اختلفنا معكم كثيرا حول موقفكم من القضية الجنوبية وهذا الاختلاف وصل الى حد القطيعة التامة في فترات سابقة، ومانستطيع ادراكه اليوم هو ان في السياسة وفي الحياة بشكل عام لاتوجد حقيقة مطلقة بل هناك متغيرات تحدث على الارض هي من تؤثر في القناعات وتحرك الافكار في مختلف الاتجاهات. تاريخنا في اليمن ملئ بالامثلة ففي ستينيات القرن الماضي كانت القومية هي المحرك الاساسي لمشاعر الناس وكانت الوقود الفكري للسياسيين، والمخالف مصيره القتل او السجن او الاخفاء، ثم اتت الاشتراكية في السبعينيات وكانت الاممية هي دين السياسيين انذاك ومصير المختلف ايضا كان قاسي ومرعب، اما التسعينيات فكانت الوحدة نبراس للقوميين والاشتراكيين معا ليطبقوا قناعاتهم على الجميع دون السماح لاحد حتى باستراق النظر من زاوية اخرى. واليوم هناك مشاريع اخرى منها على سبيل المثال مشروع الجنوب العربي، والطريف المبكي ان من ينادي بهذا المشروع هم اولئك الذين قتلوا وسحلوا وغيبوا من كان يؤمن بالمشروع قبيل الاستقلال الوطني في العام 1967، والادهى من ذلك ان هؤلا ايضا مستمرون في غيهم معتبرين من لا يتفق معهم هو ضد الجنوب وخائن عميل. موقفكم اليوم من حالة الغطرسة والنرجسية لعلي عبدالله صالح يستحق التقدير والاحترام والمؤزرة. فدَيْدَنٌ صالح ومجموعته "الجنوبي كافر ان لم يصلي خلفنا"، حتى وان كان هذا الجنوبي رئيسا للدولة. علي عبدالله صالح لم يتخذ اي موقف من اولئك الذين وقفوا ضد دولته والمؤتمر الشعبي العام طيلة الاربع سنوات الماضية وعندما يحتج الجنوبيان الميسري وبن حبتور فمصيرهم التوقيف والاقصاء. موقف المؤتمر الشعبي العام منكم ذكرني بموقف اخر حدث لنا في جامعة عدن في العام 2006، وكان موعد الانتخابات لقيادة المؤتمر فرع جامعة عدن في قاعة ابن خلدون في كلية الاداب، كان هناك شبه اجماع على ان يتولى قيادة المؤتمر شخصية اكاديمية من ابناء الجامعة، وفي صبيحة يوم الانتخاب اتى الى القاعة الدكتور عبدالكريم راصع (رئيس الجامعة انذاك) ومعه الشيخ يحيى الراعي مساعد امين عام المؤتمر الشعبي العام، وطرح يحيى الراعي فكرة تزكية الدكتور راصع رئيس للفرع، ضجت حينها القاعة معترضة وطالبت باجراء انتخابات وفق للائحة، الا ان الراعي اصر على التزكية قائلا ( مابلا الدكتور راصع رئيس الفرع حسب توجيهات الرئيس)، غضب الحاضرون وغادر القاعة اثنين وسبعون شخص بينهم نواب رئيس الجامعة وعمداء كليات ومجموعة من الاساتذة الاكاديميين والموظفين والطلاب. لم يعر احد تلك المجموعة اي اهتمام وتم تثبيت عبدالكريم راصع رئيس لفرع المؤتمر جامعة عدن رغم انف الجميع. نحيي موقفكم ونؤزركم ضد هذه المؤسسة السياسية الفاسدة التي عملت ولازالت تعمل ضد الجنوب وابنائه. تنظيم سياسي يرعى الفساد بل يزرعه، قتل الوحدة اليمنية، ويقف ضد مشروع الدولة المدنية الحديثة التي يحلم بها كل ابناء اليمن، وفي فترة حكمه تجرع اليمنيين كل انواع الذل، وتحولت المؤسسة العسكرية الى وكر للفساد وداعم للتطرف, واصبحت ثروات البلد مزارع خاصة للابناء والاقارب. ان تعطيل هذه المؤسسة الفاسدة وتفكيكها هو عمل وطني شريف ينبغي على كل يمني تأييده. لن نبالغ في تمنياتنا منكم تجاه القضية الجنوبية، ولكن نريد ان نذكركم ان ماتواجهونه اليوم هو بسبب اختلال التمثيل الحقيقي للجنوب في المعادلة الوطنية، وهذا مايسعى اليه المؤتمر الشعبي العام من خلال مواجهته لاي حل عادل للقضية الجنوبية وكان اخرها رفض فكرة الاقليمين والمناصفة شمالا وجنوبا. الاخوة الافاضل المهندس احمد بن احمد الميسري الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور نناصركم ونقف الى جانبكم بكل مانملك من وسائل، قناعة منا ان من تواجهونهم هم من يستحقون المواجهة من الجميع بغض النظر عن اي اختلاف في وجهات النظر. لكم التوفيق والسداد، ولاتنسوا ان اثبات الحق الحنوبي وضمان تمثيله العادل في الحياة السياسية هو ضمان لكم اولا بحكم تواجدكم في هرم السلطة. * عضو الهيئة التدريسية جامعة عدن