الكفائات أمام الجيش والجماعات المسلحة المتنفذه ووحدات الجيش المسلمة للحوثي وما سيتم تسليمه قريبا من معسكرت الحرس الجمهوري من صالح ، فأين الجيش اليوم من حكومة الكفائات لتستمر الشمعة في ضياء النفق المظلم ؟؟ فبعد أن إنتزعت جماعة الحوثي ثلث أسلحة الجيش اليمني "بتطبيق عكسي لمخرجات الحوار الوطني"وقتلت الجماعة عدد لا يستهان به من قيادات وأفراد الجيش الذين انشقوا من جناح صالح مدافعين عن ثورة الشباب في 2011 ( رغم الأجندة التي لا نستطيع الجزم بملائكيتها لبعض من انشق حينها وحمى الثورة) فالمشهد الحالي تحت مظلة حكومة الكفائات والمليشيات لا يحتمل إلا ثلاث خيارات احلاهما مر. -اما تصدي حقيقي من قبل الحكومة وحرب مع والمليشيات ومن الى جانبها من معسكرات الاحتياط " الحرس الجمهوري سابقا " بقيادة صالح وابنه احمد - وكيف سيكون هذا التصدي من الرئيس والحكومة المنزوعة الجيش والسيادة وحتى "الختوم "الا اذا اشتعلت حرب أهلية وسيكون وقدمها الناس والحجارة ؟ - او أن تستمر حكومة مدنية شكلية لنظام ثيوقراطي ،عسكري، مليشاوي قمعي تعسفي يدار من العاصمة الإيرانية طهران ويسقط في اليمن عبر الأدوات المحلية" صالحي حوثي" قديمها وجديدها ،وحينها ستختلف كل المفاهيم السياسية الثقافية والدينية والمدنية في اليمن حسب ما ستصطره أحبار طهران وكهنوتها! فأين الحلو من احد المرين؟؟!!