شنَّ زعيم الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي هجوما لاذعا على الرئيس هادي، متهما إياه بعرقلة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وما يتضمنه من استحقاقات ثورية. وفي كلمة متلفزة له بثتها قناة «المسيرة» مساء اليوم خلال لقاءة بوفد قبائل خولان، تطرق الحوثي إلى عدد من المواضيع والتطورات التي شهدتها الساحة اليمنية مؤخراً. * إشادة بالشعب عبد الملك الحوثي استهل خطابه الذي يرى مراقبون أنه بيان الإنذار الأخير لما قبل إزاحة الرئيس هادي مطلع العام القادم، بالحديث عن انجازات ما وصفها ب «الثورة الشعبية» ، مؤكدا أن الشعب لم يكمل ثورته في 21 سبتمبر، وأنه قطع شوطا كبيرا في ملاحقة النافذين. وأشار إلى أن ذلك «الانجاز ترتب عليه نتائج مهمة فالشعب حين رفض التركيع وقوى الفساد في الخارج وعملاؤهم في الداخل فوجئوا بهذا الانجاز فالشعب تحرك معتمدا على الله وعلى نفسه وأمام كل هذا لم يستطع العالم أن يقف أمام هذا الانجاز وال21 من سبتمبر شاهد على حيوية هذا الشعب». وأضاف: «من نتائج الانجاز أنه أتاح فرصة لبناء دولة وهناك فرصة حقيقية ولابد من استمرار الثورة فالشعب معني اليوم أن يقتطف ثمرة تضحياته وصبه والتضحيات بالشهداء والجرحى وكان لابد اليوم من اغتنام هذه الفرصة لبناء دولة». واستطرد: «واليوم هناك صيغة اتفاق السلم والشراكة بفضل الثورة وأصبحت لها اعتراف على المستوى العالم وهذه الصيغة لابد لها من تحرك وتعاون وهناك قوى تعمل أمام هذا الاتفاق»، مضيفا: إن شعبنا ينشد إقامة العدل حتى يتحقق العدل في واقعه ويصبح حقيقة ملموسة وليس مجرد كلام ومهاترات بين القوى السياسية، إن شعبنا ينشد أن يتخلص من الحالة البائسة التي يعاني منها نتيجة الفساد المتوغل في مؤسسات الدول والذي أوصل واقع البلد الاقتصادي إلى أسوأ حال ، ووصل بالبلد إلى حالة التسول». * الرئيس ارهابي واتهم عبدالملك الرئيس هادي بدعم ومساندة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأوضح أنه جعل من نفسه مظلة للفاسدين وأنه كان يتصدر القوى المضادة للثورة الشعبية التي شهدتها اليمن في 21 سبتمبر . وقال الحوثي إن لديهم أدلة على مسؤولين كبار في الدولة ومن بينهم رئيس الجمهورية دعمهم لتنظيم القاعدة. وتابع قائلاً: «عندما يفقد الشعب اليمني الأمل فإنه لن يبقى متغاضياً إلى ما لا نهاية وعلى الرئيس ألا يبقى أسيراً القوى الماضي وألا يلحق الأموال لتلك القوى إلى حيث قد هربت»، داعيا هادي إلى أن يراجع حساباته وإلا فإن الوضع خطير وهناك خيارات استراتيجية. * فساد واختراقات أمنية وأشار إلى أن الفساد قد استفحل في مؤسسات الدولة وبدعم منها للفاسدين وصل الحال ماوصل اليه وكل الخطوات في الخارج سواء على مستوى مجلس الأمن وبعض أذيالها من الدول التابعة لها هو يصب في حماية الفاسدين وامن واستقرار هذا البلد. وأفاد بأن هناك اختراقات كبيرة للمؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية حتى على مستوى تزويد العناصر التكفيرية بالمعلومات عن طريق التنصت على الاتصالات والتقاعس من جانب الأجهزة الرسمية عن القيام بمسؤولياتها في مواجهة الأخطار