يعيش الحوثيين و رئيسهم عبدالملك الحوثي في وهم أن ما يقومون به هو " ثورة شعبية " وقد بدأوا انقلبهم العسكري بتواطؤ من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تحت شعار مناهضة الجرعه السعريه و تخفيض اسعار النفط والغاز وهو الشعار الذي لم يستطيعوا تحقيقه وهم الآن في السلطه على الأقل في مدينة صنعاء ان خطاب عبدالملك الحوثي اليوم الخميس 26 فبراير هو خطاب القلق و العاجز ، فتارة نراه يسترجع وهم " الثورة " وتارة نراه يتخبط في استيعاب تداعيات تمكن فخامة الرئيس هادي من الخروج من صنعاء الى عدن. أن جماعة الحوثي الانقلابية ومليشياته الأرهابيه المسلحه يتخبطون في سكرة أشبه بسكرة الموت وهم يدركون أنهم يمثلون أقلية محاصرة في بلد كبير متعدد ومتنوع وأقليم لا يتفق مع رؤاهم وعنصريتهم. أن الحوثيين يمثلون طائفة زيدية موغله في التخلف ومصرة على التمسك بالماضي والغاء الأخر وهم يدركون أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد أستغلهم بتسهيل دخولهم الى صنعاء والتآمر على شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي طمعا في اعادة استلامه هو وابنه أحمد للسلطه بعد ازاحتهم ، لذا نجدهم يتخبطون في اوهامهم دون اعتبار لعقولنا و عقول العالم وكأنهم هم الأذكياء والعالم من حولهم غبي و ضعيف و لا حيلة له. هذا وهم قاتل وعسى أن ينفرد منهم مفكرا ناصحا مثل الأستاذ البخيتي ليدق جرس الإنذار في اذانهم وعقولهم المتحجرة ويعودون عن غيهم صاغرين. وكبيرهم الذي علمهم السحر عبدالملك الحوثي حاول في خطابه المنكسر البحث عن غريم ( ممثل في الإصلاح) لكسب ود الرئيس هادي وليقول له ان صراعنا مع الإصلاح وليس معك فانت يحق لك " الذهاب الى أي مدينة تشاء بما فيها عدن و اننا نطلب ودك ونغازلك ياهادي من خلال هجومنا الشديد ضد حزب الإصلاح وليس ضدك " ، هذا هو المنطق البائس لخطاب المدعو عبدالملك الحوثي الذي هدف الى دق اسفين بين الإصلاح وهادي بعد أن فشل في استثارة الحراك الجنوبي ضد هادي ، وهو وهم ليس له ما يعززه على صعيد الواقع السياسي في اليمن و لا يعيش الا في الخيال المريض للحوثي واتباعه. مبعث خطاب عبدالملك الحوثي اليوم هو الخوف من الأقليم و العالم وهو خوف له ما يبرره في ظل تلبد غيوم الحصار السياسي والاقتصادي و الأمني على الحوثيين وهو ما يدركه عبدالملك أكثر من غيره لأنه يشعر أنه بدأ يفقد اتصاله بالعالم وان السفراء بدأوا يتوافدون الى عدن وهو يدرك أنه لا يستطيع نقل ما يريده لأي جهه محليه أو اقليمية أو دوليه وخاصة بعد رحيل المبعوث الأممي جمال بن عمر الى عدن - وعدم احتمال عودته مجددا الى صنعاء في ظل هذا الوضع - ، فالحوثي يحس بالعزله المطلقه و يشعر أن لحظة الحسم ضده وضد جماعته قد دنت و هو أمر طبيعي فقد اختاروا الانتحار السياسي وأصروا عليه وما يزالون حتى الأن . فالنتائج هي وليدة المقدمات فهاهي تتوارد وقريبا سنسمع انتهاء دور مليشيات الحوثي وتلاشيها وسيتم القبض على افرادها وقيادتها و من يقف وراءها لتقديمهم الى محاكمة شعبيه عادله بسبب ما اقترفوه و يقترفوه من جرائم ضد الوطن والشعب.