" يز ع الله بالسلطان مالا يزع بالقرآن" والدولة الظالمة أفضل ألف مرة من غياب الدولة. والمستبد العادل " كلها مقولات تتحدث عن الدولة وقوتها وأهمية ذلك لحفظ النفس والمال والدين .. إلخ وكان يردد على مسامعنا الفقهاء والخطباء في صلاة الجمعة الكليات الخمس والحفاظ على بيضة الدين وأخيرا كسروا كل البيض فوق رؤوسنا تارة باسم الدين وأخرى باسم المذهب وإضعافه وكم يا أعذار ومبررات ، لقد فشلنا منذ قرن من الزمان ولم نذهب بعيدا في الماضي سبب عجزنا نحن اليمنيون في بناء دولة المواطنة المتساوية وصراعنا منذ قرون عديدة من أجل الحكم والسلطة والثروة . في مراحل سابقة حشد الزعماء السياسيون وقادة مراكز القوى أتباعهم بلافتات متعددة " طائفية ومذهبية ومناطقية " لكنهم في الأصل أرادوا من هؤلاء الأتباع أن يموتوا بدلا عنهم وحتى من تم اغتيالهم من الزعماء وقادة مراكز القوى كان وراؤه التنافس السياسي وليس العداء الطائفي أو المذهبي. لو عدنا كثيرا أو قليلا إلى الوراء سنجد أن الفشل في بناء دولة المواطنة المتساوية هو القاسم المشترك لكل الزعماء أيا كانوا ومن أي توجه سياسي أو مذهبي أو مناطقي ولم يكن الصراع بين اليمنيين في أي مرحلة من المراحل طائفيا أو مذهبيا كانوا يتصارعون من أجل السلطة والثروة وخدمة أسيادهم في المنطقة ويوزعون ولاءاتهم بين القاهرةوالرياض وواشنطن وموسكو واليوم بين طهران والسعودية. بنى الزعماء الأكثر محافظة من زعمائنا في المنطقة دولا قوية وأسسوا أنظمة لا يسمحون بتجاوزها ويضربون بيد من حديد كل من يتطاول عليها ، وأتذكر كيف أحرقت وأبادت قوات الأمن في الرياض الإرهابيين بحرقهم بالسلاح الحارق وقذائف " آر بي جي " برغم تمترسهم بالسكان وبرغم هروبهم إلى شوارع مزدحمة بالسيارات والمارة. هناك من ينتقد عندما نطرح نماذج من دول الجوار في فرض هيبة الدولة والنظام فلا زالوا يقولون هذه دول ناشئة جديدة وطارئة على خريطة المنطقة . نعم يا أصحاب ولكن نحن أصحاب الحضارة والعمق الفكري ومن دوخنا أولادنا ودوخنا إعلامنا بأمجادنا نحن اليمنيون فشلنا في بناء دولة كنا ولازلنا "شقات" ومقاولين مع الأقوياء إقليميا ولم نستطع بعد أن نكون أقوياء. لا تصدقوا أننا سندخل النفق العراقي أو السوري فليس لدينا تعصب طائفي ومذهبي " الزيود والشوافع والاسماعيليون " يصلون في مساجد واحدة والزيدي يقبل أن يؤمه شافعي والعكس ليست هذه مشكلتنا في اليمن .. صراحة وبدون زعل مشكلتنا الفقر والسلطة والثروة وكل من يحتكر السلاح الثقيل ومن يحارب يكون مدفوعا بأن السلطة ستضيع عليه أو ضاعت وهو يستعيدها هذا ما نعيش فيه منذ بداية القرن العشرين الماضي ، باختصار منذ صلح دعان 1911م بين الإمام يحيى والأتراك ونحن نتصارع ونتحارب على السلطة والثروة. وأخيرا: لن تقوم لليمنيين قائمة إذا لم يؤمنوا بتعددهم وتنوعهم في المذاهب والتعبد والشؤون الحياتية والخصوصية .يتحدثون عن الشراكة ولم يعترفوا بتنوعهم وتعددهم .. لا تخافوا من المذاهب والتنوع فقط اعترفوا بها وأسسوا دولة تحمي الجميع.. هل فهمتم... صحيفة "الثورة"