التي تهدد البلد. وأضاف: «لو تعاطت القوى السياسية بايجابية لصالح الشعب فانه كان قد ساهم في الكثير من المتغيرات في الواقع السياسي والأمني والاقتصادي لكن بقيت المكايدات وحسابات التي لم يبق لها أول ولا آخر». وتابع موجها كلامه للأحزاب: إن «الشعب لن يسكت وإن رأى مطبا في تحقيق مطالبه المشروع فهو يقدر أن يتجاوز أي قوة سياسية متآمرة على أهدافه المشروعة». * الميزانية وفي الشأن الاقتصادي تحدت عبدالملك عن صرف مليارات الدولارات من خزينة الدولة، مشيرا إلى إيقاف مبالغ هائلة، ومنوها بأنه ومنذ اكتشاف النفط في اليمن هناك تقديرات بأن 500 مليار دولار ضائعة. وقال: «نسمع هذه الأيام عملية جرد واسعة وفي وزارة الدفاع وشتى الوزارات هناك عملية جرد وتوجه للإستفادة من مليارات كثيرة في الوقت الذي يصرخون ليل نهار بأن الخزينة فاضية، اتركوا تلك الأموال التي تأكلوها بالحرام للشعب». وأضاف: «يجب أن تقوم اللجنة الاقتصادية بمراجعة الميزانية للتغلب على الاختلالات وهم يتهربون من ذلك». وأكد على ضرورة أن تخضع ميزانية 2015 لمراجعة دقيقة حتى لا تكون دعما للفاسدين وأن تبنى على فساد الماضي، منوها بأن هناك مماطلة في انجاز اجراءات مهمة نصت عليها وثيقة اتفاقية السلم والشراكة. وقال: «كبار النافذين أصبحت المديونية لديهم بالمليارات ، ولا يهتمون بمتابعة الديون المتراكمة من الضرائب لدى شريكة سبأ فون، ولا يتابعون الأموال التي استحوذ عليها علي محسن وحميد الأحمر، ويتجاهلون المديونات لدى كبار النافذين ويصيحون أنه لا يوجد ميزانية». وزاد: «هذه الأيام يحاولون أن ينزلوا مليارات لكثير من المليشيات التي كانت تقاتل مع علي محسن بينها كثير من التكفيرين في الجوف وبعض المحافظات، وحاولوا أن يفعلوا لولا انتباه اللجان الثورية التي أعاقت ذلك». محاربة الفساد والأجهزة الرقابية وأشار إلى أن مسألة محاربة الفساد مسألة أساسية لا محيد عنها مهما ضج من ضج، موضحا أنهم سيفعلون هذ المسألة بدعم شعبي وأن كل الخيارات متاحة لفعل ذلك، ولن يسمحوا أن تذهب البلد إلى الانهيار. ونوه بأنهم بعد 21 سبتمبر طلبوا من الرئيس هادي أن يسلم الأجهزة الرقابية للثوار، وقال: «من المفترض أن تكون الأجهزة الرقابية وفي مقدمتها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بيد الثوار لكشف الفساد ومن المفترض مثل هذه الأيام أن يكون أيام جرد وللأسف يجعلون من عملية هذا الجرد استكمال ما بقي في العروق بعد الذبح من أموال للشعب يتم نهبها حتى لا يستفيد منها الشعب». وأردف: «إما أن يسلموا الرقابية والدوائر ذات الطابع الرقابي للثوار ليراقبوا، وإلا فاللجان الثورية لهم بالمرصاد فليصيحوا وليصرخوا وليشتموا في صحفهم ووسائلهم الاعلامية قدر ما يشاؤون ولن نتراجع عن محاربة الفساد»، مشيرا إلى أنهم مصرون كثورة شعبية على محاربة الفساد وانجاز الاجراءات على المستوى الاقتصادي، ومنها المتعلقة التي تضمنتها وثيقة السلم والشراكة. ولفت إلى أن الشراكة في الأجهزة الرقابية والتنفيذية مسألة حتمية لا يمكن التنازل عنها. * أمريكا ودول الخليج وسخر عبد الملك الحوثي من دول الخليج، مؤكدا أن موقفها الأخير