كانت بداية المشكلة عندما اقنعوا الناس ان الاسلام يحثنا على ان نكره الحياة ونحب الموت ننبذ العمران وننشد الخراب ، و عندما توقف الجميع عن فهم ان الاسلام نزل اساسا لخدمة البشر وسعادتهم وعيشهم الكريم واقنعونا ان نحن من يجب علينا ان نخدم الاسلام وفي كثير من الحالات كان الاسلام بالنسبه لهم هو السلطان او الملك او الرئيس او الشيخ، اقنعونا ان المسلم يجب ان يكره السعادة ويلعن الحب والفنون وان يبحث فقط عن الموت ولا شئ غير الموت له ولبقية الناس. ما يوجد اليوم هو شيء لا علاقة له بالاسلام الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف يمكن للدين الذي انتج المنجزات العلمية والفكرية والاجتماعية ان يكون هو نفسه من انتج سفك الدماء وخراب الدول والمدن والفقر والتخلف والجهل، كيف تكون الاداة الرئيسية لتثبيت قيم حرمة الدم وحرية التفكير والمعتقد والتسامح هي نفسها الاداة التي تستخدم اليوم للحروب الاهلية وقتل الاخ لاخيه وتثبيت قيم الارهاب والكراهية ورفض الاخر بل والدعوة لالغائه من الوجود ككل ان المدخل الصحيح لفهم مشاكل اليمن يكمن في فهم ان الموجود اليوم في عقليات الناس ليس الاسلام، وباننا تهنا عنه عبر مئات السنين من العمل المستمر لفقهاء السلطان لاستغلاله للوصول للسلطه او المال او الحضوة او الشهرة او للحصانه الاقوى عبر التاريخ من خلال تسميم لحوم العلماء. مئات السنين وهم يستخدمون الاسلام استخدامات شخصية مختلفة، بنفس منطق استخدام السكينة السويسرية الشهيرة متعددة الاستخدامات، فمن الممكن استخدامه لنزع شرعية حاكم واعطائها لغيره، لخلق فتنه تصب في صالح شريحة معينة، بل واصبح يستخدم لعرض عجائب الاعداد بشكل مسلي او لمعرفة الغيب والمستقبل بل ان البعض وللاسف الشديد استخدمه كدليل للمضادات الحيوية ومختلف الادوية والمنشطات وكل ذلك بحثا عن الشهرة والمال... وان اتهمني احد بالمبالغة او الجرأة فليس علي الا ان ادعوه الى ان يلتفت حوله ويشاهد... اسألكم بالله هل هناك اي شيء حولنا يدل على وجود دين عظيم يدعوا لكل شيء جميل ام النقيض تماما هو كل ماحولنا في بلاد يملاء الاذان سمائه خمس مرات كل يوم..فقط انظر حولك مشاكل اليمن كلها تكمن في التمسك بفكر ديني متطرف وانتشار ثقافه دينية في المجتمع ..وهذا الدين وهذه الثقافه تحمل كلما يناقض الاسلام وان تركت لنا فقط العبادات، ثقافة وفكر فرضوا علينا العزوف عن الانتاج والابداع عبر فهم مشوه وكارثي لفكرة التقشف والزهد، فرضت علينا حروب لا اول لها ولا اخر ومستمره لليوم ، فرضت علينا كره الحياة واحتقارها وكره السعاده والرعب منها لدرجة الاستعاذة بالله ان اطلنا الضحك.. ثقافة احاطت بنا وطوقتنا من كل جانب.. في مدارسنا وجامعاتنا وافراحنا وماتمنا وجلساتنا واعمالنا، بل انها فرضت علينا ان نستغبي انفسنا عن عمد ونمنع النقاش والتفكير ونسلم باي شيء يخرج من شخص يصفونه بان لحمه مسموم حتى وان كان طرحه غير عقلاني هذا كله فكر ضال وثقافة فاسدة ومفسدة خربت اليمن وحياة اليمنيين، لا علاقه لها بالاسلام ولاعلاقه لمن يعتنقونها ويمارسونها بالاسلام.. فهل يعقل ان تكون كل هذه الحروب والفقر والتخلف والقهر والعنصرية والجوع نتاج فكر اسلامي؟ يستحيل ان يكون كلما نعيشه من قيم سلبية نتيجة لدين يدعي لكل ماهو ايجابي وعظيم وداعم لتطور الانسان ان الحل في اليمن لا يمكن الاان ينطلق من الابتعاد عن هذه الثقافة الفاسدة وتدميرها تماما, تلك الثقافة التي تدعو بكل صراحة للتدمير والتزمت والموت, بينما الاسلام يدعو للحياة والعمران والاخلاق والعيش الكريم، ان نخرج من فكر ماساوي دمرنا لمئات السنين ونعود للدين الذي يعنى بتقويم اخلاقنا فننطلق نحن من هذه الاخلاق لبناء الانسان والمجتمع. وفي الاخير... صلوا على من اختصر الامركله بكلمتين الدين المعاملة [email protected]