كانت اللجان تتوجه ذهاباً وإياباً إلى صعدة من أجل إقناعه بالعدول عن مغامراته الثورية وإرتداء عباءة الشعب اليمني العظيم , كما كانت كل معضلة تواجه السلطة تُقَابَل بإنشاء لجنة بقرارٍ يحمل إمضاء الرئيس هادي , بدا الخوف بعد الإستيلاء من دار الرئاسة ومنزل الرئيس من الدخول في متاهة الفراغ اللجاني إن صح التعبير لا الفراغ الدستوري الغائب او المغيب أصلاً منذ عقود إن لم تكن أبعد من ذلك بكثير ,كنا سنشتاق كثيرا للجان هادي و نشعر بالكثير من الألم , لذا لم يشأ رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي أن يصل إحساس الفراغ اللجاني إلى الشعب , فكان أول قرار مبارك يتخذه الرئيس الجديد هو تشكيل لجنة , ياللروعة ..أرأيتم كم هو رائع رئيسنا الجديد ..تم تشكيل ماسميت اللجنة الأمنية العليا , و في سياق اخر ومتصل أيضا بالقصة الكاملة لا قصة اللجان .. لا حظوا أن عدد أعضاء اللجنة الأمنية خمسة عشر عضواً , ثلاثة أشخاص منهم من الشمال والجنوب والوسط , واثنا عشر شخصاً من شمال الشمال , وربما هذا مجرد نموذج بسيط لتفاصيل الحكاية , وأيضاً نموذج لأسباب الإنقلاب و كذا تشبت الشعب بمشروع الأقاليم ومخرجات الحوار والدستور , فكل مايتعلق بالسلطة والأمن والجيش والثروة والسيادة حصرياً على المركز المقدس , أما الفلاحة والصحة والتعليم وتركيب أعمدة الإنارة والمجاري وغيرها فسيتركها لكم تكتل الفيد التاريخي عن طيب خاطر . أحس المبعوث الأممي بأهمية وقيمة لجان هادي بعد أن إضطر بنفسه للتواصل مع عبدالملك المقيم في صعدة عبر الهاتف و كذا قيادات الأحزاب في جهدٍ كبير لإعادة الحوار في موفمنبيك , و كذا من المتوقع أن يبذل جهداً أكبر لإعادة المنسحبين من الحوار , والتوجه إلى صعدة لإقناع عبدالملك بالإنسحاب من البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري والإبقاء على سيطرته على ثلاثة إتجاهات فقط للقصر الذي تحول إلى القصر الثوري , أسوة بالرئيس الثوري واللجان الثورية والمواطن الثوري والشعب الثوري , وكذا سيدرك بن عمر أنه بحاجة للتوجه إلى مأرب لإقناعهم بأهمية سيطرة الميليشيا على إقليم سبأ تناغماً مع الشراكة الثورية في النفط والغاز ورمال الصحراء , والتوجه إلى عدن وشبوة وحضرموت لإقناع أبنائها بالفوائد السبعة للإعلان الدستوري ودوره في السلم والشراكة , وربما يضطر بن عمر بعد أن يضنيه التعب لتشكيل لجان مختلفة لحل القضايا الراهنة وبتفويض أو قرار أممي وربما عبر مجلس الأمن . الرئيس الجديد محمد علي الحوثي سيصاب بالدهشة بادئ الأمر من سلوك المبعوث بن عمر , ثم سيبدأ بالتذمر , وصولا إلى الرفض الثوري القاطع لما يراه تدخلاً أجنبياً سافراً في الشؤون الداخلية , ومن المتوقع إصدار قرار ثوري بحصر اللجان وتشكيلها وتحديد مهامها وحقوقها على قيادة الثورة , لتبدأ مرحلة جديدة من النزاع الثوري الأممي بسبب اللجان وتفسيرها وتحديد شرعية من يستطيع إنشائها وتزمين مهامها وما إلى ذلك , لتبدأ بعد ذلك أحزاب اللقاء المشترك بالتدخل وبذل الوساطة لحل الخلاف بين الرئيس محمد الحوثي والمبعوث الأممي جمال بن عمر وصولاً إلى إتفاق انهاء الفراغ اللجاني عبر تشكيل لجنة تضم جميع الأطراف للوصول إلى لجنة تقود للبحث عن الميليشيا والسعي لإنهاء زحفها الذي توغل طيلة فترة لجان بن عمر ومحمد الحوثي جنوباً وشرقاً حتى وصل إلى مقديشو عاصمة جمهوية الصومال الشقيقة .. ومن المتوقع صعوبة إقناع الميليشيا بأن هذه أرضاً أجنبية لاتقع ضمن حدود الوطن , وفي تلك اللحظات يتم تنازل عبدالملك عن منزل الرئيس عبدربه منصور هادي والقبول بإطلاق سراحه مقابل زيارته لمقديشو وتأكيده أنها عادت لأصحابها ولا تبسط عليها المليشيا ..وتستمر اللعبة ..عفواً ..وتستمر اللجنة ..على أمل أن تنتهي يوماً , ويعود الوطن ..