في هذه اللحظة المهمة من تاريخ شعبنا ووطننا اليمني يكون التأمل المتزن لمجمل أفعالنا وتصرفاتنا الماضية والحاضرة ,مسألة ضرورية , للوصول إلى صياغة عقلانية نشكل من خلالها ملامح مستقبلنا على ضوء الاستفادة من كل أخطائنا وعثراتنا وأن التعامل مع المستقبل يجب أن يكون قائماً على إجابات منطقية لسؤال كبير , كيف نواجه التحديات الراهنة ؟؟؟ لاتتشفى إنه الوطن لاشك أن المجتمع اليمني شهد تباينات في وجهات النظر حول التطورات المتلاحقة , وكان ذلك مقبولا , في إطار اللعبة السياسية , لكن أن يصل الأمر إلى أن يتشفى البعض لما يجري من تدمير و حروب , فهذا مرفوض , فالدماء التي تنزف والإمكانيات التي تدمر هي أولا وأخيرا يمنية . إن التشفي لما يحدث للوطن من دمار لبنيته الأساسية وجيشه الوطني , يعد من الجهالة والغباء , فليس من المنطق أن يحدث مثل ذلك , فالوقت ليس وقت الحساب وكيل التهم , فهذا يعمق من الجراح والانشقاق . وللأسف فإن بعض الأقلام لم تقصر في تصعيد وتأجيج مشاعر التوتر وتحميس المواطنين على بعضهم البعض , متجاهلة خطورة ذلك على الوحدة والنسيج الاجتماعي . في هذه اللحظة الخطيرة , يجب على المواطن أن ينأى بنفسه عن كل ما يسهم من عراك مجتمعي , ولتكون صفوفنا موحدة في خندق الدفاع عن استقرارنا ووحدتنا الوطنية , ونحكم عقولنا , بعيد عن عواطفنا المنقادة لهذا الطرف أو ذاك . رأب الصدع بدون مكابرة أو انفعال , الوطن يتعرض لمخاطر كبيرة , طغى فيها منطق السلاح , المسالة ليس فيها غموض , والكل يلمسها , وكل شخص أصبح يدرك ما يحدث , وتداعيات ذلك على حياتنا المستقبلية , لا يعقل أن تصمت الحكمة اليمانية في هذا الوقت العصيب , لابد أن تنجلي روح المسؤولية الوطنية . لابد أن نتجاوز خلافاتنا , ونستحضر لغة العقل والمنطق ,فوحده العقل الذي يجب الاحتكام إليه لتجاوز المحنة العصيبة . لقد فتحنا في الفترة الماضية ملعبا للفتن والمشاحنات وتبارينا بأساليب اللعب الخشن والقذر , دون مراعة لأصول اللعب النظيف الممتع والخلاق , لكننا تفننا فقط في خلق عوامل الانشقاق والهدم والتحريض الهدام . نحن الآن بأمس الحاجة إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، والابتعاد عن المكايدات والعمل على رأب الصدع قبل فوات الأوان , وهناك طريق واحد لكل ذلك هو طريق الحوار لإخراج البلاد من محنته الراهنة , هذا الأمر ملزم على كل القوى السياسية , والمجتمع بكل مكوناته لابد أن يكون ضاغطا بكل أدواته وإمكانياته لتحقيق ذلك .. ليس عيبا أو خسارة على أي طرف يقدم فيه تنازلات حتى وان كان في موقع الحق ومعزز بأي قوة , فمن اجل الوطن , والتماسك الاجتماعي تهون كل المكاسب الفئوية , و الشخصية , فالوطن فوق الجميع . شهيد الكلمة للكلمة صداها المؤثر في كل مهمة وطنية , في السلم والحرب , خاصة إذا كان من يصيغها ويكتبها صاحب قلم صادق وشجاع كما كان الأستاذ الشهيد عبدالكريم الخيوني . ولأنه صاحب قلم جريء يقارع الظلم , ويناضل من أجل الدولة المدنية الحديثة , ضاق منه أصحاب المشاريع الظلامية , فكان نصيبه تلك الرصاصات الغادرة . كم كان الوطن بحاجة إلى كلمته الصادقة في مثل هذا الوقت ,لكن نهجه الشجاع الحر سيظل يلهم الكثير من رواد الحرف . رحم الله شهيد الكلمة عبدالكريم الخيواني "الثورة":