من البديهي أن ما تسمى "عاصفة الحزم" كعنوان للعدوان السعودي على اليمن ستتوقف ، وسوف تتحرك مفاعيلها التي يصعب التكهن بأحجامها وأشكالها ومساراتها حيث ستدوم طويلاً ، على أن عاصفة حزم مضادة ستنطلق دون أن يكون لها ناطقاً رسمياً "عسيرياً" ، إذ ستتعدد منطلقاتها واتجاهاتها لتتبلور في المحصلة المعطيات الجديدة التي سيرتكز عليها مشروع تقسيم المملكة العربية السعودية وفق خطة أمريكية قديمة متجددة .. من يؤيدون العدوان السعودي على بلادهم من الأطراف اليمنية نالوا من المملكة في وقت سابق عندما صنفت الأخوان كمنظمة إرهابية ، ونالوا من مصر أيضاً ، ومثل هؤلاء لا يمكن الاعتماد عليهم للنهوض بأي مشروع يخدم السعودية المتورطة في حرب غير مسبوقة ، فلديهم مشروعهم الذي لا يؤمن بالأوطان والحدود القومية ، وسوف ينقلبون عليها عندما يتبين لهم أن أهداف العدوان والتي من بينها استئصال التنظيم الحوثي – حسب الناطق الرسمي للعدوان- وهو هدف خرافي غير قابل للتطبيق لم يتحقق فعلاً وأنهم باتوا أضعف مما قبل العدوان فضلاً عن انتحارهم السياسي والأخلاقي بإعلان التأييد للعدوان الغاشم والتدخل الخارجي في سياق يطبع تاريخهم بوصمة عار أبدية . الأهداف الخرافية ليست جديدة عليهم فقد سبق أن راهنوا على ما تسمى الثورة السورية لإسقاط دمشق ونظامها الممانع والداعم للمقاومة ضد الكيان الصهيوني ، وبعد دورة عنف ودمار عارم منذ 2011م ، لم يعد للحديث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد أي قيمة في سورية وفي المحافل الدولية . قبل ذلك تحدثوا بعد احتلال العراق من قبل الأمريكان بتعاون خليجي عن هدف خرافي هو اجتثاث البعث ولم يكن سوى خطأ استراتيجياً أثبت فشله فيما بعد لأن فكرة اجتثاث الشعوب أو مكونات تحظى بقاعدة شعبية هي محض خيال والشواهد كثيرة حول العالم لأهداف خرافية مماثلة ومشابهة . الخطير في المشهد اليمني الراهن ليس الغارات التي دمرت عملياً البنية التحتية لبلد منهك ولا يتحتمل كل هذا الدمار ، بل ما يحدث في الجنوب وفي عدن التي رمى فيها هادي كرة النار ليدحرجها المال السعودي والسلاح القادم من المملكة لتجار الموت ودعاة التكفير ومن ستستقدمهم من الدواعش تأسيساً لحرب أهلية انتقامية إلى جوارهم . ومثلما لا يدرك السعوديون خطر هذا العدوان وهذه النار التي تضرم في بلادنا وارتداداتها على المملكة على مختلف المستويات وفي المقدمة (التقسيم) هي لا تدرك أيضاً أن في مجلس التعاون التي تعتقد بتبعيته لها من يضرم النار في المنطقة الشرقية داخل المملكة .. إنه قضاء و (قطر) – كما أشار صديق سياسي مخضرم - . هذه العملية التي تحاك برعاية صهيو أمريكية هي واحدة من مظاهر عاصفة الحزم المضادة ، وأما بقية مظاهرها فهي عناوين مختلفة لفاتورة الحرب الإجرامية على اليمن .