من اليمن هو من أغرب ما صدر من مواقف، واصفا إياه ب «النكتة». وأردف: «في بيان دول الخليج قالوا عن اللجان الشعبية اليمنية التي تسعى لتأمين الشعب وحماية مؤسسات الدولة في صنعاء وبعض المحافظات قالوا عنها انها محتلة للبلد ومحتلة لليمن تصوروا اليمني في بلده على تراب وطنه يسموه محتلا، أي عبقرية هذه أي ذكاء أي رؤية جديدة لتوصيف الاحتلال». وخاطب دول الخليج قائلاً: «كان الاجدر بدول الخليج ان يتكلموا مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين كان الاجدر بهم ان يتضامنوا مع الشعب الفلسطيني ومع المسجد الاقصى وضد العدو الصهيوني بدلا من التضامن مع القاعدة والتكفيرين، وأن يكون لهم جزء من الجرأة والوقاحة ضد المحتل الصهيوني». وأشار إلى أن بعض تلك الدول التي أصدرت ذلك البيان بدعم وتنسيق من أمريكا، تبعث هي الآلاف من خارج اليمن إلى البيضاء ومأرب والجوف ليقموا هم بفرض صيرتهم على مناطق يمنية، ومضى بالقول: «عبد ربه قال إن 70% من القاعدة في اليمن من خارجها، فمن هو المحتل هل اليمني من سكان المحافظة هو المحتل أم أولئك الذين تبعثهم تلك الدول ليسيطروا على مناطقنا ويعملوا فيها إمارات». كل المواقف التي تأتي من الخارج هي مفضوحة وتضامنت مع القاعدة وداعمة للتكفيرين ومخلة بأمن واستقرار البلد ومنتهكة لسيادته. وأكد الحوثي أن أمريكا كانت ولازالت أكبر داعم للفساد ولقوى الفساد ولذلك كان موقفهم سلبيا تجاه المطالب الشعبية وكان ينحاز الى الفاسدين. وقال: «وكلما يكون هناك توجه فاعل لمحاربة الفساد ينزعج الخارج وتنزعج أمريكا وبسرعة يبحثون عن موقف من هنا أو هناك ويحركون أذرعهم في هذا السياق وهذه فضيحة لأمريكا التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان». وأضاف: «من المعوقات الدور الخارجي وعلى رأسها أمريكا وبعض دول المنطقة وكانت أمريكا ولازالت أكبر داعم للفساد ولقوى الفساد ولذلك كان موقفهم سلبيا تجاه المطالب الشعبية وكان ينحاز الى الفاسدين». ولفت إلى أن عوامل المعوقات هو التعاطي السلبي من الشراكة التي بقيت محسوبة على مصالح ضيقة وبعيده عن مصالح الشعب اليمني المعاني فهذا الحزب يريد كذا من الوزارات والمناصب وحزب آخر يريد كذلك. * الإصلاح واتهم عبدالملك الحوثي حزب التجمع اليمني للإصلاح بدعم ومساندة القاعدة في أكثر من محافظة يمنية. وأوضح أن مشكلة حزب الإصلاح أنه مليشياته تقاتل جنب إلى جنب مع القاعدة وقاتلت مع القاعدة في أرحب والجوف وعمران ومأرب مع القاعدة». وقال: «نتمنى من العقلاء في الحزب أن يكونوا أرشد وأكثر وعيا وأن لا يستمروا في هذا المسار الخاطئ، وأن يدركوا خطأ هذه السياسية وفداحة هذا السلوك»، مضيفا: «ولا يشرف أي قوة سياسية أن تقاتل مع القاعدة، وتحاول ان تدعمها من خلال نفوذها في مؤسسات الدولة، أو القتال معها في اليمن». وأوضح أن المجاميع التي كانت تقاتل في أرحب كانت تتلقى الدعم من خزينة الدولة وهي تمارس الاغتيالات والقتل والتفجير وتستهدف المواطنين وقوى الأمن والجيش. ونوه بأنهم طلبوا من الدولة أن تقوم بواجبها في البيضاء، إلا أنها رفضت وتركت القاعدة لتفعل ماتريد لأن الخارج يريد ذلك.