الحرب مأساة الشعوب مهما حاول السياسيون والجنرالات تزيين قبحها وتبرير قذارتها ووحشتيها ولا أعتقد أن هناك مبررات تغطي الحق لأحد في الاعتداء على دولة أخرى وقتل شعبها وانتهاك سيادتها كما هو الحال اليوم في بلدي اليمن التي تدمر ويشن عليها عدوان عربي بحق ذريعة تقليص النفوذ الإيراني الشيعي، وهي نفس الذريعة التي اتخذت لتدمير سورياوالعراق. والمؤسف أن أشقاءنا العرب لم يكتفوا بتدمير مقدرات الشعب اليمني وبنيته التحتية بل ذهبوا أيضاً إلى أبعد من ذلك ليستهدفوا النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني ووحدته الوطنية حين ألبسوا عدوانهم لباس المذهبية والمناطقية في إشارة إلى أن الحرب بين السنة والمدعومين بالتحالف العربي والشيعة الحوثيين المدعومين من إيران وبين أبناء المحافظات الجنوبية الذي منهم الرئيس هادي وبين أبناء المحافظات الشمالية ليكونوا بذلك قد أسسوا لصراع يمني يمني طويل الأمد.. فما تقوم به دول التحالف العربي سينتج لنا وضعاً مشابهاً للوضع العراقي بكل إفرازاته والذي كان نتاج لحرب شنها التحالف الدولي بقيادة أمريكا على العراق وكلنا نذكر أن أمريكا وهي تقود التحالف الدولي لغزو العراق أعلنت أن هدفها مساعدة الشعب العراقي وحماية الشيعة وحفاظاً على أمن واستقرار ووحدة العراق. فما الذي تحقق من تلك الوعود الأمريكية والدولية للشعب العراقي حتى اليوم؟؟ وهي نفس الأهداف التي أعلنها التحالف العربي لتبرير تدخله في اليمن.. ومع ذلك أقول إن ما يجري اليوم هو نتاج طبيعي لفشل اليمنيين في حل أزمتهم بسبب تقاطع مصالح أطراف الأزمة وصراعهم على السلطة وارتباط البعض منهم بقوة إقليمية ودولية وجميعهم دون استثناء يتحملون المسئولية في إيصال البلد إلى هذا الوضع المأساوي وإن كانوا جماعة أنصار الله الحوثيين يتحملون الوزر الأكبر، ولا زالت الفرصة متاحة أمام الجميع لإنقاذ اليمن وشعبه فالحل بيد اليمنيين أنفسهم وليس بيد غيرهم فقط ن أخلصوا نواياهم وتحاوروا من أجل المصلحة العليا للشعب والوطن أما إن استمروا في خلافاتهم وصراعاتهم ومماحكاتهم وأحقادهم وانساقوا خلف مطامعهم الحزبية والمذهبية والمناطقية فإنهم يقودون وطنهم وشعبهم إلى الضياع إن لم يكونوا قد فعلوا ذلك فعلاً.. ولهذا وفي ظل هذه المأساة التي يتعرض لها الوطن من السخف أن يعتقد طرف سياسي معين أن ما يجري يصب في مصلحته ويبني مواقفه على هذا الافتراض .. فالحرب خطيئة وجريمة إنسانية نرتكبها في حق أنفسنا ووطننا. "الجمهورية"