ما تقوم به اللجان الثورية هذه الأيام من عمل جبار يستهدف استئصال الفساد المخيف في كافة مرافق الدولة ومؤسساتها المختلفة، التي تحولت بفعل التراكم الزمني الطويل للفساد من مؤسسات حكومية عامة تضطلع بدور اداري وخدمي لخدمة الشعب من أمواله وثرواته الوطنية الى اوكار للفساد المنظم والسطو على المال العام وبؤر لجباية المال من المواطن البسيط، فضلا عن العبث بحياة الناس من خلال تعقيد المعاملات اليومية لإجبار المراجعين على دفع رشاوي للموظفين بشكل تعسفي مهين. اللجان الثورية اليوم تقوم بدور ثوري حيوي وطني هام، يعد بحد ذاته ثورة متكاملة الأركان والجوانب، لان الثورة الحقيقية في اليمن هي التي تستأصل الفساد وتقتلعه من جذوره، كون الفساد اكبر مشكلة وابرز معضلة يعاني منها الوطن، ويدفع ثمنها الشعب اليمني بكاملة، لان الفساد هو سبب فقر شعبنا ومعاناتهم ومرضهم وجوعهم وجهلهم وضائقتهم المعيشية، ولذا فان السيد القائد/عبد الملك بدرالدين الحوثي ايده الله ونصره على الطغاة المجرمين، قد وضع البلسم على الجراح عندما امر في خطاب ثوري تاريخي سابق أنصاره الى تشكيل لجان ثورية مهمتها اماطة اللثام عن الفساد والفاسدين ومراقبة الأداء الوظيفي والصرف للمال العام في مختلف مؤسسات الدولة اليمنية المثقلة بالفساد والمفسدين. قد لا يدرك البعض أهمية اللجان الثورية والايجابيات المترتبة على دورها الحيوي الهام لذلك يتعاطى معها ببرود وربما بتقاعس نتيجة الجهل بأهميتها او ربما نتيجة الحملات الإعلامية المعادية لها، لذلك لابد من التوعية الإعلامية الكافية بأهمية عمل اللجان الشعبية وايضاح الامر للرأي العام اليمني، بأن مستقبلهم يتوقف على نجاح هذه اللجان التي تقوم بمهمة انقاذ البلاد ونجدة العباد من وحشية الغول المسمى فساد المفترس والملتهم لكل ثروات البلاد ومقدرات وطاقات الوطن. يجب علينا كشعب يمني ينشد الامن والاستقرار والرخاء والازدهار والحياة الكريمة، بعد معاناة طويلة وحياة بؤس اليمة، ان نتشبث بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، وباللجان الثورية التي تحمل على عاتقها مهمة انقاذ البلاد من اخطبوط الفساد المسيطر على مؤسسات الدولة اليمنية كأنه سرطان خبيث استفحل واستشرى في مفاصلها طيلة العقود الماضية، وهذا ما يجعل مهمة اللجان الثورية صعبة وعسيرة ان لم نقف كشعب نعاني من الفساد الى جانب اللجان الثورية نتعاون معها ونسهل لها سير اعمالها حتى تنتشل اخر فاسد في هذه البلاد.