إن المذبحة والجريمة الشنيعة التي حدثت بالأمس في المركز الثقافي بمدينة إب كارثة بمعنى الكلمة ومنبوذة شرعا وعرفا وينبغي على الدولة وأجهزة أمنها ضبط الجناة ومن خططوا لها وتقديمهم إلى العدالة بشكل عاجل حتى لاتتكرر ولايتجرأ من خطط لها فيفجعنا في مظلومين آخرين من أبناء وطننا الحبيب .. كما أنني أحب أن أذكر الأخ الرئيس والحكومة وقادة الجماعات والأحزاب والمكونات والعقلاء جميعا أن هذه الجريمة لاتقل بشاعة ولا فداحة ولا مقتا عن مثيلاتها من الجرائم كمذبحة خيمة العزاء بالضالع ومذبحة العرضي والسبعين والشيخ بن حبريش والناشطين والضباط والجنود بحضرموت وجامع النهدين وجمعة الكرامة ومحرقة تعز ومجزرة القاع وأبين وعدن وشبوه وصعده وعمران وأرحب والجوف وكل هذه الجرائم والمذابح لم نسمع حتى الآن ولم نرى أنه أعلن عن اعتقال شخص واحد متهما فيها فضلا عن محاكمته أو إعلان نتائج التحقيقات للرأي العام حتى يكون عبرة لغيره .. ومن هنا فإنني أرجو أن لاتمر هذه الجريمة ولا سابقاتها دون محاسبة ومعاقبة مرتكبيها فإن هذه الجرائم لاتسقط بالتقادم .. وكذلك على الجميع تحكيم الشريعة والعقل والمنطق والقانون والإلتزام بكل الإتفاقيات والوثائق الموقعة وسرعة تطبيقها على أرض الواقع والبدئ بالعدالة الإنتقالية والمصالحة الوطنية وانسحاب المليشيات المسلحة من المدن وإعادة أسلحة وممتلكات وسلطة الدولة وتعزيز مؤسساتها على الأرض حتى تقوم بواجبها في خدمة وحماية الوطن والمواطنين .. ونجنب أرضنا وشعبنا هذه الفجائع والأحزان والآلآم فإننا بأمس الحاجة إلى تجاوزها والإنتقال إلى واقع آخر أجمل يسوده الأمن والإستقرار والبناء والإستحقاقات الكبرى .. رحم الله جميع الشهداء .. وشفى الله جميع الجرحى .. وفك الله الأسرى والمخفيين .. وألف بين قلوبنا أجمعين .. وألهم كل مكلوم ومحزون الصبر والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .. وكل عام ووطننا وشعبنا وأمتنا في أحسن حال وأفضل مآل .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .. محبكم / صلاح باتيس عضو رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني
