- جاء المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب الى اليمن قبل اشهر قصيرة ماضية في وقت كان عصيب للكرة اليمنية ومعقد للغاية ونتاج مشاركات خارجية سيئة ومخزية لكرتنا اليمنية عاد فيها المنتخب الكبير عشرات السنين الى الوراء وذلك حين تلقى خسائر وهزائم قاسية ومخجلة كان ابرزها على الاطلاق الخسارة بالسداسية الشهيرة امام العنابي القطري في محفل اسيوي كبير وغير عادي !! - عقب تلك النكسة الاسيوية التي كانت اشبه بالقشة التي قصمت ظهر البعير اقيل ذلك المدير الفني الوطني للاحمر اليمني الكبير واجمع كل مشائخ وكباتن الكرة اليمنية على فشل تجربة قيادة المدرب الوطني لمنتخب بلا حلول مثل منتخبنا الكبير الذي فضحنا حينها بجلاجل وضرورة عودة الكادر التدريبي الاجنبي للكرة اليمنية .. ويومها داخ الاتحاد اليمني لكرة القدم السبع دوخات بحثا عن مدرب وكوتش من الخواجات وحتى من الاشقاء العرب .. ولم يجد احد يقبل بهذه المهمة التي وجدها اغلب المدربين المحترفين مهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر لانها في اليمن !! - وبالمصادفة وعقب جهد جهيد توصل اتحاد كرة القدم الى المدرب التشيكي المغمور ميروسلاف سكوب الذي دخل اليمن والمشهد الرياضي بهدوء في مثل تلك الاوضاع البائسة للوطن والكرة اليمنية .. واذكر جيدا حينها بان الاتحاد اليمني لكرة القدم لم يقدم المدرب التشيكي الجديد للاحمر الكبير لوسائل الاعلام ولم يوقع معه في احتفالية مفتوحة وانما فعل اتحادنا كل ذلك " سكيتي " لان الشيخ كان مسافر وطال سفره ليتم كل شيئ سرا فالوقت كان قد ازف وصار خليجي 22 بالرياض على مرمى حجر ! - وبحماسه واصراره فقط على اثبات الذات والوجود وخوض تحدي صعب وغير هين في الملاعب بحجم قيادة المنتخب اليمني الميئوس منه انذاك والمطلوب منه ان يستعيد عافيته وان ينهض من كبوته الطويلة ويسعد وطنه وشعبه ولا يواصل اتعاسهما على الدوام .. لذلك عمل سكوب الكوتش التشيكي المغمور على العمل مع المنتخب اليمني من اول يوم بجد واجتهاد حتى قبل توقيع العقد بصورة رسميه .. وشخصيا لفت هذا المدرب نظري في ايامه الاولى من خلال عمله مع المنتخب بصمت ودون ضجيج اعلامي وكان من ايجابيات هذه البداية القوية ان جاءت نتائج المباريات الودية التي خاضها المنتحب في المعسكرات الخارجية قبيل خليجي22 جيدة واعطت مؤشر تفاؤلي بمشاركة واعدة في منافسات المونديال الخليجي العقدة !! - يعني سكوب اشتغل " شغل حريقة " منذ تسلمه المهمة واستطاع في فترة قياسية ان يضع بصمات كبيرة وواضحة في طريقة لعب المنتخب واسلوب الاداء المهاري للاعبين الذي اضفى على المنتخب تطورا اجمع عليه كل المحللين والنقاد في خليجي 22 في الرياض واستطاع به الاحمر اليمني الكبير ان يكون رقما صعبا واين في ملاعب البطولة الخليجية التي اهين فيها منتخبنا كثيرا حتى حين استضاف البطولة في ارضه وبين جمهوره في 2010م !! - ويبدوا ان الشغل الحريقة الذي قام به الكوتش سكوب مع المنتخب الاول استهوى المسئولين والقائمين على الكرة اليمنية الذين يريدون اليوم عقب المشاركة الناجحة في خليجي 22 بالرياض استمرار هذا الشغل ولكن بوتيرة اعلى واكبر وبصورة مغلوطة وغير مسبوقة في أي مكان في العالم اليوم الذي يتعامل مع كرة القدم بحرفية وبصناعة منظمة ومدروسة وعلى اسس صحيحة تضمن التقدم والتطور والنتائج الكبيرة والعالية التي تقود الى المنافسة ومنصات التتويج بالمراتب المتقدمة والكؤؤس الكبيرة في عالم الساحرة المستديرة !! - واما هذا الشغل الحريقة والمغلوط الذي يريد مسئولي كرتنا اليمنية ان يستمر عليه المدرب سكوب هوا بتكليفه بمهام قيادة منتخبات الكرة اليمنية الاخرى كالشباب والاولمبي والناشئين ويمكن البراعم الى جانب مهمته الاساسية في المنتخب الكبير التي ينص عليها العقد .. والخطا هنا انه اولا يعد لعب غير نظيف كما انه ليس فقط خطا بحق المدرب الصديق فحسب بل بحق الكرة اليمنية عموما والكوادر الوطنية والتدريبية اليمنية التي يجب تعمل وتاخذ فرصتها في قيادة المنتخبات بحيث لاتبقى المهام التدريبية لكل استحقاقات الكرة اليمنية الخارجية حكرا على المدرب الاجنبي الذي صحيح بانه نجح مع المنتخب الاول في اول اختبار .. غير ان ذلك لايعني بانه سينجح مع بقية منتخبات الكرة اليمنية الاخرى !!