نبا نيوز - بقلم لؤي يحيى عبد الرحمن الارياني - صار من الواضح أن منطقتنا والعالم من ورائها أصبحت تعيش بوادر تغيير شامل وأصبح من الواضح أن مدخلات جديدة أضيفت للمعادلة فلم تعد مثلما هي عليه وأصبح واضحا أن الصراع لم يعد بالشكل البسيط الساذج الذي كان ينظر إليه على انه صراع عربي صهيوني بل أصبح هناك العديد من القوى ومن اللاعبين الذين هم غالبا قدماء في اللعبة ولكنهم انتقلوا من صالات المقامرة على الفائزين إلى ساحات اللعب مباشرة.! إن الناس في المنطقة والعالم من خلال المواجهة بين حزب الله وإسرائيل اتضح لها الكثير.. أولا : فهمنا كشعوب عربية أن ما يروج في عقولنا منذ بداية الصراع بأن هؤلاء القوم "إسرائيل" لا يهزمون وبأن قتالهم هو من الكفر بالله لأنه إلقاء بالنفس إلى التهلكة , كل هذا قد ثبت بطلانه ورأينا بأم أعيننا بأن إلقاء صاروخ على رأس أي صهيوني نتيجته موت الصهيوني!! وعرفنا وفهمنا أن هذا الكائن المغتصب من الممكن أن يموت ومن الممكن أن نقضي عليه وان نقضي على اعتداءه وتطفله على منطقتنا..وفي اعتقادي أن الشعوب العربية لن تبقى بعد اليوم تنظر إلى سفارات إسرائيل في الدول العربية وتردد في انكسار شديد ( ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة) كما أن وضوح هذه النقطة في الصراع العربي الصهيوني وهي مرة أخرى وبشكل مختصر انهزام جيش " إسرائيل" هي نقطة ستؤدي للكثير من التغييرات على مستوى الشارع العربي والإسلامي وقد يكون هذا هو ما أثار الذعر الشديد للبعض فجعلهم يلعنون الصمود والنصر. ثانيا: لا احد يقهر إرادة الشعوب!!حتى العملاء والغزو الفكري و..و.. لم ولن يؤدي إلى تمرير أية مشاريع ولا تثبيت أي أوضاع لا تقبل بها الشعوب .. ومهما كانت الوحدات الفاعلة في الساحة العالمية قوية وعظمى فهي لا تستطيع لا فهم هذه الشعوب وفهم منطقها ومنطقتها ولا تستطيع في المقابل تجاهل مسألة قناعتها ومحاولة تمريغ انفها في التراب كبديل.. ( وان كانت تطرح التدمير الإبادة الآن كحل أيضا!!). ثالثا : كل هذه المشاكل والأزمات والتي تنتظم في النهاية لتشكل صورة الصراع العربي الصهيوني العالمي .. ليس لها أي حل! والطرف الآخر يدرك وبشكل واضح هذا الشيء ويعرف أن عليهم استخدام القوة والخديعة وكل الوسائل لشيء واحد فقط سيطرتهم الكاملة على شعوب تقتلها بالتدريج وإثناء ذلك تحولها لممسوخ! في ظل كل هذا وفي ضل ما حدث من نقلة كبرى في مسلسل الصراع أصبح واضحا أن المنطقة لن تقبل إلا لونا من اثنين.. ابيض أو اسود.. ومما اتضح أيضا أن علينا أن ننسى قضية أن اللون الأسود يغطي خريطة " إسرائيل" فقط !!والأبيض يغطي منطقتنا.. إن هذا المنطق الساذج قد نسف تماما في الفترة الأخيرة وظهرت لأعين الشعوب تلك النقاط السوداء الكبيرة على خريطتنا العربية بعضها بحجم سفارة وبعضها بحجم قصر وبعضها قد يكون اكبر من هذا!!.. ولكن في الأخير لم يعد هناك إلا ابيض أو اسود وأي شيء رمادي يجب أن يختار إما أن يصبح اسود أو أن يصبح ابيض .. وأي جهة تحاول أن تصبح "رمادية" عليها أن تفهم أن الجميع أصبحوا قادرين على تمييز لونها الحقيقي! لم تعد الأمور كما تعودنا(للأسف) أن تكون.. ولن تكون الأمور كما تعودنا أن تكون..اتخذ كل خندقه ورفع كل علمه.. ولم يعد الكلام في المنطقة يتكون من فاعل ومفعول به..بل من فاعل وفاعل وفعل إنشاء الله عظيم ومعركة بدأت إلا إنها لن تنهي إلا بما وعدنا الله به.. وعدنا بنصره.. والله لا يخلف الميعاد.. وهو لا يخلف الميعاد. ..................................................................................... [email protected]