ما حدث بصنعاء الجمعة الماضية من تفجيرات مؤلمة لمساجدها يذكرنا بما حدث بمساجد كربلاء بالعراق وعدت الشرارة الأولي لحرب طائفية شعواء أكلت الأخضر واليابس، هناك يكاد يكون المخرج واحد في توظيف أدوات الصراع وكان بارعا جدا في إخراج المشهد اليمني من صراع سياسي إلي صراع جهوي بنكهة مذهبية. فما حدث ويحدث في عدن كان نتيجة طبيعية للحراك العصبوي السائد في صنعاء، والذي اعتبر هادي نكرة في المركز المقدس ولا يحق له التربع علي عرش المركز، وراهن علي تفتيت الجنوب وتحريك الخلايا النائمة التابعة له للسيطرة علي الأوضاع هناك. فشلت رهاناته بعد الاحتواء السريع لخلية القوات الخاصة بعدن، وتداعت الأحداث بعدها بوتيرة متسارعة من اغتيال المفكر السياسي عبد الكريم الخيواني، في الذكري الرابعة لمذبحة جمعة الكرامة، الذي كان صادقا مع شهداءها وتجلي ذلك بكلمته الحماسية أبان الإعلان الدستوري في النهدين .."الان الان نجحت ثورة فبراير " . ناهيك عن تحركاته مؤخرا في تأسيس حراك يساري مدني لاحتواء النخبة التقدمية وفك العزلة السياسية والجماهيرية لحركة أنصار الله، نتيجة التمدد العسكري والمسلح ولا ننسي محاولاته السابقة بإطلاق أسماء شوارع العاصمة أسماء رموز وطنية من كل اليمن، واغتياله كان رسالة قوية لكل من تسول له نفسه تمدين الحركة ولكي لا يكون عائقا ومن معه في وقف تنفيذ مخطط العرقنة وجات بعدها مباشرة مجزرة مسجدي بدر و الحشوش بصنعاء لتشكل الشرارة الأولي لتفجير الموقف وتدفع الحركة بقوة في اتجاه ذلك لتنفيذ المخطط المرسوم من خلال تصدر الحركة المشهد المسلح وتأخذ المعركة بعدا طائفيا وهناك غطاء إعلامي فضيع لتهيئة مشهد العرقنة في اليمن ... المال الخليجي الذي كان سببا في إسقاط العراق ووظفه المخرج الأمريكي لصالح مشروع الفوضى الخلاقة الذي يدشنه في المنطقة اليوم منذ، نجاحه في العراق (صراع سني شيعي) وتكفل بتنفيذه المستثمر الإيراني وما أشبه الليلة بالبارحة ... قد يقول قائل إننا هنالك مبالغة ويبرر إن البعد الطائفي غير موجود في اليمن، كما عليه الحال في العراق صحيح ذلك لكن توظيف البعد الديني والمناطقي في الصراع يقودونا إلي ما هو ابعد من ذلك. ناهيك عن ان غياب المشروع الوطني الجامع وعدم تشكل دولة العدل والمواطنة المتساوية التي بشرت بها مخرجات الحوار الوطني، تدفع الناس لاستنهاض الولاءات الضيقة علي حساب الولاء الوطني. وهذا ما يتم علي الأرض وهناك أطراف عدة تستدعي ذلك للمحافظة علي بقاءها وللمتاجرة، بذلك في سوق أقلمة وعرقنة اليمن. ليس هناك منتصر ومهزوم وحدها اليمن ستكون مهزومة كما هزمت العراق من قبل.. إذا استمر أبناءها بكل هذا الهراء والعبث الممنهج بالطبع. .........